صور.. غزة تنتج "أسمنت" من بقايا الطعام
نجحت طالبات من غزة في إنتاج أسمنت من بقايا الطعام، بما يُمكن أن يساعد سكان القطاع في إعادة إعمار بيوتهم
نجحت طالبات خريجات من إحدى جامعات قطاع غزة المحاصر، في تحويل بقايا الطعام بعد صهرها، إلى مادة يُؤكدن أنها تستخدم "كبديل عن الإسمنت في الخلطات الخرسانية بنسبة 30%.
وشاركت في تجهيز هذه المادة، طالبات كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية بغزة هديل أبو عابد (22 عامًا)، دعاء الحليمي (21 عامًا)، عائشة خطاب (22 عامًا) ودعاء صيام (21 عامًا) كمشروع تخرج، وامتدت تجارب إنتاجها لأشهر.
ويمكن لهذه المادة، أن تستخدم كبديلٍ عن الرمل في تحضير الخلطات الخرسانية بنسبة 100%، كما قالت المهندسة دعاء صيام.
وأوضحت صيام خلال حديثها لـ"بوابة العين"، أن المشروع يعتمد بشكل كامل على استخدام النفايات العضوية كبقايا الطعام، حيث يتم فرزها عن البلاستيك والشوائب غير العضوية، قبل أن يتم حرقها على مراحل بدرجات حرارة معينة في فرن مخصص للتخلص من المواد المتفاعلة فيها.
وأضافت أنها وزميلاتها اعتمدن على جمع بقايا الطعام من مطاعم بمدينة غزة بعد الاتفاق مع مالكيها، حيث تحتاج المادة إلى كمية كبيرة من المخلفات حتى يتم إنتاجها.
أفران الصهر
ويمكن لهذا المشروع أن يلقى صدىً واسعًا في قطاع غزة من قبل المهتمين والمختصين، خاصةً وأن إسرائيل تفرض حظرًا شبه كامل على إدخال مواد البناء إلى القطاع منذ ثمانية أعوام، بزعم استخدامها في بناء الأنفاق القتالية تحت الأرض من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وقالت دعاء الحليمي إحدى عضوات الفريق الهندسي لـ"بوابة العين": "بإمكاننا رفع نسبة إحلال المادة كبديل عن الإسمنت التي وصلت إلى 30%، إذا توفرت المواد والأجهزة اللازمة لذلك، خاصة أفران الصهر القادرة على إنتاج درجات حرارة مرتفعة والتي يفتقدها قطاع غزة".
وتبدو الحليمي واثقة بأن مشروعها وزميلاتها سيسهم بشكل كبير في تحقيق انفراجة على صعيد عمليات إعادة إعمار آلاف الوحدات السكنية المدمرة بفعل الحروب الإسرائيلية المتكررة على القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
وشنّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة، في السابع من يوليو/ تموز 2014، أسفرت عن استشهاد أكثر من 2200 فلسطيني، وهدم 12 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.
فائدة مزدوجة
ورأت عائشة خطاب في الابتكار "طريقة ناجحة تمكن من التخلص من بقايا الطعام والبقايا العضوية بطريقة مفيدة، وأكدت أن "بقايا الطعام لا يمكن إعادة تدورها ولا يتم استخدامها بالشكل الصحيح".
وأضافت خطاب: "أنا وزميلاتي لم نجد صعوبة في جمع هذه النفايات، فقطاع غزة ينتج منها آلاف الأطنان يوميًا، تطبيق فكرتنا سيسهم في التخلص من هذه البقايا بالشكل الملائم".
ويؤكد بلال عاشور المدير الفني لمختبرات نقابة المهندسين في قطاع غزة التي خضعت فيها المادة للاختبار، نجاح المادة في تجاوز الاختبارات الهندسية الخاصة.
وقال: "في البداية لم أكن متفائلًا من نجاح التجربة، فالإسمنت من المواد التي لا يمكن الحديث عن بديل عنها بسهولة، إذا ما تحدثنا عن مبانٍ وبنى تحتية بحاجة له، وهذه المنشآت لا يمكن التهاون في المواد المستخدمة في إنشائها".
وأضاف: "لكن وبعد إخضاع المادة للفحص الدقيق أو ما يعرف بـ(فحص التكسير)، كانت النتائج مبهرة، ويمكن القول بأن المادة حلَّت بديلًا عن الأسمنت بنسبة 30 %".
وهذه بداية يمكن الاعتماد عليها، من وجهة نظر عاشور، الذي أكد أن نجاح المادة يمكن أن يشكل بديلًا كاملًا عن الرمل المستخدم في الخلطات الخراسانية.
وتابع عاشور، وهو المشرف على مختبر قياس كفاءة الخلطات الخراسانية الوحيد في غزة: "التوسع في إنتاج هذه المادة سيسهم في خفض تكلفة البناء بنسبة لا تقل عن 20%، وهذا الأمر سيوفر أموالًا طائلة يمكن استغلالها في مشاريع تنموية أخرى".
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg
جزيرة ام اند امز