قرار دولي لتسهيل نقل المساعدات إلى سوريا.. ومحادثات مرتقبة في جنيف
مجلس الأمن انتقد "القصور في التنفيذ الفعّال" لقراراته السابقة
أصدر مجلس الأمن قرارًا لتسهيل نقل المساعدات إلى سوريا، بينما يعتزم المبعوث الأممي دي ميستورا بدء محادثات سلام في جنيف خلال نحو شهر.
أصدر مجلس الأمن الدولي اليوم (الثلاثاء) قرارًا جديدًا سعيًا لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين، بينما يعتزم المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، بدء محادثات سلام سوريّة في جنيف خلال نحو شهر.
وأقرّ النص الجديد بالإجماع، بما يشمل روسيا حليفة دمشق، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس"، وهو ينص على التمديد لمدة عام ينتهي في 10 يناير/ كانون الثاني 2017، للإذن الممنوح لقوافل الأمم المتحدة في عبور الحدود الخارجية لسوريا من دون موافقة مسبقة من دمشق، لإغاثة مئات الالآف من المدنيين لا سيما في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
ومنذ يوليو/ تموز 2014 عبرت شاحنات كثيرة من الدول المجاورة، خصوصا تركيا والأردن، بموجب آلية لمراقبة الشحنات تنظمها الأمم المتحدة.
كما طالب القرار السلطات السورية بالاستجابة للمطالب الإنسانية "لتوصيل المساعدات عبر خطوط الجبهة" بين مناطق النظام والمعارضة.
غير أن مجلس الأمن لفت إلى "قصور في التنفيذ الفعال" لقراراته السابقة، مشيرًا إلى وضع الجهات المتقاتلة، سواء من معسكر النظام أو المعارضة، عقبات كثيرة بعضها إداري الطابع.
كما أدان المجلس "استمرار وجود العراقيل أمام نقل المساعدات الإنسانية عبر خطوط القتال وتكاثرها" متهمًا السلطات السورية "بمنح تصاريح لعدد قليل من القوافل".
وبين عامي 2013 و2015 تراجعت نسبة القوافل التي حصلت على إذن مرور من 65% إلى 29% بينما ما زال 47 طلب إذن مرور عالقة حاليًّا.
وأشار القرار الدولي إلى أنه منذ سيطرة عناصر تنظيم "داعش" على مناطق شاسعة في سوريا والعراق، بات قسم من المدنيين الذين يحتاجون إلى المساعدة شبه معزولين عن العالم.
وقال القرار أن تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات المتشددة "تمنع نصف السكان تقريبًا في مناطق يصعب الوصول إليها، وأكثر من النصف في مناطق محاصَرة، من تلقي المساعدات الإنسانية".
وأكدت الأمم المتحدة أن الصعوبات تزداد أمام عاملي الإغاثة للوصول إلى 4,5 ملايين مدني في مناطق يصعب الوصول إليها أو مناطق محاصرة، وبالتالي يعاني 393 ألفًا و700 مدني من "وضع كارثي" بعد أن أصبحوا عالقين وسط المعارك.
وتشير الأمم المتحدة إلى حاجة 13.5 ملايين سوري إلى مساعدات إنسانية عاجلة، حيث نزح 6.5 ملايين منهم بسبب الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ونصف السنة.
من جهة أخرى لجأ 4.2 ملايين سوري بشكل أساسي إلى الدول المجاورة خصوصًا لبنان وتركيا والأردن.
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء) إن مبعوث المنظمة الدولية إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، يعتزم بدء محادثات سلام سورية في جنيف خلال نحو شهر.
كان مجلس الأمن الدولي قد وافق بالإجماع يوم الجمعة على قرار يدعم خارطة طريق دولية لعملية السلام في سوريا في إظهار نادر للوحدة بين القوى العالمية بشأن الصراع الذي خلّف أكثر من 250 ألف قتيل.
وقال مايكل مولر، مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف، في مؤتمر صحفي نقلته وكالة "رويترز": "النية هي أن يبدأ (دي ميستورا) في وقت ما في أواخر يناير (المقبل)".
وأضاف أنه يحدوه الأمل في أن يتضح الأمر أكثر في النصف الأول من الشهر المقبل.
وقال مولر: "يعيش السيد دي ميستورا كما تعلمون بشكل أساسي على طائرة هذه الأيام. كل يوم تجعل تطورات التخطيط للأمور وإدراك الأطراف المختلفة لها من الصعب للغاية إعطاءكم فكرة عن كيفية تطور ذلك."
وقالت الأمم المتحدة إن المحادثات تهدف إلى إقامة "حكم موثوق ولا يُقصي أحدًا وغير طائفي" في سوريا وصياغة دستور جديد للبلاد التي تشهد حربًا أهلية منذ نحو خمس سنوات.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA=
جزيرة ام اند امز