"إيكونوميست": التوافق على خطة سلام أمل جديد لسوريا رغم العقبات الهائلة
الدبلوماسية تنطلق بأقصى طاقتها والتفاصيل الجوهرية لم تحسم وأبرزها مصير "الأسد"
توافق القوى الكبرى على قرار يدعم خطة سلام سورية، أمل جديد للبلاد، وخطوة لإنهاء أكثر حرب مستعصية بالشرق الأوسط.
توافقت القوى الكبرى على قرار يدعم خطة سلام سورية، يمثل أملا جديدا للبلاد، وخطوة على الطريق لإنهاء أكثر حرب مستعصية بالشرق الأوسط، رغم ما يعترضه من عقبات هائلة، وتساؤلات أبرزها يتعلق بمصير رئيس النظام بشار الأسد.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إن أولئك الذين يتبعون "خرائط طريق" دبلوماسية في الشرق الأوسط، غالبا ما يفشلون في الوصول إلى هدفهم، والتشاؤم لا يزال مبرّرا.
وأشارت إلى أنه في 18 ديسمبر الجاري تم إحراز المزيد من التقدم على طريق السلام، حيث مرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع قرارا يدعو لوقف إطلاق النار، وإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في أوائل يناير المقبل، بعد شهور من المفاوضات بين القوى الكبرى، وأبرزها أمريكا وروسيا، التي انقسمت حول مستقبل سوريا.
ووفقا للمجلة، فليس واضحا إذا كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نيويورك، سيؤدي الى إنهاء القتال الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص، وتسبب في فرار أكثر من 4 ملايين آخرين من البلاد، مستشهدة بقول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: "لا أحد يجلس هنا اليوم يلمّح إلى أي شخص.. إن الطريق أمامنا طريقا مذهبة. الأمر معقد".
وثمة أسئلة كثيرة دون إجابة، وأكبرها يتعلق بمصير بشار الأسد، الرئيس السوري الديكتاتوري، وإذا كان سيسمح له بالترشح في الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون 18 شهرا من بدء المحادثات، وفقا للقرار، كما لا يزال وضعه خلال هذه الفترة غير واضح.
ورجّحت أن روسيا التي قصفت خصومه، لا تريد عزله في وقت مبكر، مستشهدة بقول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "الشعب السوري وحده سيحسم مستقبله بنفسه"، وهذا يغطي أيضا مستقبل الرئيس السوري"، لافتة إلى أن هذا السؤال وحده يمكنه أن يصبح عقبة في طريق التقدم.
ورأت أن المهمة الصعبة تتمثل في تحديد أي جماعة متمردة معتدلة بما يكفي لإدراجها في المحادثات، فحتى أولئك الذين تنطبق عليهم المعايير قد يرفضون الجلوس مع الأسد، الذي لم يوافق هو نفسه على المشاركة.
ورجحت المجلة أن الضغط يتزايد على جميع الأطراف، وهذا يبدو واضحا بشكل متزايد في أن الروس، الذين سرعان ما أصبحوا متورطين في سوريا، يرغبون في إيجاد مخرج من حربهم ضد الإسلام السنّي، في حين أن أمريكا ودول الشرق الأوسط التي تدعم المتمردين تقوم الآن بعمل جيد لإجبارهم على الاتفاق على فريق تفاوضي مشترك.
واعتبرت أن الحكومة الانتقالية التي سيتم تشكيلها في غضون 6 أشهر، كما يقول كيري، الذي أضاف أن مطالب رحيل الأسد الفوري "تطيل الحرب"، إذا تبعها خارطة طريق وعملية سياسية تراقبها الأمم المتحدة، وسمح لمواطني الشتات السوري بالتصويت، فكلها احتمالات ضد احتفاظ الأسد بالسلطة.
واختتمت بالقول، إن أي علامة على التقدم الدبلوماسي في الشرق الأوسط هي موضع ترحيب، سواء في سوريا أو أي مكان آخر، ولكن مع تورط أكثر من 12 دولة في الحرب السورية، ناهيك عن الفصائل داخل البلاد، فإن العقبات على طريق السلام هائلة.
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز