في اتصالين مع البرهان وحميدتي.. 3 مطالب أمريكية عاجلة

3 مطالب عاجلة تصدرت اتصالين لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع طرفي النزاع في السودان، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ووفق بيان للخارجية الأمريكية فإن بلينكن شدد على "ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة الذي من شأنه أن يشكل أساسا للعودة للمفاوضات في السودان".
وقال المتحدث باسم الوزارة فيدانت باتيل الثلاثاء إن بلينكن أبلغ الجنرالين بأن وقفا لإطلاق النار "يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولم شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن".
كما أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن قلقه البالغ إزاء مقتل وإصابة العديد من المدنيين السودانيين بسبب القتال المستمر والعشوائي، وشدد على مسؤولية القائدين في ضمان سلامة ورفاهية المدنيين والموظفين الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني.
وتابع: "نتواصل مع نظرائنا من دولة الإمارات والسعودية وبريطانيا بشأن تطورات الأوضاع في السودان".
استهداف موكب دبلوماسي
وكشف وزير الخارجية الأمريكي عن أن قافلة دبلوماسية لبلاده تعرضت أمس لإطلاق نار في السودان والتقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم نفذته عناصر مرتبطة بالدعم السريع
بلينكن أكد أن جميع أفراد القافلة الدبلوماسية بخير، واصفا هذا التصرف بأنه "طائش وغير مسؤول".
حميدتي يكشف تفاصيل الاتصال
وفي سلسلة تغريدات عبر تويتر، قال حميدتي: "أجريت محادثة حيوية مع وزير الخارجية الأمريكي. ناقشنا القضايا الملحة في السودان وإخلاصنا المشترك للحرية والعدالة والديمقراطية لشعبنا".
وأضاف: "نحن ندرك التحديات الماثلة أمامنا، ونقف بحزم ضد التطرف الذي يقوض تقدمنا نحو مجتمع عادل وديمقراطي. على الرغم من عدم رغبة المشاركين في هذه الحرب، فمن الضروري حماية شعبنا والدفاع عن قيمنا".
ومضى قائلا: "أكدنا من جديد التزامنا الراسخ بحماية المدنيين الأبرياء في مناطق سيطرتنا، مما يعكس احترامنا لكرامة الإنسان وقدسية الحياة".
واختتم تغريداته بقوله: "ممتن للولايات المتحدة لدعمها المستمر والتزامها المشترك لاستعادة الاستقرار في السودان. سيكون لدينا دعوة أخرى لمواصلة الحوار والعمل يدا بيد من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا لدولنا".
العفو مقابل تسليم السلاح
ومن جانبه، أعلن الجيش السوداني، مساء الإثنين، أنه سيصدر قرارا بالعفو عن منتسبي قوات الدعم السريع الذين يتركون سلاحهم.
ووفق بيان مقتضب صدر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، فإن الجيش "يدعو جنود وضباط الدعم السريع إلى تسليم السلاح في أقرب وحدة عسكرية مقابل العفو".
وأكد أن "العفو سيتضمن استيعاب من يسلم السلاح في القوات المسلحة، اعتبارا من تاريخ التبليغ".
حصيلة القتلى
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتيس سقوط أكثر من 180 قتيلاً و1800 جريح في المعارك المستعرة في السودان منذ ثلاثة أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال بيرتيس للصحفيين في نيويورك إثر إجرائه من الخرطوم مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي إنّ "الوضع مائع للغاية، لذلك يصعب القول بأي اتّجاه يميل ميزان" القوة في الميدان.
وأضاف: "أنا على اتّصال مستمرّ بقادة الجانبين"، وذلك بعد دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل ساعات قليلة من ذلك إلى طرفي النزاع "لوقف الأعمال العدائية فوراً".
الأمم المتحدة توقف أنشطتها
وقال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك إنه بسبب الوضع الراهن، علّقت الأمم المتّحدة أنشطتها في السودان، مؤكّداً أنّ الأمم المتحدة "لن تطلب من موظفيها الذهاب إلى العمل عندما يكون واضحاً أنّ سلامتهم غير مضمونة".
بدوره، قال منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في بيان إنّ "استئناف القتال يؤدّي إلى تفاقم الوضع الهشّ أصلا، ما يجبر وكالات الأمم المتحدة وشركاءنا في المجال الإنساني على إغلاق العديد من برامجنا التي تزيد على 250 في أنحاء السودان مؤقتًا".
وأضاف "سيظهر تأثير هذا التعليق على الفور، لا سيّما في المناطق التي يتم فيها تقديم الدعم الغذائي في بلد يعاني فيه حوالى 4 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد".
وقف فوري لإطلاق النار
ودعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع الطرفين المتحاربين في السودان إلى إلقاء أسلحتهما على الفور والإنخراط في حوار.
وقال الوزراء في بيان إن القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض الجهود المبذولة لاستعادة التحول الديمقراطي في السودان".
وأوضح البيان: "نحث الطرفين على إنهاء الأعمال العدائية فورا دون شروط مسبقة. وندعو جميع الجهات الفاعلة إلى نبذ العنف، والعودة إلى المفاوضات، واتخاذ خطوات فعالة للحد من التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين، بمن فيهم الموظفون الدبلوماسيون والعاملون في المجال الإنساني".
من جانبهم، دعا أعضاء مجلس الأمن الأفارقة الثلاثة (غانا والغابون وموزمبيق) في إعلان مشترك في نهاية اجتماع مجلس الأمن إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وقالوا "ندعو بشدّة القوات المسلّحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الإسراع، بروح رمضان، بتبنّي حلّ سلّمي وحوار شامل لحلّ خلافاتهما".
ومنذ صباح السبت، يشهد السودان اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم، حيث تبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما.
وتوجت الاشتباكات شهورا من التوترات المتصاعدة بين الجيش وشريكه "قوات الدعم السريع" الذي تحول إلى خصم نتيجة الخلافات حول عملية دمج قوات الدعم بالجيش.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز