3 أعوام على"عاصفة الحزم".. سواعد تحرر وأخرى تعمر
بموازاة الدروس الميدانية التي أرساها التحالف العربي عبر "عاصفة الحزم"، كانت دوله ترسخ معاني العمل الإنساني في اليمن
تخطت عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي أطلقها التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ليل 25-26 مارس/ آذار من العام 2015، المشهد اليمني لتمثل نقطة تحول مفصلية في تاريخ الاصطفاف العربي ضد المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة.
وتكمل عمليتا عاصفة الحزم وإعادة الأمل ليل الأحد- الإثنين المقبل العام الثالث، لتفرض واقعاً جديداً على الأرض في اليمن، فبعد أن كانت مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران تتقدم للسيطرة على عاصمة الشرعية عدن، ها هي الآن تتراجع بعد سلسلة الهزائم المتتالية متنقلة لموقع الدفاع عن آخر معاقلها في صعدة وصنعاء التي باتت على مرمى نيران الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي.
وبموازاة الدروس الميدانية التي أرساها التحالف العربي عبر "عاصفة الحزم"، كانت دوله ترسخ معاني العمل الإنساني وأسسه في اليمن المختطف من قبل المليشيات، لتنزع ألغام الموت وتملأ البقاع اليمنية أملاً ووعداً وتمنيا بغد أفضل للجميع بعيداً عن وصاية الكهنوت الحوثي الإيراني.
فالمعركة في الأراضي اليمنية لم تقتصر على دك معاقل الحوثيين وتحرير المدن والقرى من أيدي العصابة الطائفية، فثمة جهاد آخر كانت قوات التحالف وطواقمها الطبية والإنسانية تؤديه جنباً إلى جنب الرباط في ساحات المعركة، إطعاماً للنازحين وعلاجاً للمرضى ونزعاً لألغام الموت الإيرانية التي زرعها الحوثي وجماعته بهمجية وسط المناطق السكنية.
وفي كل يوم خلال الأعوام الـ3 الماضية لعاصفة الحزم، وما أن تقوم حجافل الجيش اليمني وقوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف بتحرير مدينة أو قرية جديدة، إلا و أتبعت التحرير بالتعمير وإعادة الحياة للمناطق المحررة في عمليات متكاملة كان للهلال الأحمر الإماراتي و مركز الملك سلمان للإغاثة دوراً أساسياً في عملياتها.
ولم يكن لأيام العام الـ3 من عاصفة الحزم وإعادة الأمل أن تنصرم، دون تدشين التحالف العربي لدعم الشرعية لعملية إنسانية شاملة لإغاثة الشعب اليمني، وهي الخطوة التي أعلنها وزراء خارجية دول التحالف في اجتماعهم بالعاصمة السعودية الرياض في الـ 22 من يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
وتشمل عملية التحالف للإغاثة زيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ اليمنية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب فتح معبر الخضراء على الحدود السعودية اليمنية لتسهيل إيصال المساعدات.
وضمت الإجراءات كذلك تجهيز 17 ممراً بريا آمنا و6 مواقع حدودية لضمان وصول المساعدات إلى داخل البلاد، فضلاً عن تخصيص من 30 إلى 40 مليون دولار لتوسيع قدرة الموانئ اليمنية على استقبال الشحنات الإضافية.
كما أعلن تحالف الشرعية عن تقديم من 20 إلى 30 مليون دولار لرفع قدرة النقل البري في اليمن، وتضمنت الإجراءات تدشين جسر جوي إلى مأرب، وتسيير رحلات يومية لطائرات سي 130.
وبقراءة شاملة لوقائع الأرض ومنجزات الأعوام الـ3 الماضية التي وضعت 90% من الأراضي اليمنية في قبضة الشرعية، يرى مراقبون أن عمليات التحالف العربي في اليمن، وضعت حداً لمحاولات التمدد الإيراني الساعية لاختطاف البلد وتحويله لولاية تابعة لملالي طهران، مشيرين إلى أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت للانقلابيين الحوثيين، الذين يتفاقم مأزقهم مع مرور كل يوم جديد.