العاهل السعودي بافتتاح "الشورى": التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب
قال إن النظام السوري مسؤول عن صعود الجماعات الإرهابية
العاهل السعودي استعرض السياسة الداخلية والخارجية للسعودية، خلال افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى بالرياض
استعرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الأربعاء، السياسة الداخلية والخارجية للسعودية، خلال افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى بالرياض.
وتطرّق الملك سلمان إلى عدة ملفات خارجية أبرزها اليمن وسوريا التي حمّل نظام الحالي مسؤولية انتشار الإرهاب في بلاده، وأسباب تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، وعرج على قضايا الاقتصاد، والتي أكد خلالها حرص المملكة على تنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على النفط وذلك من خلال خلق مناخ جاذب للمستثمرين.
وقال الملك سلمان: "نحن عاقدون العزم بحول الله وقوته على دعم وتعزيز قدرات أجهزتنا الأمنية بكل الوسائل والأجهزة الحديثة التي تمكنهم من أداء مهامهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه، وهي مصدر فخرنا واعتزازنا".
وتابع "لا يخفى أن محاربة الإرهاب والتصدي له واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه مسؤولية دولية مشتركة، فخطره محدق بالجميع، ومن هذا المنطلق جاء تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة، وتأسيس مركز عمليات مشتركة بمدينة الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب".
الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية
وشدد العاهل السعودي على حرص المملكة على الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وفي مقدمة ذلك تحقيق ما سعت وتسعى إليه المملكة دائمًا من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.
ولفت إلى أن المملكة تؤكد أن ما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلية مؤخرًا من تصعيد وتصرفات غير مسؤولة من قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء العزل، واقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته والاعتداء على المصلين لهو جريمة كبرى يجب إيقافها، كما يجب وضع حد لبناء المستوطنات الإسرائيلية وإزالة ما أنشئ منها".
وتطرق إلى اليمن وقال "وقال إن عملية عاصفة الحزم جاءت بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن لإنقاذه من فئةٍ انقلبت على شرعيته وعبثت بأمنه واستقراره، وسعت إلى الهيمنة وزرع الفتن في المنطقة".
ولفت إلى أن المملكة منذ بداية الأزمة حتى الآن تدعو إلى حل سياسي وفقًا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ، ولقرار مجلس الأمن رقم (2216).
سوريا وطن موحد
وفيما يتعلق بسوريا قال إن "موقف المملكة من الأزمة السورية واضح منذ بدايتها، وهي تسعى للمحافظة على أن تبقى سوريا وطنًا موحّدًا يجمع كل طوائف الشعب السوري".
وشدد على أن المملكة "تدعو إلى حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويمكّن من قيام حكومة انتقالية من قوى المعارضة المعتدلة، تضمن وحدة السوريين، وخروج القوات الأجنبية، والتنظيمات الإرهابية التي ما كان لها أن تجد أرضًا خصبة في سوريا لولا سياسات النظام السوري التي أدت إلى إبادة مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين".
وتابع "وانطلاقًا من الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار والعدل في سوريا استضافت المملكة اجتماع المعارضة السورية بكل أطيافها ومكوناتها سعيًا لإيجاد حـل سياسـي يضمـن -بإذن الله- وحدة الأراضي السورية وفقًا لمقررات جنيف (1)" .
وفي الشأن الداخلي دعا الملك سلمان إلى الاعتصام وإدراك أهمية الوحدة الوطنية ونبذ كل أسباب الانقسام وشق الصف، والمساس باللُّحمة الوطنية، وقال: "إن دولتكم ماضية في دعم الجهود لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية، ولقد وجّهنا مجلس الشؤون السياسية والأمنية باقتراح الخطط والبرامج والرؤى اللازمة لمواجهة هذه التحديات والمخاطر".
تنويع مصادر الدخل
وفي الشأن الاقتصادي قال العاهل السعودي إن المملكة ملتزمة بتطبيق برامج تهدف لتنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على النفط وذلك مع خلق مناخ جاذب للمستثمرين.
وقال الملك في كلمته بمناسبة افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى اليوم "المملكة حريصة على تنفيذ برامج تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط مصدرا رئيسا للدخل."
وأضاف "كما أننا حريصون على تكوين بيئة جاذبة للعمل والاستثمار للشركات الوطنية والأجنبية وتبسيط الإجراءات وتسهيل الاستثمار في السوق السعودية."
وتابع "لقد نجحنا -بفضل الله- في المحافظة على مستويات الدين العام التي لاتزال منخفضة مقارنة بالمعدلات العالمية، والمملكة حريصة على تنفيذ برامج تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط مصدرًا رئيسًا للدخل، ورؤيتنا في الإصلاح الاقتصادي ترتكز على رفع كفاءة الإنفاق الحكومي، والاستفادة من الموارد الاقتصادية وزيادة عوائد الاستثمارات الحكومية".