عام الفرص الضائعة في اللعبة البيضاء
أخفق ديوكوفيتش مجددًا في الفوز بلقب رولان جاروس الوحيد الذي يغيب عن خزانته، ليؤكد أن 2015 هو عام الفرص الضائعة.
بقدر ما شهدت ملاعب التنس في 2015 من أرقام قياسية وإنجازات تاريخية، فقد كانت شاهدة على فرص ضائعة، ربما أذهبت من أفواه كثيرين حلاوة تلك النجاحات المبهرة.
الأمريكية سيرينا ويليامز دخلت الموسم ونُصب عينيها تحقيق بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، في إنجاز لم يسبق أن حققته لاعبة في العصر الحديث سوى الألمانية شتيفي جراف.
لم تكن بداية الموسم موفقة بالنسبة إلى اللاعبة السمراء، ففي كأس "هوبمان" الودية للفرق المختلطة تأخرت سيرينا أمام الإيطالية فلافيا بينيتا بخمسة أشواط نظيفة، لكنها طلبت قدحًا من القهوة، في حادثة فريدة من نوعها، كان له مفعول السحر، ليس فقط في المباراة، وإنما على مستوى الموسم.
فقد توِّجت بعدها ببطولات "الجراند سلام" الثلاث الأولى في الموسم، وعندما كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الإنجاز التاريخي، يبدو أن "سِحْر" قدح القهوة انتهى أمام إيطالية أخرى هي روبرتا فينشي في نصف نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، لتخرج اللاعبة الأمريكية في مفاجأة كبرى.
المايسترو روجيه فيدرير ابتدع سيمفونية جديدة سميت باسمه "هجوم خاطف من روجيه فيدرير"، والمعروفة اختصارًا بالإنجليزية (SABR) وهي عبارة عن طريقة استحدثها لرد إرسال المنافس على بُعد مسافة ليست بالكبيرة من مربع الإرسال، بما يمكّنه من مباغتة خصمه، ووضعه تحت الضغط طوال الوقت.
وسنحت الفرصة أمام اللاعب السويسري ليعزز رقمه القياسي في عدد ألقاب بطولات "الجراند سلام" والذي يحمله بـ17 لقبًا، في نهائي بطولة ويمبلدون والولايات المتحدة المفتوحة -فضلا عن البطولة الختامية لموسم رابطة محترفي التنس- ولكن الصربي نوفاك ديوكوفيتش ضيّع عليه فرصة التتويج بأول ألقابه الكبرى منذ 2012.
لا يوجد شك في أن 2015 كان أحد أسوأ المواسم التي مرت على الإسباني رافائيل نادال، فقد عانى في أغلب فتراته من أزمة ثقة بدت كأنها صخرة على كاهله.
فبعد وصوله إلى قمة بطولة "بوينوس أيرس" بعد خسائر مفاجئة أمام توماس بيرديتش في ربع نهائي أستراليا المفتوحة والإيطالي فابيو فونيني في نصف نهائي ريو دي جانيرو، عاد ليهدر فرصة حسم موقعة ربع نهائي انديان ويلز التي سنحت له أمام الكندي ميلوس راونيتش.
بدأ رحلة العناء من جديد إلى أن وصل لنهائي مدريد بعد أداء جيد خلال مشواره في البطولة، لتسنح له فرصة التخلص من الحمل ليخسر أمام موراي، لكنه أهدر الفرصة وخسر بصورة مروعة.
وبعدما خسر ربع نهائي بطولة رولان جاروس أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش عاد ليفوز ببطولة شتوتجارت في أولى نسخها التي تقام على الأراضي العشبية، تفاءل الكثيرون بشأن بطولة ويمبلدون لكنه خسر بصورة مفاجئة أمام داستن براون.
وعندما سنحت له فرصة للانتفاض في البطولة الختامية لموسم رابطة محترفي التنس، بعد أداء قوي خلال دور المجموعات، اصطدم بديوكوفيتش، ليفوز "نولي" وتضيع الفرصة على نادال.
أنهى النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش الموسم بعدد نقاط قياسي لم يسبقه إليه أي لاعب (16 ألفًا و585 نقطة)، وأصبح أول لاعب يفوز بثنائية "إنديان ويلز" و"ميامي" ذواتي الألف نقطة، للمرة الثالثة.
ولكن بالنسبة إلى كثير من مشجعي "نولي" لا تزال هناك غُصة في حلقهم: رولان جاروس، ثاني بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى.
فقد تأهل ديوكوفيتش لنهائي البطولة بعد أن تفوق في ربع النهائي على نادال وفي نصف النهائي على موراي لكنه أهدر الفرصة للفوز باللقب الوحيد الذي يغيب عن خزانته بين بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، ليؤكد بهذا أن 2015 هو عام الفرص الضائعة في ملاعب الأمراء.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMDAg جزيرة ام اند امز