رابع أيام تحرير الرمادي .. اختراق تحصينات داعش واستعدادات للمعركة الحاسمة
القناصة والعبوات الناسفة تبطئ تقدم القوات العراقية
تعكف القوات العراقية التي شقت طريقها في عمق الرمادي معقل داعش على تعزيز مواقعها، اليوم، قبل الهجوم النهائي المزمع لاستعادة المدينة.
حققت القوات العراقية المشتركة في اليوم الجمعة، الرابع منذ بدء عملية تحرير مدينة الرمادي الاستراتيجية غربي العراق خرقًا مهمًّا في تحصينات تنظيم داعش بمنطقة "الحوز" جنوبي المدينة، ولم يعد يفصل القوات عن المجمع الحكومي وسط المدينة سوى عشرات الأمتار.
وتعكف القوات العراقية التي شقَّت طريقها في عمق الرمادي معقل داعش على تعزيز مواقعها، اليوم الجمعة، قبل الهجوم النهائي المزمع لاستعادة المدينة.
وإذا تمت استعادة السيطرة بنجاح على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، فستكون أحد أهم إنجازات القوات العراقية منذ أن استولى التنظيم المتشدد على ثلث أراضي البلاد العام الماضي.
وبعد ثلاثة أيام من هجوم القوات الحكومية، ما زالت عناصر داعش تتحصَّن في وسط الرمادي حول مجمع حكومي للمحافظة. ويقول قادة الجيش إن المعركة من أجل السيطرة على الرمادي قد تستغرق أيامًا.
تواجه القوات العراقية تحديات جمة تتمثل في القناصة والعبوات الناسفة التي تجعل تقدمها بطيئًا وحذرًا لتحرير الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، حيث تدور اشتباكات شرسة وسط المدينة مع عناصر داعش.
وقال مصدر أمني، إن القوات تمكَّنت من تحرير شارعي الفرسان والحوز المهمين المؤديين لوسط الرمادي، واللذين يقعان خلف المجمع الحكومي، وفشل مسلحو داعش في استعادتهما في هجومين على القوات بسيارات مفخخة.
ولفت المصدر إلى أن القوات الأمنية تمكَّنت من قتل ثمانية من مسلحي داعش وخمسة انتحاريين وأحبطت هجومين للتنظيم في محيط الرمادي بمنطقة المضيق شرقًا ومنطقة "البوعيثة" شمالًا.
وأوضح المصدر أن تنظيم داعش شن هجومًا بثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة تبعتهم مجموعة من المسلحين حاولوا استهداف خط دفاع القوات الأمنية بالمضيق شرقي الرمادي، وعقب الهجوم الانتحاري وقعت اشتباكات بين القوات الأمنية وعناصر التنظيم أسفرت عن مقتل المسلحين الثمانية وإصابة ثلاثة من القوات العراقية.
كما قتلت القوات العراقية انتحاريين اثنين يرتديان حزامين ناسفين في منطقة "البوعيثة" حاولا الهجوم على القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات الأنبار بالمحور الشمالي.
وأكدت مصادر محلية بالأنبار تقلص عدد مسلحي داعش في الرمادي وقدرتهم بأقل من 200 إرهابي وانتحاريين ومفخخات في تناقص وفقدان تأثيرها في ظل توفر الأسلحة المضادة للدروع، ووجود قوات متخصصة ومدربة جيدًا.
ولفت قائد طيران الجيش العراقي الفريق أول حامد عطية المالكي إلى أن الموقف في الرمادي "يقترب من المرحلة النهائية من القتال وهي تحرير مدينة الرمادي من الداخل وتطهير الشوارع والمنازل"، وتوقع ألا تطول عملية تحرير الرمادي كثيرًا.
وأضاف المالكي: إن الأيام المقبلة ستشهد تحرير مركز المدينة ورفع العلم العراقي والتهيؤ لإعادة الحياة الطبيعية فيها، كما عادت في تكريت وغيرها من المناطق المحررة من سيطرة الإرهاب؛ لأن داعش أصبح في قبضة قواتنا الأمنية وسيتم إنهائه بالكامل.
وقال المالكي، إن طائرات الجيش موجودة بشكل مستمر وتوفر الغطاء الجوي الكامل للقطاعات البرية ليلًا ونهارًا بجميع أنواع الإسناد عند الطلب، لافتًا إلى أن معركة التحرير مخطط لها بشكل سليم وهناك حالة انهيار كامل لداعش وسط تقدم القوات العراقية.
وأرجع تأخير التقدم وعملية تحرير الرمادي إلى التريث والتأني في معالجة الأهداف الإرهابية لعدم المساس بالمدنيين ومنع وقوع خسائر بينهم، وقال: إن عصابات داعش عمدت ومن خلال أسلوبها الذي عرفناه إلى تفخيخ المنازل واتخاذ العدد منها أوكارًا ومقرات لضرب القطاعات العسكرية، لذلك فإن معالجة الأهداف تتطلب وقتًا وجهدًا أكبر.
السيستاني يطالب بتحرير القطريين
ومن جهته، أكد المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني، أهمية استعادة جميع الأراضي التي اغتصبها داعش وإعادة النازحين إلى مناطقهم، وأن يشكل ذلك أولوية كبرى لدى الجميع، داعيًا إلى اتخاذ الإجراءات كافة لحماية الأبرياء في الرمادي الذين يمنعهم داعش من الخروج من المدينة ويتخذهم دروعًا بشرية له مما يعقد على القوات العراقية عملية تحرير المدينة.
وطالب السيستاني بإطلاق سراح الصيادين القطريين المختطفين من قِبَل جماعة مسلحة جنوبي العراق، الذين دخلوا البلد بصورة مشروعة .. وقال: "نطالب بإطلاق سراح جميع المختطفين أيًا كانوا، ونجدد دعوتنا للحكومة العراقية والقوى السياسية كافة بأن تساند القوى الأمنية في جهودها الحثيثة لحماية البلد، وتعمل ما بوسعها لوضع حد لجميع الممارسات الخارجة عن القانون، ولاسيما ما يخل بالأمن ويهدد سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين".
وأضاف: إنه في الآونة الأخيرة وقعت بعض عمليات اختطاف لأهداف سياسية، ومن ذلك ما وقع مؤخرًا من اختطاف عدد من الصيادين القطريين الذين دخلوا العراق بصورة مشروعة.
جدير بالذكر أن مجموعة مسلحة مجهولة الهوية اختطفت، يوم الأربعاء 16 ديسمبر الماضي، مجموعة من الصيادين القطريين بمنطقة "ليا" في بادية السماوة في محافظة المثني جنوبي العراق المحاذية للسعودية.
وقال معن إن المجموعة المسلحة اختطفت عددًا من القطريين وتركت آخرين كانوا في صحبتهم في مخيم للصيد في بادية السماوة، وذهبت بهم لجهة غير معروفة، لافتًا إلى أن أجهزة الأمن العراقية بوزارة الداخلية وشرطة المثني المحلية شرعت في عملية بحث عن المختطفين الذين لم يلتزموا بالتعليمات وتحركوا في مناطق تجاوزت المناطق المؤمنة.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز