العشرات من مسلحي داعش هربوا من مناطق مركز الرمادي والمجمع الحكومي التي اقتربت منها القوات العراقية، إلى مناطق شرقي المدينة
دخل المحور الشمالي لمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق، اليوم الأربعاء، مرحلة الضغط على تنظيم داعش الإرهابي في المدينة المطوقة من كافة الاتجاهات، بعد الاختراق الذي حققته قوات مكافحة الإرهاب والجيش العراقي أمس بالمحور الجنوبي للعمليات.. وتزامن مع ذلك هروب عشرات من مسلحي التنظيم من مركز الرمادي إلى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة.
وقال مصدر أمني بقيادة العمليات المشتركة إن العشرات من مسلحي داعش هربوا من مناطق مركز الرمادي والمجمع الحكومي التي اقتربت منها القوات العراقية، إلى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة، لافتا أنه تم استكمال تطهير جزيرة البو ذياب شمالي الرمادي بالكامل بعد منطقة الجرايشي وقتل العشرات من عناصر داعش بينهم عرب وأجانب.
وأشار إلى أن القوات الأمنية تتقدم إلى مناطق البو فراج والبو علي الجاسم لإكمال تحرير جميع المناطق المحيطة بالقاطع الشمالي واقتحام للضغط على وسط الرمادي.
وقصف طيران الجيش بالتنسيق مع جهاز مكافحة الإرهاب مقرين لداعش وقتل وجرح العديد منهم، ودمر مدفعا عيار ٢٣مم وقتل جميع عناصر المفرزة في منطقة الحوز بقطاع عمليات الأنبار، كما أغار طيران التحالف على تجمع لمسلحي التنظيم وقتل العشرات منهم شمال منطقة الحميرة جنوبي الرمادي.
ولفت الخبير العسكري اللواء عبد الكريم خلف إلى أن الرمادي تعد "ساقطة عسكريا"، بعد دخول قوات مكافحة الإرهاب قلب المدينة واختفاء قيادات داعش وتواري عناصرها الذين أصبحوا في مرمى الأسلحة المتوسط للقوات العراقية وما تحتاجه القوات بعض الوقت لتطهير المباني السكنية من المسلحين مع عدم الإضرار بالمدنيين.
وقال اللواء خلف لقناة "العراقية" الرسمية اليوم: إن طائرات مروحية من طراز "مي 35" تقوم بتوفير الغطاء والإسناد الجوي للقوات البرية المشتركة.
وتستعد القوات العراقية المشتركة لاقتحام منطقة "الحوز" وسط مدينة الرمادي بعد أن سيطرت القوات العراقية أمس على ثلاثة أحياء جنوبي المدينة هي: الأرامل والضباط والبكر، إضافة إلى شارع 60 وجسر القاسم، وكبّدت تنظيم (داعش) الإرهابي خسائر مادية وبشرية.
عبوات ناسفة جديدة لداعش
وتمهّد قوات من جهاز مكافحة الإرهاب لاقتحام منطقة "الحوز" التي تضم المجمع الحكومي وسط الرمادي، وتستلزم منطقة الحوز السكنية دعما من التحالف الدولي بإسناد جوي.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق عبد الغني الأسدي، إن القوات الأمنية دخلت قلب مدينة الرمادي التي طالما تبجح داعش بأنها منطقة محصنة، لافتا إلى أن التنظيم استخدم عبوات ناسفة جديدة معدة للتأثير على المعدات الثقيلة وتسببت بانقلاب معدات زنتها نحو 27 طناً، مؤكدا أن التقدم مستمر لتحرير الرمادي.
وكشف الأسدي -في مؤتمر صحفي- عن أن أنواعاً جديدة من العبوات واجهت القوات الأمنية، هي قناني الأوكسجين، وتسببت في إعاقة معدات ثقيلة تأثرت بهذه العبوات وانقلبت على جانبها، لكن كل الذي أعده داعش لن يثني عزيمة الرجال الذين تقدموا وسط المدينة.
وأضاف الأسدي: إن المنطقة التي سيطرت عليها القوات العراقية هي مفتاح المناطق الأخرى، ودخلنا من الموقع الذي راهنوا عليه كثيرا وكانوا يتبجحون بأنه سيبقى محصناً.
ولفت إلى أنه كان بالإمكان الدخول الى هذه المناطق قبل هذا الوقت، لكن احتجاز العوائل آخر الأمر، وبعد التأكد من خلوها من العوائل تم دخولها، معتبرا أن القوات الأهداف المرسومة ضمن الخطة العامة ودخلت في قلب المدينة في منطقة حي الضباط.
واللافت هو بدء عملية تحرير الأنبار التي تأجلت لأكثر من مرة لأسباب عديدة، مع وجود القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بكين ومعه وزير الدفاع خالد العبيدي، إلا أنه زار عشية مغادرته مركز قيادة العمليات المشتركة، وراجت توقعات أن عملية الرمادي ستبدأ بعد زيارة الصين، وتحقق عنصر المفاجأة لداعش ببدء العملية أمس، بعد انتهاء المرحلة الثانية لتحرير المدينة التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، وتقدمت صوب مركز المدينة من عدة محاور، وتمكنت من إحكام الطوق على المحاور الشمالية والغربية والجنوبية وأقامت مواقع دفاع شرقا تمهيدا لتحرير الرمادي من قبضة داعش، وفرضت طوقا أمنيا حولها وقطعت خطوط إمداد داعش بالأنبار ومع سوريا.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز