الفلسطينيون يواصلون فاعلياتهم الاحتجاجية ضد امتناع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويقيمون سلسلة بشرية بمشاركة المئات في القدس.
نظّم مئات الفلسطينيين سلسلة بشرية وسط مدينة القدس المحتلة للمطالبة باستعادة 20 شهيدًا من سكان المدينة، تحتجز قوات الاحتلال جثامينهم عقابًا على تنفيذهم عمليات فدائية ضد الاحتلال ومستوطنيه خلال الانتفاضة الحالية.
المئات من الفلسطينيين توافدوا منذ ساعات الظهر إلى منطقة باب الساهرة في البلدة القديمة من القدس تلبيةً لدعوة الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، وأخذوا يلوحون بعلم فلسطين وصور الشهداء ولافتات تطالب بإعادة جثامين الشهداء.
وبينما كان العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح يرقبون فعاليات السلسلة عن كثب، وعلى وقع فقرات فنية منددة بسياسات الاحتلال ضد الشهداء وذويهم، بدأت السلسلة المسير نحو باب العامود، تتقدمها فرق الكشافة الفلسطينية.
وكان من المقرر أن تمتد السلسلة من باب الساهرة مرورًا بباب العامود حتى منطقة باب الجديد على مداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، قبل أن يتدخل جنود الاحتلال ويقمعوا السلسلة بالقوة.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المشاركين في السلسلة، مما أسفر عن إصابة 20 فلسطينيًّا، حسب بيان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
المحامي محمد عليان، والد الشهيد بهاء عليان المتحدث باسم ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم، يؤكد أن "السلسلة نجحت في إيصال رسالة الفلسطينيين إلى المجتمع الدولي".
وقال عليان لـ"بوابة العين": "نطالب من هنا الاحتلال الاسرائيلي بالإفراج الفوري عن جثامين الشهداء.. فلا يجوز له احتجازها بأي شكل من الأشكال".
وشدد المحامي الفلسطيني على أنهم سيواصلون فعالياتهم حتى استعادة جثامين أبنائهم من صقيع الثلاجات إلى دفء الأرض، في إشارة إلى دفنها في مقابر الشهداء الفلسطينية.
وأكد مسؤول ملف القدس في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، أن السلسلة البشرية هي رسالة إلى قوات الاحتلال بأن المقدسيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي على هذه الجرائم بحقهم وسوف يواصلون الضغط بكل الوسائل المتاحة.
ولجأ الفلسطينيون إلى المحاكم الإسرائيلية لاستصدار قرارات باسترداد جثامين الشهداء، كما طالبوا شرطة الاحتلال بتسليم الجثامين، قبل أن يتوجهوا إلى المؤسسات الدولية برسائل رسمية يطالبونها فيها بالقيام بمسؤولياتها تجاه الموتى الفلسطينيين.
وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين 50 شهيدًا، من بينهم 20 شهيدًا من أهالي القدس المحتلة، وتُحتجز جثامين الشهداء تنفيذًا لقرار الحكومة الإسرائيلية معاقبة منفّذي العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين "باحتجاز جثامينهم وعدم تسليمها لذويهم لدفنها وفق الشريعة الإسلامية".
ولم يترك أهالي الشهداء جثامين أبنائهم وحدها في ثلاجات الموتى في المعهد الطبي العدلي الإسرائيلي (أبو كبير) وقرروا التحرك في سلسلة فعاليات واسعة في الأراضي الفلسطينية، شملت إقامة خيمة وسط مدينة الخليل قبل نحو شهر، ومسيرات شبه يومية تنظَّم في مختلف المحافظات الفلسطينية، علاوةً على التحرك السياسي والقانوني والإعلامي.
وقررت سلطات الاحتلال منتصف الأسبوع الماضي، تسليم جثامين شهداء مدينة القدس المحتلة، بعد تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن استمرار احتجازهم يزيد من تعقيد الأوضاع، قبل أن تتراجع سلطات الاحتلال عن قرار التسليم دون معرفة أسباب ذلك.
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز