بالفيديو: إثيوبيا تستبق الاجتماع مع مصر والسودان بتعديل مجرى النيل لأول مرة
أديس أبابا تضع القاهرة والخرطوم أمام الأمر الواقع

قامت إثيوبيا بتحويل مجرى نهر النيل إلى أسفل سد النهضة لأول مرة، مما يهدد المفاوضات التي ستبدأ غدا (الأحد) في العاصمة السودانية الخرطوم.
استبقت دولة إثيوبيا اليوم (السبت) الاجتماع السداسي المقرر عقده في الخرطوم غدا (الأحد) بين وزراء الخارجية والري في دول مصر والسودان وإثيوبيا وقامت بتحويل مجرى نهر النيل إلى سد النهضة رسميًّا ولأول مرة، مما يشكك في جدوى هذه الاجتماعات.
وفى أول رد فعل للحكومة المصرية عقد سامح شكري، وزير الخارجية، والدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، اجتماعًا عاجلاً مساء اليوم (السبت)، في مقر السفارة المصرية في الخرطوم، عقب وصولهما على رأس وفد من الخبراء إلى العاصمة السودانية اليوم، لحضور الاجتماع السداسي.
وضم الاجتماع مسؤولين من الوزارتين للوقوف على حقيقة ما تردد حول إقدام الحكومة الإثيوبية على تغيير مجرى نهر النيل وإعادته للجريان أسفل سد النهضة، الذي يستهدف بدء أعمال التخزين من موسم الفيضان الجديد.
وقالت مصادر في قطاع مياه النيل، طلبت عدم ذكر أسمائها، إن الاجتماع يهدف إلى تحليل الأجهزة المختصة صور الأقمار الصناعية لمجرى النهر وموقع السد، للتأكد من بدء التخزين أو أن المياه تمر بشكل طبيعي أسفل السد.
وأضافت المصادر أن هذه الخطوة تكشف "النوايا غير الحسنة" لأديس أبابا تجاه اتفاق "المبادئ" الذي وقّعه قادة الدول الثلاثة في آذار/ مارس الماضي.
ويعتبر القرار الإثيوبي بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، لأن إثيوبيا وضعت مصر والسودان أمام الأمر الواقع بهذه الخطوة، رغم أنها سوف تدّعي أن تحويل مجرى النيل يستهدف التخزين التجريبي فقط رغم أنها تستهدف الوصول إلى تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه عند اكتمال البناء عام 2017، حسب هذه المصادر.
وقال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد والري، في تصريحات صحفية اليوم (السبت) عقب وصوله إلى مطار الخرطوم، إن تحويل مجرى النيل الذي قامت به أديس أبابا طبيعي وهو إعادة للوضع الطبيعي لنهر النيل.
وأوضح أن الخطوة الإثيوبية ليست لها علاقة بالاجتماع السداسي المقرر عقده غدًا (الأحد)، بحضور وفود الدول الثلاث في الخرطوم، موضحًا أن تغيير المجرى يسمح بمرور المياه أسفل سد النهضة لأول مرة.
وشدد الوزير على أن تغيير مجرى نهر النيل وإعادته إلى طبيعته يعد أمرًا طبيعيًّا لأنه تم تحويل هذا المجرى استعدادًا للبدء في تنفيذ المشروع قبل عامين.
وعن الاجتماع السداسي المقرر له غدا في العاصمة السودانية الخرطوم قال الوزير المصري إنه "يسعى لوضع الآلية المناسبة لخارطة الطريق لتفعيل اتفاق المبادئ، خصوصًا الشق المتعلق بالبند الخامس منه الذى يربط بين بدء التخزين ومدته وقواعد تشغيل السد الإثيوبي على مدار العام وبين نتائج الدراسات الفنية للآثار السلبية للسد على دولتي المصب".
وأضاف: "بناءً على النتائج المرجوة من الاجتماع السداسي سيتم الاتفاق على صياغة وضع آلية فنية للرد على الشواغل المصرية".
وأكد مغازي أنه بمجرد الاتفاق على النقاط الخلافية سيتم إنهاء دور الاجتماعات السداسية لتبدأ المفاوضات الفنية، مؤكدا أنه "لا بديل عن المفاوضات وإنهاء الدراسات في موعدها واتخاذ الإجراءات الواقعية من قبل الدول الثلاث التي تحول دون تعطل المسار الفني مع وضع عنصر الوقت وتسارع وتيرة بناء السد في الاعتبار".
بينما قالت مصادر سودانية معنية بملف مياه النيل، إن الخطوة الإثيوبية بتغيير مجرى النيل إلى العبور من سد النهضة هي محاولة إثيوبية لتصدير الفشل في احتواء الخلافات الداخلية التي اندلعت خلال الفترة الماضية في منطقة "بني شنقول" وتحويل الضغط على الحكومة الإثيوبية إلى هجوم تستغله المعارضة في مصر قبل حلول ذكرى ثورة 25 يناير.
وأضافت المصادر في تصريحات صحفية اليوم، فضلت عدم نشر أسمائها، أن المحاولة الإثيوبية تنم عن سوء نية قبل بدء الاجتماع السداسي المقرر عقده الأحد، وتستهدف إعادة المفاوضات إلى المربع صفر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA==
جزيرة ام اند امز