تحرير 80% من الرمادي.. ومسؤول لـ"العين": السيطرة عليها خلال ساعات
القوات العراقية تسيطر على المجمع الحكومي
شهد اليوم السادس لعملية تحرير مدينة الرمادي من قبضة مسلحي "داعش" تقدما جديدا، ولم يبق تحت سيطرة التنظيم سوي 20 % من مساحة المدينة.
شهد اليوم السادس لعملية تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من قبضة تنظيم "داعش" تقدمًا جديدا، ولم يبق تحت سيطرة التنظيم سوي 20 % من مساحة المدينة، فيما قال مسؤول عراقي إن تحريرها بالكامل سيعلن خلال ساعات قليلة، لاسيما بعد إعادة السيطرة الكاملة على المجمع الحكومي في وسط المدينة.
وفي تصريحات لـ"بوابة العين"، قال المتحدث باسم محافظة الأنبار سفيان العيثاوي: إن الساعات القليلة المقبلة ستشهد إعلان تحرير المدينة، وذلك بعد قتال عنيف تخوضه مختلف القطاعات العسكرية والأمنية العراقية في المحافظة، قامت خلالها بالتصدي لمقاتلي "داعش"، فيما تقوم بتفكيك العبوات والمنازل المفخخة التي خلفها التنظيم لإعاقة تقدم القوات.
وأضاف العيثاوي أن القطعات العسكرية دخلت إلى مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وأن الساعات القليلة ستعلن أن المدينة خالية من الإرهاب، موضحا أن الفرقة الهندسية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، والفرقة الهندسية للشرطة الاتحادية، يقومان بجهد هندسي كبير في إزالة العبوات الناسفة التي زرعها "داعش" بعد مغادرته الأراضي.
ولفت العيثاوي إلى أن "داعش" أعلن من خلال الأجهزة اللاسلكية انسحابه باتجاه المناطق الشمالية، بعد أن قام بتفخيخ المنازل والشوارع، مضيفا أن عددا من مقاتلي "داعش" حاولوا التسلل صباح اليوم من المحور الشمالي، لكن قناصي الفرقة التاسعة والعاشرة في الجيش العراقي تمكنوا من قتل العديد منهم.
وردا على سؤال لـ"بوابة العين" حول توقيت تحرير المدينة ومن يقف وراء قرار بدء العملية، قال المتحدث باسم محافظة الأنبار: إن القرار سياسي بالدرجة الأساس، وقد طالبت الحكومة العراقية بتوحيد كل القيادات العسكرية من الأجهزة الأمنية والشرطة الاتحادية والجيش العراقي، فضلا عن أبناء العشائر من أجل تحرير المدينة.
وأضاف أن "داعش" فقد سيطرته على المقاومة وهو محاصر منذ مدة، وقد قطعت الإمدادات عنه، وأن كل تلك العوامل ستساعد في دحر "داعش" وعودة المدينة إلى أهلها الذين غادروها وأصبحوا مهجرين في أكثر من مدينة عراقية.
وتأتي تصريحات متزامنة مع تصريحات أخرى أطلقها قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الغني الأسدي، الذي قال: إن ما تمكنت القوات العراقية من تحريره وصل إلى نسبة تزيد على 80 % من مساحة مدينة الرمادي.
وقال الأسدي- في تصريح صحفي- إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تحرز تقدما ملحوظا وسيطرت على أغلب المناطق المهمة في الرمادي، مشيرا إلى تداخل الأحياء بمدينة الرمادي وتشابكها.
وأضاف أن القوات المقاتلة وصلت حي "الحوز" بعد السيطرة عليه من قبل قوات مكافحة الإرهاب، ودخلت أطراف حيي العادل والمعلمين بالمدينة.
وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب العراقي أن القوات تمكنت من فرض سيطرتها على مربع "المجمع الحكومي" بمنطقة الحوز وسط مدينة الرمادي، وانتزاعه من قبضة تنظيم "دعش".
وأكد مصدر عسكري عراقي فرار مسلحي "داعش" بشكل جماعي، وتبقى عملية تطهير المنطقة من العبوات الناسفة والألغام وتمشيط المنازل بالمدينة التي قد تستغرق وقتا".
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني- في تصريح صحفي: إن "السيطرة على المجمع تعني هزيمة داعش في الرمادي، وإن الخطوة القادمة ستكون تطهير الجيوب التي قد تكون هنا أو هناك في المدينة".
وأضاف أن "المجمع الحكومي هو آخر معقل لداعش في مدينة الرمادي"، مؤكدا أن "المجمع أصبح تحت سيطرة القوات العراقية، ولا وجود لمقاتلي داعش في المدينة".
وسبق ذلك نجاح القوات المشتركة العراقية اليوم من تحرير مبنيى دائرة صحة الأنبار وبنك الدم وسط مدينة الرمادي.
وأرجع الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي بطء عملية التحرير من الناحية العسكرية؛ لوجود أطواق متتالية من العبوات الناسفة والشراك المفخخة وتلغيم الدور السكنية واتخاذ التنظيم من المدنيين دروعا بشرية في المناطق التي لاتزال تحت سيطرته.
وقال الهاشمي: إن الخروج التدريجي الآمن للمدنيين يتيح فرصة أكبر لقوات مكافحة الإرهاب والجيش العراقي في التعامل العسكري مع عناصر التنظيم، كما يسهل على الطيران استهداف القناصة فوق أسطح المنازل.
وأكد قائد فرقة المشاة الآلية الثامنة بالجيش العميد مجيد الفتلاوي، أن العبوات الناسفة والألغام التي زرعها "داعش" في الرمادي عبارة عن شبكات عنكبوتية، تستخدم قناني أوكسجين ومادتي "سي فور.. والكلور"، بهدف إعاقة تقدم القطاعات العسكرية التي تعمل على تطهير الرمادي.
وأوضح أن الشبكات عبارة عن منظومة متكاملة من العبوات الناسفة مرتبطة ببعضها البعض كسلسلة، بحيث ما أن ترفع واحدة تنفجر باقي العبوات بشكل متزامن لارتباطها بأسلاك على التوالي، كاشفا عن أن الأسلاك التي استخدمها داعش ووسائل التصنيع والتفجير تصنع في دول شرق آسيا ويقوم بها الأجانب الأسيويون في التنظيم.
لفت إلى أن قوات السلاح الهندسي بالجيش ضمن الفرقة الثامنة تحاول قبل التعامل مع أي عبوة الوصول إلى الموقع الرئيسي لوسيلة التفجير في "الشبكة العنكبوتية"، وهذا يتسبب في تأخير عمليات تطهير المنازل والطرقات من الألغام.
تقدم بالمحور الشمالي
وقتلت قوات تابعة لقيادة عمليات الأنبار بالمحور الشمالي للرمادي ثمانية من مسلحي "داعش"، وتمكنت من تفكيك 260 عبوة ناسفة شمال مدينة الرمادي، بمساندة من الطيران العراقي للتحالف الدولي، ودمرت سيارتين مفخختين، وقتلت انتحاريين اثنين كانا يقودان السيارتين.
وقال قائد العمليات اللواء إسماعيل المحلاوي في تصريح صحفي: إن قوات عمليات الأنبار من الجيش قتلت الإرهابيين الثمانية وفككت العبوات الناسفة خلال تقدمها في المنطقة ما بين الطريق الدولي السريع ونهر الفرات قرب جسر "البوفراج" شمالي الرمادي.
ارتفع عدد الانفجارات بالعبوات الناسفة اليوم في بغداد إلى خمسة، حيث وقع بعد ظهر اليوم انفجاران آخران إضافة إلى ثلاثة انفجارات وقعت صباح اليوم وأسفرت عن مقتل 4 وإصابة 19 عراقيا.
وأشار مصدر أمني إلى عبوة ناسفة في منطقة "النهراون" جنوب شرقي العاصمة (بغداد)، قتلت مدنيا وأصابت خمسة آخرين، كما أصيب خمسة مدنيين إثر انفجار عبوة ناسفة بمنطقة "البياع" غربي مدينة بغداد، ليرتفع عدد ضحايا التفجيرات الخمس إلى 5 قتلي وإصابة 29 بجراح.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز