السينما العربية 2015: قليل من الجوائز.. كثير من المهرجانات
سينما المغرب العربي تتصدر ولبنان مفاجأة العام
المهرجانات السينمائية في العالم العربي تمتد من المحيط إلى الخليج، لكن الجوائز العالمية التي تحصدها السينما العربية مازالت قليلة نسبيًّا
المهرجانات السينمائية في العالم العربي تمتد من المحيط إلى الخليج، لكن الجوائز العالمية التي تحصدها السينما العربية عادة تكون قليلة، وتذهب الجوائز إلى دول أسيوية وأوروبية في الغالب! ويعود ذلك لقلة الإنتاج السينمائي في العالم العربي، باستثناء مصر عادة، لكن حتى الأخيرة تأثرت صناعتها السينمائية أيضاً، بسبب الأحداث السياسية الساخنة خلال أربعة الأعوام الماضية، كل هذا أثر في حضور الفيلم العربي في العديد من المهرجانات الإقليمية والدولية، وأتاح فرصة للظهور للفيلم المغربي والجزائري والتونسي واللبناني لحصد معظم الجوائز الكبرى في مهرجانات 2015.
"جوق العميين" يتصدر
يأتي على قمة الأفلام العربية الحاصدة للجوائز الذهبية في 2015 الفيلم المغربي "جوق العميين" للمخرج محمد مفتكر، حيث كانت البداية مع جائزة "الوهر الذهبي" لمهرجان وهران للفيلم العربي، وقبل نهاية العام يحصد الجائزة الكبرى أيضا لأحد أهم وأعرق المهرجانات السينمائية العربية والإفريقية "قرطاج"، حيث حصد "التانيت الذهبي"، ونادراً ما يذكر التاريخ السينمائي حصد فيلم عربي وحيد لجائزتين كبريين في مهرجانين بعام واحد!
وتدور أحداث "جوق العميين" حول فرقة موسيقية يتظاهر عناصرها بالعمى لتقديم المزيد بالحفلات خاصة النسائية! الفيلم من بطولة محمد البسطاوي، مجدولين الإدريسي، منى فتو ومجموعة من نجوم السينما المغربية، ويعتبر "جوقة العميين" أشبه بسيرة ذاتية للمخرج، والذي كان والده من أشهر العازفين الموسيقيين في المغرب لآلة الكمان وترأس فرقة موسيقية.
ولم يكتف الفيلم بهاتين الجائزتين الكبيرتين، بل حصد أيضا جائزة أفضل فيلم بمهرجان "خريبكة "المغربي للفيلم الإفريقي، وعددا من الجوائز التقديرية من مهرجانات أخرى مثل مهرجان الإسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط، ويعتبر فيلم العام بجدارة.
السينما التونسية والتي عرفت بإنتاجها السينمائي المتميز رغم "قلته" تستعيد ذكرياتها مع الجوائز بفيلم المخرجة ليلى بوزيد الأول "على حلة عيني"، والذي اختتم العام والمهرجانات العربية بجائزة "المهر الذهبي" من "مهرجان دبي السينمائي" في دورته الـ 12، وكان قبلها قد حصد على "التانيت البرونزي" من "مهرجان قرطاج" بتونس، إلى جانب ثلاث جوائز أخرى من "مهرجان بروكسل للسينما المتوسطية".
وترصد أحداثه أوضاع الشباب الطامح والحالم بمزيد من الحرية خلال عام 2010 قبل اندلاع الثورة التونسية، من خلال مغنية شابة في فرقة روك تقدم أغاني ذات مضمون سياسي وثوري، تصطدم رغباتها الفنية مع طموحات والدتها التي ترغب أن تدرس ابنتها الطب، ويمكن التعرف أكثر إلى الفيلم من خلال موضوع خاص أعدته "العين" حوله في مواكبتها لـ"مهرجان دبي السينمائي".
جوائز استثنائية لسوريا
من مفاجآت جوائز عام 2015 كانت للسينما السورية، والتي لم يتوقع أحد أن يواصل مبدعوها العمل وسط ما تشهده البلاد من حرب شرسة تدور رحاها منذ أربع سنوات دون أن تترك مدينة واحدة إلا وسقطت عليها قذائف الهاون! ولكن الفنانيين السوريين واصلوا العمل والإبداع في مشهد يستحق التقدير من الجميع، الأفلام السورية كانت حاضرة في أكثر من مهرجان عربي، وحصدت عدداً من الجوائز فكانت النجمة سلاف فواخرجي على موعد مع جائزة أفضل مخرجة عن فيلمها "رسائل الكرز"، مناصفة مع الفيلم العراقي "صمت الراعي" إخراج رعد مشتت في مسابقة "نور الشريف "، وحصل فيلم "الرابعة بتوقيت الفردوس" للمخرج محمد عبد العزيز على جائزة لجنة التحكيم للمسابقة الدولية لنفس المهرجان.
وقبل نهاية العام كان فيلم سلاف فواخرجي (الذي تقدم من خلاله أول تجربة إخراج لها) على موعد مع جائزة أخرى للمهرجان العائد بعد توقف "عنابة" لسينما البحر المتوسط، وحاز على جائزة الجمهور كأفضل فيلم، ويحكي رسائل الكرز عن قصة حب بين شاب وفتاة في الجولان السوري المحتل.
أما المخرج جود سعيد فحصد بفيلمه الكوميدي الساخر "بانتظار الخريف" على جائزة أفضل فيلم بالمسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
فيلم سوري رابع عرض في المهرجانات هذا العام، وهو"الأم" لباسل الخطيب، والذي حصل على جائزة أفضل ممثلة لصباح الجزائري من "مهرجان وهران"، وسيطرت أجواء الحرب الحالية في سوريا باستثناء "رسائل الكرز "على سيناريوهات الأفلام السابقة.
"البئر" الجزائري
السينما الجزائرية أيضا كان لها نصيب من الجوائز، وأكثرها كان من مهرجان "الإسكندرية لسينما البحر المتوسط" مع فيلم "البئر" وأربعة جوائز هي جائزة أفضل فيلم، وأفضل إخراج لطفي بوشوشي (أول تجربة إخراج للمنتج بوشوشي) وأفضل سيناريو وأفضل تمثيل لنادين قاسي.
وأيضا حازت على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان دبي لفيلم "الليالي السوداء" أو "الآن بامكانهم أن يعودوا" للمخرج سالم الإبراهيمي، ويحكي عن العشرية السوداء (1988_1999) للإرهاب بالجزائر .
السينما اللبنانية نادرة الظهور والإنتاج كانت على موعد مع جائزة رفيعة وهي "النجمة الذهبية" لمهرجان مراكش لفيلم "كتير كبير" للمخرج ميرجان بوشعيا، وتدور أحداثه في إطار من التشويق والأكشن حول ثلاثة أشقاء يعملون في تجارة المخدرات.. وكانت "العين" قد تطرقت إلى الفيلم في حصادها للسينما اللبنانية أيضاً.
مصر تكتفي بجوائز التمثيل
رغم خروج السينما المصرية بلا جوائز من مهرجانها الأهم "القاهرة السينمائي الدولي" إلا أنها كانت حاضرة في مهرجانات عربية أخرى، فكان النجم الراحل نور الشريف على موعد مع وداع رحلته الفنية بجائزة أفضل ممثل من "مهرجان وهران" عن فيلمه الأخير "بتوقيت القاهرة" للمخرج أمير رمسيس، والذي حاز أيضا على جائزة أفضل سيناريو، وجائزتين من "مهرجان خريبة للفيلم الإفريقي": جائزة لجنة التحكيم وجائزة ممثلة دور ثان.
وحفظت منة شلبي ماء وجه بطلات السينما المصرية بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي عن فيلم "نوارة" تأليف وإخراج هالة خليل.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز