باسمة قشمة لـ"العين": بدايتي كانت في قطاع الجمال والأزياء.. وفشلت بعد سنتين
دخلت مجال التدريب بالصدفة.. وأفخر بأني أول سعودية خاضت انتخابات الغرفة التجارية
حوار مع سيدة أعمال سعودية نشيطة، دشنت مشاريع عدة في المملكة، وبرزت في مجال تدريب السعوديات على إدارة الأعمال، وخوض التجارب الجادة.
ساهمت في تدريب العشرات من السعوديات في مختلف المجالات، وكانت ضمن المرشحات لانتخابات الغرفة التجارية عام 2008، وعملت على تدريب عدد من المرشحات لانتخابات المجالس البلدية في الرياض التي شاركت المرأة السعودية فيها لأول مرة ناخبة ومنتخبة أيضًا.
باسمة قسمة، سيدة أعمال سعودية نشيطة، كان أول بزوغ لاسمها حين كانت أول امرأة سعودية ترشح نفسها لانتخابات الغرفة التجارية في الرياض عام 2008، بعد أن دشنت مشاريع عدة في المملكة العربية السعودية، ومستمرة أيضًا في تدريب السعوديات على إدارة الأعمال، وخوض التجارب الجادة.
التقتها "العين"، وتعرفت منها خلال اللقاء على الكثير من جوانب حياتها العملية، ورأيها في الانتخابات البلدية التي شاركت فيها المرأة لأول مرة مؤخرًا، بعد أن دربت سعوديات على خوض تجربة الانتخابات.
- كيف كانت بداياتك حتى أصبحت سيدة أعمال ناجحة؟
- بداياتي كانت في قطاع الجمال والأزياء، وفشلت بعد سنتين، بعدها تعلمت، ألا أدخل في أي مشروع إلا بعد دراسة، وتعلمت كيف أواجه الصعوبات كسيدة أعمال في عملها، وحبي للتصميم بشكل عام والتصميم المعماري بشكل خاص، قادني لإقامة مشروع، وتم التنفيذ بحمد الله، ونجحت والحمد لله، وأصبحت عضوًا فعالاً في الغرفة التجارية.. أما التدريب فهو بالنسبة لي مسؤولية اجتماعية وواجب وطني، وأحمله أمرًا من الله.
-لماذا امتهنتِ التدريب؟
- دخولي معترك الحياة وتحملي العديد من المسؤوليات لم يمنعني من استكمال مسيرة حياتي والتصميم على تحقيق أهدافي فبدأت في رحلة بناء ذاتي، هدفها أن أكون سيدة مالكة العديد من الأدوات العلمية والفنية تساهم بها في خدمة نفسي ومجتمعي، فتحدياتي وإصراري في مواجهة المعوقات والصعوبات لإيصال رسالتي وتحقيق أهدافي، أحببت أن أوصلها إلى قريناتي عن طريق التدريب، لهذا امتهنت مهنة التدريب؛ لأنها الوسيلة الناجحة في التأثير والتعديل على السلوك والاتجاهات، وهذا ما حققته خلال رحلتي التدريبية من إنتاج أفراد قادرين على التعامل والتفاعل مع مجتمعهم بنجاح، وذلك بتغيير أفكارهم، اتجاهاتهم، ومساعدتهم في إظهار إمكانياتهم ومواهبهم المدفونة.
- هل كان امتهانك التدريب عن عمد؟ أم مصادفة؟
- امتهاني التدريب كانت بالصدفة، حينما هاتفتني مديرة جمعية النهضة، تطلب مني التدريب بعد استقالة المدربة لديهم فجأة، فقبلت العرض فورًا كوني من بنات الجمعية، لتدريب مئات الفتيات، واكتشفت في نفسي مهارة التأثير على الآخرين، فاتجهت إلى الدراسة والمحاضرات المؤهلة للتدريب، فأصبح عندي العلم والفن في هذا المجال، وعملت كمحاضرة، وأنا الآن رئيسة التدريب المستمر في جمعية الأطفال المعاقين.
- كيف ترين دخول المرأة السعودية الانتخابات البلدية لأول مرة ناخبة ومنتخبة؟
- قرار الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله في 15 سبتمبر 2011 بمشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية القادمة كناخبة ومرشحة، أعتبر هذا القرار بداية للتخفيف من النظرة السلبية تجاه المرأة السعودية من جانب المجتمعات الأخرى، التي كانت تعتبرها عنصرًا غير فاعل، وأنا أعتبر هذا القرار بداية لتمكين المرأة بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية، فحق الانتخاب والترشح من الحقوق العامة للفرد، وأطلقت مبادرة باسم "بلدي"، هدفها توعية المرأة وتثقيفها، وباعتباري عضوة في اللجنة الإشرافية فيها، فقد أعددنا دورات بالمشاركة مع العديد للجهات الداعمة.
- ما الذي استفادته المرأة بخوضها الانتخابات؟
- دخول المرأة انتخابات المجلس يعتبر نجاحًا، بحد ذاته، بصرف النظر عن النتيجة، فقد فازت 19 سيدة في هذه الانتخابات، وكانت كثير من النتائج متوقعة، فيكفينا شرف خوض التجربة.
- كيف كان الاستعداد للانتخابات البلدية؟
- أعضاء مبادرة "بلدي" أعدت اجتماعات ولقاءات عدة قبل الانتخابات مع الأمانة العامة للقسم النسائي تحت شعار "صوتك أمانة ومشاركتكم مسؤولية" برئاسة مدير عام الخدمات النسائية الأستاذة هيفاء نصار، انصبت الاجتماعات على الانتخابات، وما أعدت له الأمانة من برامج وأنشطة لجميع أفراد الأسرة، حيث إنَّها خصصت 34% من المراكز الانتخابية في الرياض ومحافظاتها للنساء، و85 مركزًا انتخابيًا، منها 33 داخل الرياض، إضافة إلى 10 مراكز احتياطية، وقمنا بالتدريب كفريق عمل، وقد أعدت الأمانة خطة توعوية في المراكز التجارية عن كيفية الترشيح والانتخابات واستخدمت أساليب لافتة للنظر، عن طريق مسرحيات واسكتشات بمشاركة العديد من المتطوعين والمتطوعات الشباب، كل ذلك ساهم بما لا يدع مجالاً للشك في نجاح التجربة.
- ماذا عن وضع المرأة السعودية؟
- وضع المرأة في المجتمع السعودي تطور بشكل كبير خلال العشر سنوات الماضية، فأصبحت تعمل في قطاعات كبيرة لم يكن مسموحًا لها من قبل، وقد أثبتت قدرتها في مدة قصيرة، فالمرأة السعودية قوية ولديها رغبة قوية للنجاح وتحارب وتقاوم كل محاولات الإحباط.
- على المستوى الشخصي، من أهم الداعمين لك؟
- لو نتكلم عن الدعم، هناك نوعان من الدعم إيجابي وسلبي، أمَّا السلبي فمن الممكن تحويله إلى قوة دافعة، ولذا أقول المرأة قوية وضد أي إحباطات، الدعم الإيجابي استمده من داخلي، مستمدة من الله سبحانه وتعالى، ومن تجاربي، وكذلك أبي مصدر القوة، ومن أمي مصدر الحكمة وتعدد الأدوار، وكل شخص تحملني يعتبر داعمًا لي.
- ما الصفة التي يحمدها فيكِ من حولك؟
- المبالغة في الاهتمام بمن حولي والعطاء بلا حدود، رغم أني في محاضراتي أقول على الإنسان أن يصنع حدودًا في كل شيء حتي في العطاء.
- هل تسايرين صرعات الموضة؟
- أخذ ما يناسبني منها، وأحافظ على الاستايل والألوان المريحة طبعًا.
- ما الرسالة التي توجهينها إلى الفتيات المقبلات على العمل؟
- وضع الواجبات الأساسية أولاً وعملها ثانيًا، وأن تقيس قدراتها وإمكاناتها حتى لا تفشل، إن كانت ترغب في العمل فليكن، ولكن ليس على حساب أطفالها، وعليها بالصبر والنفس الطويل وتحقيق هدفها، ونصيحتي لمن تريد أن تكون سيدة أعمال، فلا تقدم على أي مشروع مهما كان صغيرًا قبل الدراسة، وأن تعمل في المجال التطوعي، فأنصحها أن تحضر محاضرات في كل المجالات.
- ما أهم طموحاتك؟
- الوصول إلى القمة بتوظيف كل ما أملك من خبرات وعلم وفن في التدريب والإدارة وإمكانيات من خلال عملي الخاص لتحقيق التغيير والإنجاز في بناء جيل سليم قادر على التفكير والإبداع، وتوظيف كل ما يملك من قدرات وخدمة مجتمعه وتحقيق أقصى درجات النجاح، وهذا الهدف هو أيضًا الذي دخلت به عالم الانتخابات عندما أتيحت لي الفرصة بأن أكون أول سيدة ترشح نفسها لانتخابات مجلس الغرف التجارية السعودية في الرياض، باعتباري عضوًا فعالاً في هذا المجال، حيث أكَّدت من خلالها للإعلام أنَّ الانتخابات ليست هدفًا أبدًا، إنَّما هي وسيلة لتحقيق الأهداف، ألا وهو بناء بنية تحتية قوية من العلم والتربية.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg جزيرة ام اند امز