عروض أمريكية لشراء تراث أول مصممة أزياء سعودية
ابنتها لـ"العين": أخشى عليه من الضياع بعد وفاتي
الانطلاقة الحقيقة لطاهرة السباعي بدأت عندما استفزها غلاف مجلة أوروبية لامرأة مقطعة الثياب، تركب حمارًا، كتب تحتها "المرأة العربية"
كشفت نجلة "طاهرة السباعي"، أول مصممة أزياء سعودية، لبوابة "العين، عن تلقيها عدة عروض أمريكية لشراء تراث والدتها الراحلة، لكنها رفضت كل تلك العروض.
وقالت "فريال صالح"، السعودية الأصل، أمريكية الجنسية، في تصريحات لبوابة "العين"، إنَّ أكثر من دار أزياء ومهتمين بالتراث في أمريكا عرضوا عليها شراء التراث، لكنها رفضت المبدأ نفسه لأن هذا التراث "لابد أن يكون بنكهة سعودية"، لذا تبحث عن من يقدِّر قيمة هذا التراث؛ خوفًا من ضياعه أو سرقته.
وأضافت "فريال" عن مسيرة حياة والدتها، التي توفيت العام الماضي: "ميراث أمي من تصميماتها كثير جدًّا، وفكرتها أريد لها أن تستمر، فهي علمتني أن أجاهد لرفع اسم المملكة العربية السعودية عاليًا من خلال الأعمال التي أقوم بها، وأريد أن أحفظ لها هذا الإرث من الضياع، وأطالب الباحثين السعوديين بالاهتمام بهذا الإرث ليرى النور بوصفه إرثًا حقيقيًّا، قبل أن يضيع من بعدي".
وطاهرة السباعي هي أول مصممة أزياء سعودية، ولدت في مكة، ولم تلتحق بالمدرسة كما هو حال معظم بنات جيلها، عشقت الشعر مرويًّا من بعض النساء في مجالسهن في مكة، قرأت لعمر بن أبي ربيعة وعشقت تاريخ وروح هذه المرأة في ذلك التاريخ، ووقتها اتخذت قرارًا بأن تقرأ كل شيء عن تلك الحقبة من التاريخ، فتعلمت القراءة والكتابة.
عن الانطلاقة الحقيقة لطاهرة السباعي تقول ابنتها: "البداية الحقيقية لأمي -رحمها الله- كانت سنة 1966 في لندن، وهناك ازداد اعتزازها وشغفها بالثقافة العربية، لأنها رأت الإنجليز يعتزون بتراثهم في القرون الوسطى وأيام الملكة فيكتوريا، ويبرزون الثقافة العربية على أنَّها خالية من الفن ومن الجمال، وكان قرار البداية الحقيقي حين رأت غلاف مجلة أوروبية يحمل صورة امرأة مقطعة الثياب، حافية تركب حمارًا، كتب تحتها "المرأة العربية".
وأضافت: "وقتها أحست أن حبها لثقافتها العربية يمكن أن يتحول إلى سلوك، فذهبت إلى (بوتيك) في لندن وعرضت عليهم تصميم أزياء عربية، وكلها استوحتها من شعر عمر بن أبي ربيعة، ونشرت صورة لما صممت في مجلتين إيطاليتين وفي مجلة كونتري لايف الإنجليزية".
وتتابع "فريال": "تركت أمي إرثًا مهمًّا في تصميم الأزياء يبحث عنه الأمريكان الآن ويعرضون عليَّ الكثير من المال لبيعه لهم، لكني أريد أن يكون هذا الإرث سعوديًّا خالصًا، وأخشى عليه من الضياع أو السرقة بعد وفاتي".
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuNjAg جزيرة ام اند امز