الخلافات تسيطر على مفاوضات "سد النهضة" في يومها الثالث
رئيس الحكومة المصرية: سنعلن نتائجها فور الانتهاء منها
يدور الاجتماع السداسي في الخرطوم بين مصر والسودان وإثيوبيا وسط أجواء مشحونة بالخلافات مما ينذر بفشل المفاوضات وعدم التوصل لحل للأزمة.
استمرت الخلافات بين الجانبين المصري والإثيوبي في ثالث أيام الاجتماع السداسي المنعقد حاليًّا في العاصمة السودانية الخرطوم بين وزراء الخارجية والري بمصر والسودان وإثيوبيا بسبب المراوغات الإثيوبية ووسط أجواء مشحونة بعدم الاتفاق وهو ما ينبئ عن فشل تلك المفاوضات.
وشهد اليوم الثالث مغادرة وزير الري المصري حسام مغازي الخرطوم، عائدًا إلى القاهرة لارتباطات رئاسية مما أثار استنكار البعض.
وحتى الآن لم يصدر البيان الختامي عن الاجتماع الذى كان من المقرر أن ينهي أعماله أمس (الاثنين)، لكن وبصورة مفاجئة تم مد الاجتماع يومًا آخر (اليوم الثلاثاء).
وتدور المفاوضات وسط أجواء مشحونة بالخلافات والتباينات بسبب تصميم الجانب الإثيوبي على المضيّ قدمًا في بناء السد دون التوقف لعمل الدراسات الفنية، والذى من المتوقَّع أن يخفّض حصة المياه لمصر والسودان ويؤثر على الزراعة التي تقدر بنحو 200 مليون فدان في القاهرة لوحدها.
وتريد إثيوبيا التي استبقت الاجتماع وحوّلت مجرى النيل في خطوة مفاجئة، إنهاء السد قبل موسم فيضان النيل لعدم تعطل أعمال البناء أكثر من عام آخر.
وحسب مصادر في الوفد المصري المشارك في الاجتماع فإن وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره السوداني وقّعا على مقررات الاجتماع.
وقالت مصادر رسمية سودانية مشاركة في الاجتماعات، إن "الشد والجذب لا يزال مستمرًّا، ولا يمكن توقع انهيار المفاوضات"، مشيرة إلى وجود توافق على خارطة الطريق الفنية، والاتفاق على التعاقد مع المكتب الاستشاري الفرنسي.
وأضافت المصادر، حسب صحف محلية، أن استمرار الاجتماعات ليوم ثالث، يعكس اتساع الهوة بين الأطراف الثلاثة، بما يتصل بالقضايا التي طُرحت، ويحاول المفاوض السوداني تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا.
وأوضحت أن الخلافات تتركز في الأساس على معضلة استمرار عملية بناء السد في إثيوبيا في ظل استمرار تأخر الدراسات، مما يعني أن البناء قد يكون مناقضًا لما تأتي به الدراسات، بالإضافة إلى مناقشة السعة التخزينية والمسائل التشغيلية والملء الأول للسد.
وشددت المصادر على أن إصدار الوفود بيانات منفصلة يعني انهيار المفاوضات، متوقعة عدم حدوث ذلك بعد الجهد المبذول، لافتة إلى أنه يجري حاليًّا الاتفاق على موعد 7 فبراير المقبل لاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية، بينما طرحت إثيوبيا موافقتها على استضافة وفد شعبي لزيادة أديس أبابا وتفقّد موقع السد.
كان وزير الموارد المائية والري حسام مغازي، قد غادر العاصمة السودانية الخرطوم، عائدًا إلى القاهرة، بعد مشاركته في الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري لمصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة، لارتباطات رئاسية متعلقة بافتتاح المرحلة الأولى من مشروع الـ1.5 مليون فدان في الفرافرة ( جنوبيّ مصر).
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، إن عودة وزير الري إلى القاهرة جاءت نتيجة لارتباطات رئاسية مسبقة.
وأشار إلى أن أعضاء الوفد المصري برئاسة وزير الخارجية يواصلون حاليًّا مفاوضاتهم بمشاركة الجانبين السوداني والإثيوبي، لمناقشة بقية الموضوعات والنقاط العالقة التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها.
وأعرب عن أمله في توصل الوفود الثلاثة إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة لشعوب الدول الثلاث، دون الإضرار بطرف على حساب آخر.
وأكد أن الوفد المصري سيُصدر بيانًا رسميًّا عقب انتهاء الاجتماع الوزاري السداسي الراهن في الخرطوم، تمهيدًا للإعلان الختامي للمفاوضات.
على صعيد متصل، قال رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، في تصريحات صحفية له، اليوم (الثلاثاء)، إن "نتائج المفاوضات الجارية لسد النهضة الإثيوبي، لم تظهر حتى الآن، وسنستعرض النتائج فور ظهورها".