العبادي يتفقد الرمادي المحرَّرة.. وعراقية تلد بين أنقاض المجمع الحكومي
.. ونقل 415 مدنيًّا إلى وسط المدينة
زار حيدر العبادي رئيس وزراء العراق اليوم مدينة الرمادي، وقرر منح العراقيين إجازة رسمية بعد غدٍ احتفالًا بتحريرها.
صبغ الأمل خيوط أول أيام مدينة الرمادي العراقية بعد تحريرها من سيطرة مسلحي تنظيم داعش المتطرف، إذ زارها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي قرر منح العراقيين بعد غد (الخميس) عطلة رسمية، احتفالًا بثلاثية المولد النبوي ورأس السنة الميلادية وتحرير الرمادي.. فيما وضعت سيدة عراقية من العوائل التي فُك حصار "داعش" عنها في الرمادي طفلها بين أنقاض المجمع الحكومي في قلب الرمادي.
وعلى نحو مفاجئ زار العبادي الرمادي، كما فعل سابقًا عندما تحررت الضلوعية وأيضًا تكريت مركز محافظة صلاح الدين من "داعش"، ووجه رئيس الحكومة العراقية بسرعة العمل على إعمار المناطق المحرّرة وتوفير الخدمات الأساسية لإعادة النازحين إلى الرمادي.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء تعطيل الدوام الرسمي يوم بعد غد (الخميس)، بمناسبة الاحتفال بتحرير الرمادي بالتزامن مع المولد النبوي الشريف وأعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية.
على صعيد متصل، اعتبر وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان تحرير الرمادي مركز محافظة الأنبار غربيّ العراق من قبضة داعش "مفخرة للعراقيين ومكملًا للانتصارات السابقة وانطلاقة لتحرير باقي أراضي العراق كافة".
وهنّأ الغبان، خلال لقائه اليوم محافظ الأنبار صهيب الراوي، أهالي الأنبار والعراقيين جميعا بالنصر على "داعش" في الرمادي، فيما شكر الراوي وزير الداخلية على جهود قطاعات الداخلية المقاتلة من الشرطة الاتحادية والرد السريع وأفواج الطوارئ في تحرير الرمادي.
وبحث الغبان والراوي عددًا من القضايا منها الملف الأمني ومسك الأرض المحررة من قبل أفواج الطوارئ والقوات الساندة في قيادة شرطة الأنبار وموضوع تأهيل مراكز الشرطة والبنى التحتية لوزارة الداخلية في الأنبار وضرورة استمرار عقد اللقاءات الأمنية بين وزارة الداخلية والحكومة المحلية في الأنبار لتحقيق أمن واستقرار المحافظة.
ميلاد طفل في المجمّع الحكومي
وميدانيًّا، تمكنت القوات العراقية من نقل 415 مدنيًّا إلى منطقة المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي من الذين حاصرهم "داعش" واتخذهم دروعًا بشرية في المدينة قبل تحريرها.
وقال مصدر في قيادة العمليات المشتركة أنه تم استقبال المدنيين من عوائل الأنبار من قبل قوات جهاز مكافحة الإرهاب في "المجمع الحكومي" وتأمين الغداء والدواء لهم وتهيئة ممرات آمنة لهم لحين استكمال تطهير المدينة من المتفجرات وإعادتهم مرة ثانية إلى مناطقهم.
وأشار إلى أن المفارز الطبية للقوات العراقية الموجودة في منطقة "المجمع الحكومي" وسط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، ساعدت سيدة حامل في عملية ولادتها طفل بعد لجوئها مع زوجها إلى القوات الموجودة بمربع "المجمع الحكومي" بين الأنقاض، لافتًا إلى أن القوات الأمنية أنقذت المرأة وزوجها من منطقة كان يحاصرها "داعش".
وكانت القوات العراقية المشتركة اقتحمت مدينة الرمادي وسيطرت على أحياء البكر والضباط والأرامل جنوبيّ المدينة ومنطقة الحوز ومربع "المجمع الحكومي" وسط المدينة، وأعلنت يوم أمس رسميًّا تحرير المدينة ورفعت العَلم العراقي على "المجمع الحكومي"، وتجري عملية تطهير للعبوات الناسفة والمفخخة وتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين، تمهيدًا لبسط كامل السيطرة على الأحياء السكنية المتبقية في المدينة، قبل التوجه إلى جزيرة الخالدية شرقيّ الرمادي التي توجد بها عناصر التنظيم.
تركيا وسيادة العراق
وعلى صعيد العلاقات المتوترة ما بين بغداد وأنقرة، ناقش رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في بغداد، اليوم، مع سفير تركيا لدى العراق فاروق قايمقجي، مستجدات الأوضاع الإقليمية وملف الحرب على "داعش"، والتوغل التركي في الموصل.
وأكد الجبوري، خلال اللقاء، ضرورة الاحترام التام لسيادة العراق على جميع أراضيه، مشددًا على أهمية حل الخلافات بين العراق وتركيا عبر الطرق الدبلوماسية بما يحفظ المصالح المشتركة للبلدين.
يذكر أن الحكومة العراقية طالبت تركيا باحترام علاقات حسن الجوار وسحب قوات لها دخلت معسكر تدريب بعشيقة في الموصل شمال غربي العراق مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية في بغداد، ودعت إلى سحبها فورًا، وهو ما تم جزئيًّا، ولكن استقرت القوات بمعسكرات في دهوك شمال غربيّ العراق، وقدمت حكومة بغداد شكوى لمجلس الأمن وعُقد اجتماع لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية أدان توغل القوات التركية وأكد دعمه للعراق في مساعيه الداعية لانسحابها بشكل كامل.
كان قد تم نشر المدربين الأتراك في معسكر "الزلكان" الذي يديره محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي بقضاء بعشيقة وغير تابع للسلطات الاتحادية.
وأشار المتحدث باسم قوات "حشد نينوى" محمود السورجي إلى أن ثلاثة أفواج من القوات التركية مدعومة بنحو 25 آلية عسكرية مدرعة ودبابات وصلت إلى معسكر "الزلكان".
وأكد وزير الدفاع العراقي أن القوات التركية الموجودة في العراق تبلغ 1550 جنديًّا مدعومة بنحو 12 دبابة و12 ناقلة لها مع 16 ناقلة عسكرية مدرعة، وأنها دخلت عبر المنفذ البري مع تركيا "إبراهيم الخليل" بإقليم كردستان العراق.
aXA6IDMuMTIuMTQ2LjEwMCA= جزيرة ام اند امز