القمة الأفريقية الـ35.. طاولة حافلة بانقلابات وتحديات الأمن والإرهاب
تنعقد القمة الأفريقية هذا العام، في ظل متغيرات كبيرة، حيث تقف أمام قادتها عدة انقلابات عسكرية خلال 8 أشهر لم يجف أثر دماء بعضها.
ورغم حالة السلم والأمن والحوكمة التي ستسيطر على القمة الأفريقية الحالية بعد أن فرضت الانقلابات العسكرية غير المسبوقة في القارة نفسها على القمة ستستمع القمة الأفريقية إلى تقارير مختلفة لعدة رؤساء.
- الخارجية الإثيوبية لـ"العين الإخبارية": جاهزون لاستضافة القمة الأفريقية
- إثيوبيا: القمة الأفريقية ستنظر في قرار منح إسرائيل صفة مراقب
ويتحدث سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، حول مستقبل الحوكمة في أفريقيا، بينما يقدم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، تقريرا عن التطرف العنيف والإرهاب في القارة، فيما سيقدم العاهل المغربي الملك محمد السادس تقريرا عن حالة الهجرة، ويتحدث الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، عن التقدم المحرز في الملاريا بأفريقيا، فيما يقدم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تقريرا عن الزراعة والتغذية في أفريقيا.
وتسلط القمة الضوء على الفرص المتاحة للاتحاد الأفريقي في الحفاظ على الانتقال لدولة تشاد على المسار الصحيح؛ وإنهاء الصراع في إثيوبيا؛ ووضع استراتيجية لخروج المقاتلين الأجانب من ليبيا، وأهمية الاستجابة متعددة الجوانب لأزمة كابو ديلجادو في موزمبيق.
إضافة إلى دعم الحوار في منطقة الساحل؛ وإصلاح بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال؛ ومساعدة السودان في الانتقال الديمقراطي فضلا عن وضع الأمن المناخي بالقارة.
وانطلقت الأربعاء، اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، في دورته الـ40، والتي استمر ليوم الخميس الـ3 من فبراير/شباط الجاري، ضمن فعاليات القمة الأفريقية الـ35 لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية، غدا وبعد غد بأديس أبابا.
ويأتي اجتماع المجلس التنفيذي، الذي انطلق، الأربعاء، تمهيدا لاجتماعات القمة الأفريقية الـ35 لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية، يومي السبت والأحد، تحت شعار "بناء مرونة التغذية بالقارة الأفريقية تسريع رأس المال البشري والتنمية الاجتماعية والاقتصادية".
أبرز الأجندات على طاولة القمة
وتتصدر عدد من الأجندات والملفات على طاولة القمة منها ما فرض نفسه بشكل عاجل مثل الانقلابات العسكرية التي تضرب غرب القارة الأفريقية، وآخرها انقلاب بوركينا فاسو الذي حدث في أقل من أسبوعين فضلا عن الانقلابات في كل من غينيا كوناكري ومالي وتشاد التي اغتيل رئيسها.
كما يأتي على رأس قمة الاتحاد الأفريقي الحالية ملف السلم والأمن أبرزها الحرب الدائرة في شمال إثيوبيا البلد المستضيف للقمة، وتزايد التطرف والإرهاب في الصومال، وموزمبيق ونيجيريا وأوغندا ومنطقة الساحل.
وتستعرض "العين الإخبارية" أهم الأجندات والموضوعات والتقارير التي ستبحثها القمة وهي كما يلي:
الانقلابات العسكرية
شهدت أفريقيا انتكاسة في طريق الانتقال إلى الديمقراطية في عدد من البلدان، كان أبرزها في غرب القارة حيث شهد غرب القارة السمراء وحده في 8 أشهر فقط تغيّر الحكم بأربع دول أفريقية وهي، تشاد، ومالي، وغينيا كوناكري، وبوركينا فاسو، وتولى السلطة قادة عسكريون شباب من مواليد الثمانينيات جميعا، في ظاهرة جديدة بالقارة السمراء.
وأصبحت أفريقيا في الفترة الأخيرة أشبه ببؤرة للانقلابات العسكرية بفعل مؤثرات خارجية، تؤجّج فواعل الاحتقان الداخلي وتشجع القادة العسكريّين الشباب على اتخاذ خطوة تغيير السلطة، ما يحتم على قادة الدول الأفريقية التي تجتمع بالقمة الأفريقية في أديس أبابا البحث على وجه السرعة عن إجراءات يمكن أن تمنع مثل هذه الأحداث التي تضر بعملية الانتقال الديمقراطي الذي ينشده الكيان الأفريقي.
السلم والأمن والحرب بشمال إثيوبيا
وتمثل الأوضاع في إثيوبيا البلد المضيف للقمة الأفريقية موضوعا بارزا يفرض نفسه أيضا على قمة الرؤساء الأفارقة، لا سيما أن إثيوبيا مقر للاتحاد الأفريقي الكيان القاري الوحيد، إذ لا يمكن عدم التطرق لوضع هذا البلد الذي ما زال يشهد حربا ضد جبهة تحرير تجراي استمرت لنحو 15 شهرا.
وكادت تصل خلالها الجبهة للعاصمة الأفريقية في ديسمبر/كانون الأول الماضي قبل أن تجبرها العمليات العسكرية التي قادها رئيس وزراء إثيوبيا لتعود الجبهة لإقليمها، وأتاح فرصة لأديس أبابا لتأكيد قدرتها على التغلب على المشاكل والتحديات التي واجهتها حيث اعتبرت الخارجية الإثيوبية أن انعقاد القمة الأفريقية في مقرها بأديس أبابا "ضربة لمحاولات تشويه إثيوبيا سياسيا".
وعلى الرغم من الانتصار الذي حققه رئيس الوزراء الإثيوبي على جبهة تحرير تجراي تبقى الأوضاع في إثيوبيا، وإنهاء الحرب الدائرة بها قضية رئيسية وملحة سيحاول القادة الأفارقة مناقشتها,
ولم تظهر أي بوادر حلول حتى الآن، ولم تنجح جهود الوساطة التي قام بها مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي، الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، ما سيجعل إيجاد حل سلمي اختبارًا حاسمًا للاتحاد الأفريقي في هذه القمة.
التصدي لكورونا وما بعده
ولا تزال القارة السمراء تواجه وطأة وباء فيروس كورونا، في الوقت الذي يتحدث فيه الأفارقة عن المعاملة غير العادلة فيما يتعلق بالحصول على لقاحات كورونا، إذ لا يزال هناك عدد قليل جدًا من اللقاحات المتاحة لأفريقيا.
فقد ألقت جائحة COVID-19 آثارا صحية واجتماعية واقتصادية، ما يستدعي مراجعة نقاط الضعف الهيكلية للأنظمة الصحية في أفريقيا، ومن المنتظر أن يولي القادة الأفارقة أهمية كبيرة للتصدي لجائحة كورونا وسبل تفعيل مركز مكافحة الأمراض في أفريقيا، والشراكات في تصنيع اللقاحات بالقارة التي تعاني من توزيع غير عادل للقاحات فضلا عن التصديق لإنشاء وكالة الأدوية الأفريقية، كما يتطلع قطاع عريض من الأفارقة على رد من القادة الأفارقة بعد أن فرضت مجموعة من الدول الغربية قيودًا على السفر لثمانية دول من الجنوب الأفريقي أبرزها جنوب إفريقيا بعد اكتشاف متغير "أوميكرون" .
وكانت منظمة الصحة العالمية قدرت أن 10% فقط من البلدان الأفريقية ستصل إلى هدفها المتمثل في 40% من المواطنين الذين يتم تطعيمهم بحلول نهاية عام 2021، غير أن تقارير أشارت إلى أنه تم تطعيم 6% إلى 7% فقط من الأفارقة بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2021، ما يجعل هذا الموضوع رئيسيا للقمة.
تزايد الإرهاب والتطرف
لا تزال أفريقيا تعاني تزايد التطرف والهجمات الإرهابية في مختلف أنحاء القارة غير أن الأشهر القليلة الماضية، برز تمدد للجماعات الإرهابية وتنظيمات مثل القاعدة وداعش في عمق القارة السمراء، وتسببت في سقوط أعداد من الضحايا، وأعمال تخريب.
وتركزت الهجمات الإرهابية في دول الساحل ومناطق غرب أفريقيا في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وحول بحيرة تشاد والشمال الشرقي من نيجيريا والكاميرون، فضلا عن بعض الهجمات الإرهابية التي شهدتها كل من أوغندا والكونغو الديمقراطية، والإرهاب العنيف الذي برز في موزمبيق.
ويعد هذا الملف من الملفات والقضايا الملحة التي تتطلب استجابة عالمية عاجلة لدعم البلدان الأفريقية والمنظمات الإقليمية، لتمكينها من مواجهة هذا الخطر الإرهابي للجماعات والتنظيمات المختلفة.
ويرى مراقبون أفارقة أنه يجب أن تستجيب القارة الأفريقية للتحديات التي يفرضها التطرف العنيف والإرهاب والبدء في رسم طرق فعالة لمواجهتها على المستويات القطرية والإقليمية والقارية، بهدف الحد من انتشار الإرهاب الذي من شأنه أن يقضي على تطلعات أفريقيا إلى السلام والازدهار.
كما تتطلب هذه التحديات العديدة التي تواجه القارة السمراء استجابات إقليمية وقارية متضافرة رغم وجود العديد من الآليات، فإن تنفيذها يعتمد إلى حد كبير على إرادة الدول ووسائلها فيما تظل المسؤولية الأساسية لحل نقاط الضعف الهيكلية في مجابهة هذا التحدي على الحكومات الوطنية في أفريقيا.
انتخاب أعضاء جدد لمجلس السلم والأمن
من المنتظر أن يتم انتخاب أعضاء جدد لمجلس السلم والأمن الأفريقي في القمة الأفريقية الحالية حيث يتشكل مجلس السلم والأمن الأفريقي من 15 دولة يتم انتخاب 10 منها لمدة عامين، وخمسة لمدة 3 أعوام، وذلك على أساس التناوب ووفقاً لمبدأ التمثيل الجغرافي للقارة.
حيث يتم اختيار 4 دول من إقليم الغرب، و3 دول من الشرق، و3 من الوسط، و3 من الجنوب، ودولتين من الشمال.
منح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد
ومن المنتظر وفق أجندة الاتحاد الأفريقي للقمة، أن يتم مناقشة قرار منح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد الأفريقي، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تقديم سفيرها لدى إثيوبيا أوراق اعتماده كمراقب لدى الاتحاد للمرة الأولى منذ عام 2002.
وأثار القرار جدلا بين الدول الأفريقية التي اعتبرت أن الخطوة تمت دون الالتزام بأصول العمل وأنظمة الاتحاد الأفريقي المنصوص عليها، والتي تفترض التشاور المسبق مع الدول الأعضاء، وتجنب القضايا المختلف عليها.
ووفقا لتقارير فقد أعلنت أكثر من 24 دولة عضوا في الاتحاد عن اعتراضها على قرار مفوض الاتحاد، وإحالة الملف لقادة الدول في القمة الأفريقية الحالية.
وأبرز الدول التي تعارض هذه الخطوة الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وناميبيا وغامبيا وغيرها من الدول الأفريقية الأخرى.
أبرز التقارير أمام القمة
والتقارير التي ستعرض أمام القمة تشمل أنشطة السلم والأمن في أفريقيا، وتنفيذ خارطة الطريق الرئيسية للاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق في القارة، وتقرير مستقبل الحوكمة في إفريقيا، والصحة والتغذية والأمن الغذائي والهجرة تقرير مرحلي عن استجابة الاتحاد الأفريقي وباء كورونا.
إضافة إلى التقدم المحرز في مكافحة الملاريا بأفريقيا والتكامل الإقليمي والتعافي الاقتصادي الشامل المرن، فضلا عن اتفاقية الاتحاد الأفريقي بشأن منع الفساد ومكافحته.
كما تشمل مشروع بروتوكول للميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بجانب تعيينات جديدة لأعضاء لجنة الحكماء الأفريقية ورئيس تنفيذي لوكالة النيباد.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز