التهنئة بـ2016 في العراق .. دعوة للمصالحة وتجفيف منابع داعش
البارزاني يطرح بقاءه رئيسًا لكردستان حتى 2017
بين الدعوة للمصالحة ومناشدة العالم المساعدة في تجفيف منابع داعش، تنوَّعت دعوات مسؤولين عراقيين عشية العام الميلادي الجديد 2016.
تنوَّعت دعوات مسؤولين عراقيين عشية العام الميلادي الجديد (2016)، حيث أكَّد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، ضرورة تحقيق مشروع مصالحة وطنية شاملة يزيل أية حالة احتقان سابقة، بينما طرح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني ثلاثة خيارات لحل أزمة رئاسة الإقليم، بينها بقاؤه لحين إجراء انتخابات في 2017.
وقال الجبوري، في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إن هناك جهدًا مكثفًا في مشروع المصالحة يستلزم دعمًا من القيادات الرسمية والسياسية والعشائرية .. مشيرًا إلى أن حجم الدمار والخراب في المناطق المحررة، إضافة إلى الآثار الاجتماعية والنفسية السلبية التي خلفها احتلال داعش للأرض العراقية والذي يفوق إمكانات الدولة ويستدعي جهدًا دوليًّا مشتركًا للبدء بإعادة إعمار وتأهيل.
وطالب الجبوري المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته والنظر الى طبيعة المآسي التي تشهدها المناطق المحررة من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي، لافتًا إلى أن معركة ما بعد داعش ليست أسهل من مواجهته حاليًّا، معربًا عن أمله في أن يكون العام الجديد عامًا للتحرير الكامل والشامل لجميع مدن العراق، وأن يكون عام خير ومصالحة يشهد عودة جميع النازحين إلى ديارهم.
فيما يخص معركة تحرير نينوى، ذكر الجبوري وجود استعدادات عسكرية من أجل تحرير الموصل مركز محافظة نينوى (شمال)، واستدرك قائلًا: إن القيادات العسكرية الرسمية هي المخولة بتحديد ساعة الصفر والآلية والكيفية التي تبدأ بها المعركة.
ودعا إلى إرسال رسائل طمأنة إلى الأهالي قبل البدء بعملية تحرير الموصل، ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، موضحًا إلى أن غالبية هؤلاء رهائن بيد التنظيم الإرهابي ولن يتوانى في استخدامهم دروعًا في المعركة.
ومن جانبه، نبَّه الرئيس العراقي فؤاد معصوم، في كلمة بمناسبة العام الجديد اليوم، إلى أن السلام في العالم لا يتحقق من دون القضاء على "داعش" وتحقيق السلام في العراق والمنطقة، داعيًا إلى تعزيز الجهود الدولية لمساندة العراق في تجفيف منابع تمويل وموارد حياة التنظيم الإرهابي.
دعا إلى تعزيز الجهود الدولية لمساندة الانتصارات العراقي على داعش من خلال الدعم اللوجيستي والاستخباري والإسناد الجوي ومحاصرة ومحاربة موارد تمويل داعش بالبشر والسلاح والمال والدعاية .. متمنيًا عودة النازحين والمهجرين في العام المقبل إلى مناطقهم التي احتلها داعش.
واقترح مسعود البارزاني، المنتهية ولايته في أغسطس الماضي، بقاء الوضع في رئاسة كردستان حتى إجراء الانتخابات بالإقليم عام 2017، وتعهَّد بأن يسعى مع جميع الأحزاب المشاركة في حكومة أربيل على حل المشكلات التي تواجه العملية السياسية والتي تعترض طريق الإقليم حماية للمصالح العامة وتفعيل عمل البرلمان المعطل والحكومة وفق أسس جديدة.
ودعا البارزاني، في رسالة تهنئة برأس السنة الميلادية اليوم، الأحزاب الكردية المشاركة بحكومة الإقليم إلى الاجتماع لإنهاء مشكلة رئاسة الإقليم، مقترحًا ثلاثة خيارات لحل أزمة الرئاسة، أولها: أن تقرر الأحزاب انتخابات جديدة، وثانيها أن يتفقوا على شخص آخر يتولى رئاسة الإقليم حتى إجراء الانتخابات البرلمانية عام 2017 .. وقال: "سأكون داعمًا له بكل قوة".
وأضاف: أن الاختيار الثالث هو بقاء الوضع كما هو عليه حتى إجراء الانتخابات عام 2017 بسبب الحرب التي يخوضها الإقليم ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، والظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة الراهنة.
واعتبر أن أكثر لقب عظيم بالنسبة له هو "البيشمركة"، وأضاف: لا أفتخر بأي لقب آخر أكثر من البيشمركة، وإذا كنت في أي منصب أو موقع سأبذل قصارى جهدي لخدمة الإقليم، وسأستمر في حماية كردستان في الحرب ضد داعش والسعي لتحقيق الاستقلال الوطني.
ولفت إلى أن الظرف الراهن يتطلَّب من الجميع العمل سويًّا على تحسين أوضاع شعب كردستان بدلًا من الخوض في صراعات وعداوات سياسية، وأن نستفيد من التغييرات المتواصلة في المنطقة، وأن لا نفرط في الفرص المتاحة لنا حاليًّا، لضمان مستقبلنا وذلك عبر توحيد الصفوف وتقويتها.
وطالب البارزاني حكومة كردستان بأن تضع خططًا للخروج من الصعوبات المعيشية التي يمر بها الإقليم، وأن تنفذ إصلاحات جذرية، مشيرًا إلى أن مسيرة الإعمار والانتعاش في كردستان ستبدأ وستستمر وسنعمل على تقوية البنية الاقتصادية.
وتمنى أن يكون عام 2016 عام الخلاص من المشكلات والأزمات، وأن يكون عامًا للانتصار، وأن يعم السلام والاستقرار في المنطقة، وأن تُمحى الأفكار التي تؤدي إلى الكراهية والإرهاب والتطرف وإنكار الآخر، وأن يتحقق الأمان للإنسانية بشكل عام.
وتصاعدت حدة التوتر في كردستان العراق بعد فشل الأحزاب الكردية الخمسة في التوصُّل لحل أزمة رئاسة الإقليم، يوم الخميس 8 أكتوبر الماضي، كما أقالت حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة نيجرفان بارزاني أربعة من الوزراء، ومنعت رئيس برلمان كردستان يوسف محمد وهم من حزب "التغيير".
وأشارت حركة "التغيير" إلى أن إقالة وزرائها ومنع رئيس البرلمان جاء بناءً على قرار من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود البارزاني الذي انتهت مدة ولايته في 19 أغسطس الماضي .. بينما اتهم الحزب الديمقراطي حركة "التغيير" بأنها من حرض على التظاهرات التي وقعت في السليمانية وأسفرت عن مقتل اثنين من أعضاء الديمقراطي وإصابة العشرات واقتحام مقرات الحزب.
تصاعد التوتر ما بين بغداد وأنقرة
الفعل الدبلوماسي والسياسي العراقي تصاعد في بغداد بعد النجاح العسكري في الرمادي الذي استعاد السيطرة عليها بوجود القوات المسلحة في قلبها ورفع العلم الوطني على "المجمع الحكومي" ذي الرمزية السياسية والأهمية الاستراتيجية.
واتهم رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، تركيا، بمحاولة إنشاء إقليم في الموصل مركز نينوى برئاسة محافظها المقال أثيل النجيفي من خلال وجود قواتها التي دخلت إلى معسكر "زلكان" في بعشيقة على أطراف الموصل في 3 ديسمبر الجاري.
وقال الزاملي، في تصريح صحفي، اليوم، إن العراق حاول بكل الطرق وتشبث بكل الوسائل السلمية لتسحب تركيا قواتها، ولكنها لم تحترم سيادة العراق، وما زالت مُصِرَّة على البقاء على أرضه.
وأضاف: لم يبقَ لتركيا أي حليف سوى أثيل النجيفي وهي تحاول أن تساهم في إعادته إلى الموصل من خلال عملية التحرير، وبعد هذا يكون النواة الأولى لإقليم الموصل بدعم أمريكي وينضم له الأنبار (غرب) وصلاح الدين (شمال) وهذا ما تسعى له واشنطن من خلال أنقرة ولكن المخطط أصبح مكشوفًا.
وكان عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عماد يوخنا أشار إلى أن السفير التركي لدى العراق فاروق قايماقجي، أبلغ اللجنة خلال استضافتها له في 10 ديسمبر، أن النجيفي طلب إرسال القوات التركية إلى الموصل.
وجدَّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مطالبة الحكومة التركية بسحب القوات التي توغَّلت بالأراضي العراقية، وأن تحترم السيادة الوطنية للعراق، وقال العبادي في اتصال هاتفي تلقَّاه الليلة الماضية من رئيس الوزراء التركي، هنَّأه خلاله بتحرير مدينة الرمادي، إن العراق بحكومته وشعبه يطلب من تركيا رسميًّا أن تنسحب من أراضيه، فلم تكن هناك أية دعوة للقوات التركية، ولم تعطِ أية موافقة بهذا الشأن، ونحن نطلب منكم الانسحاب رسميًّا.
وأضاف: القوات التركية لا تقاتل داعش، وما من سبب يجعل الحكومة التركية ترسل مدربيها إلى مناطق عميقة داخل الحدود العراقية مثل الموصل لكي تعرض مدربيها للخطر، وإن داعش على حدودكم من الجانب السوري وأنتم لا تقاتلونهم، وإن هناك مسافة شاسعة بين وجود داعش في الموصل والحدود التركية، وبالتالي لا خطر على تركيا من الأراضي العراقية.
وذكر المكتب الإعلامي للعبادي، أن أوغلو رد بطلب اللقاء بين الطرفين لمناقشة هذا الموضوع، وقال: سنراجع التصريحات التركية بشأن الانسحاب، ولا توجد أية نية للقوات التركية للبقاء في العراق، وقد عبَّرت الحكومة التركية، في بيان، عن احترامها للسيادة العراقية.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز