وزير الدفاع العراقي يتعهَّد ببناء جيش وطني "يحمي الجميع" خلال 2016
يونامي: ضحايا الإرهاب بلغوا 980 قتيلًا في شهر ديسمبر الماضي
تعهَّد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، ببناء جيش وطني يحمي الجميع دون تمييز، فيما بلغ عدد ضحايا الإرهاب 980 قتيلًا الشهر الماضي.
في أول أيام عام 2016، تعهَّد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، ببناء جيش ومؤسسة عسكرية وطنية تحمي جميع العراقيين دون تمييز، بعد أيام من وعد للقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بتحرير العراق والقضاء على تنظيم داعش المتطرف خلال العام الجديد، فيما يتواصل ميدانيًّا الاشتباك بين القوات العراقية المشتركة مع مسلحي التنظيم بالأنبار.
وجدد العبيدي، اليوم الجمعة، تعهده ببناء جيش ومؤسسة عسكرية رصينة، وقال: "اليوم يطل علينا عام جديد ينتظرنا فيه جميعًا عمل دؤوب سيشهد بهِمَّة أبناء العراق نصرًا مؤزرًا على أعداء الوطن والإسلام، ونعد فيه شعبنا بأن يتكلل ببناء مؤسسة عسكرية رصينة تشبه علما وراية العراق التي يلوذ بها الجميع بغض النظر عن لونهم الديني والعرقي أو المذهبي".
وأضاف: "سنبني جيشًا كالوطن يحمي ويدافع عن كل العراقيين، ويتشح بنصر مؤزر على داعش ويطارده كل من يرفع السلاح خارج إطار القانون والدستور من أذناب الإرهابيين والدواعش أو من يتشبه بهم".
جاء ذلك في تهنئة من العبيدي بالعام الجديد، شدد خلالها على أن العراق سيحقق نصرًا مؤزرًا على أعداء الوطن والإسلام.
وقال العبيدي: إن "عام 2015 مر بكل انتصاراته وأفراحه بتحرير أراضٍ عراقية من الإرهابيين، وبكل آلامه من فقدان أبناء قدموا للوطن أعز ما يملكون".
من جانبه، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري عن أن الأولوية في العمليات العسكرية بالأنبار هو لاستكمال تحرير الرمادي مركز محافظة الأنبار من مسلحي تنظيم داعش وتطويق مدينة الفلوجة، الأقرب للعاصمة بغداد والمعقل المهم للتنظيم.
وقال نوري، في تصريحات لـ"بوابة العين": إن "هناك استعدادات لخوض معارك ضد داعش في محافظتي الأنبار وصلاح الدين".
وأشار إلى أن قيادة العمليات المشتركة لديها خيارات متعددة، والبداية ستكون تحرير شرق الرمادي واستكمال السيطرة على شمال مدينة الرمادي لتضييق الخناق على داعش في الفلوجة التي قطعت خطوط الإمداد فيها مع هيت والقائم غرب الرمادي.
وأضاف أن قوات تابعة قيادة عمليات بغداد مدعومة بالحشد الشعبي تقوم بعمليات في منطقة النعيمية جنوبي الفلوجة وأحرزت تقدمًا وقتلت العشرات من مسلحي التنظيم ودمرت دفاعات التنظيم فيها.
وأشار إلى أن هناك تحضيرات لتحرير الشرقاط آخر معاقل داعش في محافظة صلاح الدين لاستكمال السيطرة عليها، وهناك تعزيزات عسكرية في جبال مكحول وتلال حمرين شمالي العراق.
واعتبر أن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى ستشهد المعركة الحاسمة لإنهاء وجود داعش بالعراق، مؤكدًا أن القائد العام للقوات المسلحة وقيادة العمليات المشتركة تحدد مناطق العمليات وتتخذ القرار وتحدد التوقيتات.
وأوضح أن استراتيجية المعارك قائمة على أساس تحجيم داعش وقطع خطوط الإمداد عنه والتضييق عليه وحصره في مناطق صغيرة يسهل التعامل معها عسكريًّا بشكل جيد.
وميدانيًّا، أحبطت القوات العراقية المشتركة هجومًا لداعش اليوم استهدف مواقعها شرقي الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق، واستعادت أجزاءً من الطريق الدولي الرابط في الأنبار بين العراق والأردن من قبضة التنظيم.
وقال رئيس اللجنة الأمنية بمجلس قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي، في تصريح صحفي، إن داعش شنَّ هجومًا استخدم فيه جميع الأسلحة على خط الصد للقوات في منطقة حصيبة التي تبعد 7 كيلومترات من الرمادي شرقًا، صدته القوات التي اشتبكت مع مسلحي التنظيم.
وأشار إلى أن القوات المسلحة وشرطة الأنبار والشرطة الاتحادية والرد السريع ومقاتلي حشد العشائر، شاركوا في صد الهجوم وكبدوا داعش خسائر مادية وبشرية كبيرة، وأجبروا مسلحيه على الانسحاب.
ولفت نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، إلى أن القوات العراقية تمكَّنت من فرض سيطرتها على أجزاء من الطريق السريع الدولي الرابط بين العراق والأردن، مشيرًا إلى أن القوات تمكَّنت من تأمين ناحية الوفاء والقرى القريبة منها غربي محافظة الأنبار واستعادت السيطرة على الطريق في هذه المنطقة.
ضحايا الإرهاب والعنف:
إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" إن عدد ضحايا الإرهاب والعنف في العراق ارتفع خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث بلغ 980 قتيلًا بينما كان في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 888 قتيلًا.
وأشارت يونامي في بيان لها إلى أن 506 من القتلى كانوا من المدنيين، والباقي من القوات المسلحة من الجيش وقوات الأمن و"البيشمركة" الكردية والقوات شبه العسكرية "الحشد"، وأن عدد المصابين من المدنيين بلغ 1244 شخصًا.
ولفت البيان إلى أن محافظة بغداد كانت الأكثر تضررًا؛ حيث سقط بها 261 قتيلًا، وهي المحافظة المتصدرة في عدد الضحايا خلال عام 2015، تلتها في شهر ديسمبر محافظة نينوى حيث سقط بها 68 قتيلًا.
ونسبت يونامي لمصادر صحية بالأنبار مقتل 124 مدنيًّا في المحافظة التي يسيطر تنظيم (داعش) الإرهابي على أجزاء كبيرة منها، وقالت إنه تعذر التحقق بشكل كامل من أعداد الضحايا في محافظة الأنبار بسبب تصاعد وتيرة الأحداث على الأرض وتعطل الخدمات.
وميدانيًّا، أصيب ثلاثة من قوات الشرطة العراقية، اليوم، نتيجة انفجار عبوة ناسفة جنوبي العاصمة العراقية بغداد.
وقال مصدر أمني إن عبوة ناسفة زرعت على جانب طريق في منطقة "عرب جبور" في الدورة جنوبي بغداد انفجرت خلال مرور دورية تابعة للشرطة العراقية، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد الدورية.
وتشهد العاصمة العراقية عمليات تفجير بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وهجمات انتحارية بأحزمة ناسفة بين الحين والآخر، يقف وراء تنفيذها تنظيم (داعش) الإرهابي لزعزعة أمن بغداد، الأكبر من حيث عدد السكان، حيث يبلغ تعدادها نحو 7 ملايين نسمة، وصنَّفتها الأمم المتحدة وفق إحصاءات "يونامي"، بأنها الأعلى من حيث ضحايا العنف والإرهاب بين محافظات العراق.
aXA6IDMuMjM4LjIwMi4yOSA= جزيرة ام اند امز