منذ جاء السيسى وعينه على مشروع قومى كبيروبدأ بمشروع تفريعة قناة السويس ولم تجردراسة كافية للمشروع و تم اختصار مدة تنفيذه فزادت التكاليف
كل من رؤساء مصر بعد عام 1952 كان يريد تخليد اسمه بمشروع قومى كبير وكان مشروع عبدالناصر هو السد العالى، ومشروع السادات هو العبور. وقد حاول مبارك عمل مشروع يخلده ولكنه اختار مشروعا فاشلا هو توشكى.
ومنذ جاء السيسى للحكم وعينه على مشروع قومى كبير، وبدأ بمشروع تفريعة قناة السويس، وللأسف لم تجر دراسة كافية لهذا المشروع ثم تم اختصار مدة تنفيذه فزادت التكاليف ولا نعلم فى المستقبل هل يمكن لهذا المشروع أن يأتى بعائد معقول يتناسب مع المليارات التى صرفت عليه.
ولكنه بالتأكيد لن يكون المشروع الذى يخلد الرئيس.
ولا أعتقد أن مشروع العاصمة الجديدة الذى يقال إنه بدأ فى تنفيذه دون أن يعلم كبار المتخصصين ولا الشعب شيئا عنه سيكون مشروع العمر. ويقول الخبراء إن مشروع زراعة مليون ونصف فدان مستحيل.
لقد وجدت مشروعاً حقيقياً للسيسى لو تبناه حتى لو كان هو المشروع الوحيد الذى يهتم به لكان هذا المشروع القومى الذى سوف يخلد الرئيس ويجعله أعظم العظماء.
المشروع فى كلمة هو حل المشكلة السكانية فى مصر. يعلم الرئيس أن عدد أطفال مصر تحت عمر 5 أعوام هو 11 مليون طفل يعنى بوضوح شديد أن على الدولة توفير أكثر من 2 مليون مكان جديد فى المدرسة بدءاً من العام القادم ويستمر هذا كل عام جديد ولا بد من توفير صحة جيدة وتطعيم لكل هؤلاء الأطفال. نحن نزيد بمعدل 2.5 مليون نسمة كل عام وفى عام 2050 سوف يصبح تعداد مصر 170 مليون نسمة. ونحتاج الآن إلى أكثر من مليون وظيفة جديدة سنوياً.
الأمر واضح، لن يستطيع السيسى أن يفعل شيئاً لمصر بدون حل هذه المشكلة، كل الأفكار الرائعة لتحسين الاقتصاد وتوفير الطاقة سوف تسقط تحت أقدام الزيادة السكانية، والحل الوحيد هو قوانين واضحة وصارمة تطبق على المستقبل وليس بأثر رجعى وتحتاج إلى حملة دعائية كبيرة ومستمرة مبدئياً لمدة خمس سنوات مع توفير جميع أنواع وسائل منع الحمل مجاناً أو بأسعار رمزية للشعب على أن تصل إلى كل قرية وكل حى عشوائى وأن تكون تابعة لمؤسسة الرئاسة مباشرة.
لا بد من قانون يمنع الدعم للطفل الثالث وما بعده. هذا الطفل يدفع ثمن التطعيمات ولا يعالج مجاناً فى مستشفيات الدولة ولا يذهب إلى المدارس الحكومية المجانية ولا يوضع اسمه على بطاقة التموين فلا يأخذ دعماً. يجب أن يتم ذلك فوراً على أن يطبق بعد عام من صدوره، ويكون التطبيق صارماً وجدياً بكتابة أن هذا هو الطفل الثالث أو الرابع على شهادة الميلاد.
مصر بدون حل جذرى سوف تسقط بين يدى الفقر والجوع والإرهاب.
لو استطاع السيسى بمشروعه القومى أن يبدأ فى حل المشكلة السكانية، فبعد سنوات قليلة سوف يشعر المصريون بالفارق وبعد عقدين من الزمان سوف يعترف الشعب المصرى كله بل والعالم بأن السيسى قام بأعظم مشروع يخلد اسمه.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة المصري اليوم وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة