بطباعة ثلاثية الأبعاد.. روسيا تمنح أملاً لمرضى سرطان الحنجرة

في خطوة رائدة، نجح علماء روس لأول مرة في إنتاج بدائل غضروف الغدة الدرقية للحنجرة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.
تستهدف هذه التقنية المرضى الذين فقدوا هذا الجزء الحيوي من أجسامهم، غالباً بسبب سرطان الرأس والعنق.
الابتكار الجديد، الذي طوّره باحثون من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا (نيتوميسيس)، يعتمد على إنتاج هيكل شبكي دقيق يتوافق تماماً مع الخصائص التشريحية لكل مريض، ويعمل هذا الهيكل كبنية داعمة تسمح لخلايا الجسم بالنمو حوله تدريجياً، مما يسهل عملية إعادة بناء الحنجرة بعد الجراحة.
وأوضحت الباحثة إليزافيتا بيشكينا، خريجة برنامج "علم المواد الحيوية " في الجامعة: "حصلنا على هياكل بولي يوريثان فردية للغضاريف باستخدام الطباعة بتقنية "النمذجة بالترسيب المنصهر" والتشكيل الحراري بناءً على بيانات الأشعة المقطعية، وأظهرت الاختبارات أن المواد المستخدمة آمنة تماماً، ونأمل أن تساهم هذه التقنية في تسريع عملية تعافي المرضى".
ووفقاً للدراسة، يتم تصنيع الشبكة من مادة البولي يوريثان الحراري، ثم تُغلف بالكولاجين أو بطبقة بيولوجية متوافقة مع الجسم، مثل مزيج الشيتوزان وحمض البوليجلوتاميك، لضمان التصاق الخلايا بها بشكل أفضل. وقد حدد الفريق أن المسامية المثالية للتطبيق الجراحي تبلغ نحو 50%.
أهمية الابتكار
يؤكد الأطباء أن عمليات استئصال الحنجرة شائعة بين مرضى السرطان في المراحل المتقدمة، إذ يُعد سرطان الحنجرة من أكثر أنواع سرطانات الرأس والعنق انتشاراً. وتشير الإحصاءات الروسية إلى أن معدل انتشار سرطان الحنجرة في عام 2022 بلغ نحو 28.7 حالة لكل 100 ألف شخص.
وقال يوسيف خيسواني، الشريك الإداري في شركة "حلول الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد" المشاركة في المشروع: "لا توجد حالياً بدائل غضروفية تجارية متاحة يمكن استخدامها على نطاق واسع. بفضل الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، أصبح بإمكاننا استعادة الأنسجة الطبيعية وإعادة تكوين الأشكال التشريحية الدقيقة، مما يفتح الباب لإنتاج بدائل مخصصة لكل مريض".
آراء الخبراء
من جانبه، أوضح إيغور سامويلينكو، الباحث في مركز بلوخين للأورام، أن هذا الابتكار يعد إضافة مهمة قائلاً: "تُعد إعادة بناء الحنجرة بعد الاستئصال من أصعب العمليات الجراحية، وأي تقنية تقلل من تعقيدها ستكون موضع ترحيب".
كما أشار الدكتور روسلان أليخانوف من جامعة موسكو إلى أن المرضى الذين يعانون من عيوب في منطقة الحنجرة بحاجة إلى عمليات دقيقة ومعقدة، مضيفاً: "إذا توفر بديل للحنجرة يسهل عمليات إعادة البناء، فسيكون ذلك نقلة نوعية في هذا المجال".
آفاق مستقبلية
يخطط الفريق لإطلاق إنتاج صناعي لهذه البدائل خلال 5–6 سنوات، مع إمكانية توسيع استخدام التقنية لتشمل ترميم غضاريف أخرى مثل غضروف الأنف.
ويرى خبراء الصحة أن هذه الابتكارات ستجد تطبيقا متزايدا في الجراحة الترميمية والتجميلية، ليس فقط لمرضى السرطان، بل أيضاً لضحايا الحوادث والإصابات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA==
جزيرة ام اند امز