مصر والسودان عن أزمة سد النهضة: لن نفرّط في مصلحة بلادنا
"الغندور": مصالحنا لن تكون على حساب القاهرة
وصلت أزمة سد النهضة إلى طريق مسدود دون حل بسبب مراوغة الجانب الإثيوبي خلال كافة المفاوضات.
قالت دولتا مصر والسودان إنهما لن تفرطا في مصلحتها، معتبرتان أن أزمة سد النهضة "أمرٌ قابل للحل".
كانت دولة إثيوبيا أعلنت رسميًّا أمس عن عدم موافقتها على زيادة الفتحات في جسم سد النهضة من فتحتين إلى 4 فتحات، رافضةً بذلك المقترح المصري لإذابة تخوف القاهرة من خفض حصتها التي تصل إلى 55 مليار متر مكب سنويا وفقًا للاتفاقيات التاريخية.
وعقدت دول مصر والسودان وإثيوبيا جولات مفاوضات وصلت إلى 12 جولة آخرها كان الاجتماع الفني في أديس أبابا يومي الأربعاء والخميس الماضيين للوصول إلى حل دون نتيجة على الأرض للآن.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور اليوم السبت: إن الدول الثلاث تستطيع التوصل إلى حلول حول قضية سد النهضة، بعد أن استطاع زعماء الدول الثلاث توقيع إعلان المبادئ، في آذار مارس الماضي.
وأضاف الغندور خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، إن وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث يعملون على التوصل إلى توافق بعد مشاورات صعبة جداً استمرت لساعات طويلة، قائلا: "لن نفرط في مصلحة بلدنا"، موضحًا أن لبلاده مصالح في قضية السد وتعمل على حمايتها وكذلك مصر لها أيضًا مصالح. تعمل على حمايتها.
وأضاف "الغندور": "وزيرا الري والخارجية المصريين يعملان على المحافظة على مصالح مصر خلال جلسات التفاوض الأخيرة، ونحن لنا مصالحنا ولن تكون على حساب الأشقاء في مصر، ونضع نصب أعيننا أن مصر هبة النيل ولها حقوق تاريخية في المياه ونحافظ على مصالحنا".
وفيما يخص فتحات سد النهضة قال سامح شكري، إن هذه القضية فنية ويتم تناولها في إطار علمي، "وفي النهاية العلم واحد وغير قابل للتأويل"، وهناك معلومات أحيط بها الجانب المصري في جولات الحوار الأخيرة ويقوم بمراجعتها في إطار ما لديه من قدرات فنية ولا يخرج الأمر أبعد من هذا.
وأضاف "شكري"، خلال المؤتمر المشترك أنه إذا ما كان هناك احتياج لهذه الفتحات من الناحية العملية والفنية فلا يوجد لدى مصر شك بأن الجانب الإثيوبي سيقبل بها، وإذا كان لا حاجة لها بمراجعة من الدول الثلاث والاستشاريين وفقاً لعلوم محددة، فسيصبح الأمر غير محل أي خلاف.
ووسط حالة من الغموض من الجانب المصري حول رفض أو قبول مقترح القاهرة، أعلن مسئول العلاقات العامة بوزارة المياه الإثيوبية، الجمعة، رفض بلاده مقترح القاهرة بزيادة فتحات المياه. وقال -في تصريحات صحفية، نقلتها صحف محلية-: إن أديس أبابا أجرت دراسات مكثفة حول المشروع قبل البدء فيه، ولا تحتاج إلى إعادة تصميم لزيادة الفتحات.
وحسب خبراء فإن الموقف التنفيذي للأعمال الإنشائية بجسم سد النهضة تسمح بتنفيذ المقترح المصري، الذي يستهدف تمرير المياه من الأنفاق الخاصة بالتوربينات، التي لم يتم تركيبها حتى الآن وجزء آخر فوق جسم السد بعد الانتهاء منه.
لكن "أديس أبابا" تؤكد أن شركة "ساليني" الإيطالية والاستشاريين الإثيوبيين متأكدون أن تصميم السد بالمواصفات الحالية سيسمح بتمرير المياه في حدود المسموح لمصر والسودان.
وكانت السودان قد عبّرت عن رضاها بالتصميم الحالي للسد دون الاقتناع فنيًّا بالمقترح المصري بزيادة عدد الفتحات في السد.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز