الحزب الحاكم بتونس يزداد انقسامًا.. ونجل الرئيس يزداد نفوذًا
بناء تونس وليد جديد من رحم حزب السبسي
حزب "نداء تونس" الحاكم يزداد ضعفًا بعد استقالة نواب جدد مشكلين حزبًا جديدًا هو "بناء تونس"، فيما خرج نجل الرئيس أكثر قوة من المعركة
تقدم 19 نائبًا بحزب نداء تونس باستقالاتهم، ليصبح الحزب الحاكم أكثر ضعفًا ومهددًا بفقدان الأغلبية في البرلمان، بعدما ظهر تأييد المؤتمر الأول للحزب لنائب الرئيس حافظ السبسي، نجل رئيس البلاد الباجي قائد السبسي، الذي يتهمه الكثيرون بأنه يتطلع لمناصب قيادية في الحزب بحماية من والده.
وحسب ما أفادت وكالة أنباء (وات) الرسمية التونسية، فقد انضم اليوم كل من محمد الراشدي وسهيل العلويني لزملائهما الـ17 الذين أعلنوا الجمعة الماضية انشقاقهم عن نداء تونس لخلافاتهم مع الدور الذي يؤديه نجل السبسي، الرجل الذي أسس الحزب السياسي في 2012.
وأعلن محسن مرزوق -الأمين العام المستقيل من حزب نداء تونس، الأحد، في العاصمة التونسية- إطلاق حزب جديد في مارس/آذار المقبل بعد مغادرته القوة السياسية الأولى في البلاد التي تشهد منذ أشهر أزمة سياسية.
ويشهد حزب نداء تونس -86 مقعدًا في البرلمان- بعد ابتعاد مؤسسه الباجي قائد السبسي عن رئاسته إثر انتخابه رئيسًا للبلاد، منذ أشهر "معركة خلافة" أساسا بين الأمين العام المستقيل محسن مرزوق ونجل رئيس الدولة حافظ قائد السبسي.
واعتبر مرزوق -خلال تجمع شعبي، الأحد، بالعاصمة التونسية- أنه لم يعد من الممكن الاستمرار في العمل مع مجموعة حافظ قائد السبسي، وأعلن عن قرب إطلاق حزب ديمقراطي وشعبي حزب قوي وعصري، سيكون تحديه الأول الفوز في الانتخابات البلدية المقررة مبدئيًّا في نهاية 2016.
وأوضح مرزوق أن إطلاق هذا الحزب -الذي سيكون مفتوحًا أمام كافة القوى الوطنية، ويفصل بين الدين والسياسة- سيكون في الثاني من مارس/آذار 2016.
وأججت الانشقاقات من أزمة الحزب الذي أنقذ الثورة التونسية التي اندلعت عام 2011، والذي أصبح يتفوق بفارق ضئيل في البرلمان على حزب النهضة الإسلامي.
وعين حافظ السبسي -الذي حمله 32 نائبًا بالحزب مسئولية الاعتداء الذي تعرضوا له في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما كانوا يستعدون لحضور اللجنة التنفيذية- اليوم منسقًا لتلك اللجنة الجديدة خلال المؤتمر الأول؛ حيث ستكون مكونة من 13 عضوًا.
وعقب هذا الاعتداء، بعث المشرعون بخطاب إلى رئيس البلاد يهددون فيه بالانشقاق عن الحزب في البرلمان إذا لم يوقف تطلعات نجله، المتهم بالتحالف مع أعضاء من النظام القديم للرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وينتظر أن ينعقد مجلس الشعب التونسي الاثنين، ولم تحسم مجموعة النواب المستقلين موقفها بشأن التصويت على منح الثقة للحكومة بتركيبتها الجديدة من عدمه، حسب الوكالة.
يذكر أن نداء تونس تأسس في يونيو/حزيران 2012 من قبل الرئيس الحالي في وقت شهد عنفًا واشتباكات بين مختلف الحركات الثورية عقب الانتصار الانتخابي لحزب النهضة.
ونجح السبسي في لم شمل العديد من التشكيلات السياسية المتعددة والتيارات وشخصيات من وسط اليمين واليسار ومسؤولين سابقين في عهد بن علي في حزبه.
وفاز نداء تونس بالانتخابات العامة في أواخر 2014، وشكل الحكومة الحالية بالتوافق مع آفاق تونس وإسلاميي النهضة، ثاني القوى بالبرلمان التونسي.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg جزيرة ام اند امز