انتشار المطاعم الساحلية في الكويت مع تزايد عدد الزوار
انتشرت ظاهرة مجمعات المطاعم على الساحل بشكل بارزة في السنوات الأخيرة في الكويت
انتشرت ظاهرة مجمعات المطاعم على الساحل بشكل بارزة في السنوات الأخيرة في الكويت، ويضم الطريق الساحلي الممتد من مجمع الكويت في الفحيحيل حتى أبراج الكويت نحو 9 مجمعات بمسميات وتصاميم مختلفة أكثر من نصفها أنشئ قبل 3 سنوات فقط.
وتتنوع الأسباب التي تدفع المستثمرين العقاريين للإقبال على هذا النوع من المشاريع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن السوق الترفيهي والسياحي في الكويت موسمي تقتصر فيه الذروة على أشهر محددة من السنة، مما يضغط سلبًا على مستوى الإيرادات.
ومع إقبال العقاريين على هذا النوع من الاستثمار ربما من السابق لأوانه تبيان ما إذا كانت هذه الظاهرة موسمية فرضتها ظروف مرحلية معينة أم أنها تطور طبيعي لقطاع تجاري حقيقي.
وتختلف هذه الظاهرة عن غيرها في قطاع المطاعم بالبلاد في أن المستهلك بإمكانه الحصول على خيارات متعددة من المطاعم والمقاهي في مكان واحد يتميز في أنه مطل على البحر.
وأجمع متخصصون عقاريون في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، اليوم الإثنين، على أن النجاح المستمر لقطاع المطاعم يعد السبب الرئيسي لهذه الظاهرة، إضافة إلى قلة الأماكن الترفيهية والثقافية الأخرى في البلاد.
ولفتوا إلى أن المستهلكين ينفقون سنويًّا نحو 700 مليون دينار كويتي، أي نحو مليوني دينار يوميًّا في كل قطاع المطاعم في البلاد التي يبلغ عددها خمسة آلاف مطعم ويزورها يوميًّا 615 ألف شخص.
وقالت المديرة العامة لشركة (دعم للتطوير العقاري) إحدى الشركات التابعة لشركة الأرجان العالمية العقارية، صاحبة أول مشروع من هذا النوع في الكويت، غزل المفتي، إن السبب الذي جعل المشاريع الترفيهية ومجمعات المطاعم تنتشر بشكل كبير هي قلة النشاطات الثقافية والفنية مع حصرها "للنخبة" في الكويت.
وأضافت المفتي أن المجتمع الكويتي مترابط "فاللقاء والتواصل يتوفران في الأماكن العامة خصوصًا في المطاعم، ووجدت دراسات الشركة أن الفرد الكويتي ليس منغلقًا، بل يحب التواصل مع الأشخاص الذين يقابلهم، ويكون مهتمًا وواعيًا لما يجري حوله في مكان وجوده، سواء من خلال النظر أو بالسلام الفعلي على الأشخاص الذين يعرفهم، وذلك دلالة على الود وحب التواصل الاجتماعي".
وأوضحت أن الشركة توصلت إلى معظم هذه النتائج من خلال دراسة مستمرة لمشاريعها التجارية التي قامت بتصميمها وإدارتها لتلائم عادات رواد المطاعم والأماكن الترفيهية.
وذكرت أن الشركة عند تشييد مشروعها الأول اهتمت بأن تنعكس جميع هذه العادات والتقاليد من خلال التصاميم المعمارية، وتوفير أماكن داخلية وخارجية للجلوس تكون مطلة على مناطق مشتركة لتشكل نواة النشاط الدائم.
وبينت أن ذلك أنجز في المشروع الترفيهي الأول للشركة بمنطقة البدع، حيث المحلات والمطاعم جميعها مطلة على أماكن مزروعة بالنباتات وأماكن للمشاة، وكذلك أماكن تسمح للسيارات والدراجات النارية بالمرور لتكون محط نظر الجميع إضافة إلى مقاهي الرصيف.
وأشارت المفتي أن هذا المشروع كان التجربة الأولى من نوعها بالكويت والخليج، وتحدت عوامل الطقس وحاولت تلبية متطلبات المجتمع الحديثة بأرقى مستوى محققة البساطة في التنفيذ والتوفير بالمصاريف التشغيلية.
وذكرت أنه بناء على نجاحات هذا المشروع تبنت الشركات العقارية الأخرى هذه الفكرة وبدأت تصميم عقاراتها على النحو ذاته مبينة أن إقبال الكويتيين على المطاعم نما في الآونة الأخيرة مدفوعا بطلب فعلي نظرا إلى قلة الأماكن الترفيهية وتنوعها وتحويل المستثمرين الرخص العقارية إلى ترفيهية للاستفادة من هذا النمو.
وأفادت بأن قطاع المطاعم في الكويت يعد الأنجح خليجيًّا؛ إذ أن 10 % من سكان الكويت يرتادون المطاعم بشكل يومي حسب دراسة إحصائية معدة حديثًا.
وأضافت أن هذه الدراسة أظهرت أن حجم قطاع المطاعم في الكويت بلغ نحو 1.5 مليار دولار عام 2012، وارتفع إلى 2.2 مليار دولار بحلول عام 2014 أي بنمو سنوي تزيد نسبته عن 15 %، مما يدل على أهمية هذا القطاع وحيويته "وبذلك تعتبر هذه الشريحة سوقًا واعدًا يملك فرصًا كبيرة للاستثمار فيه، لاسيما في المناطق التي ما زالت تحت التطوير كصباح السالم والجهراء والمناطق المتاخمة لها.
وقالت المفتي، إن سوق المطاعم الكويتي من أنجح الأسواق في المنطقة؛ لأن الكويتيين يعتبرون من الشعوب الذواقة، ويتطلعون إلى زيارة مطاعم جميع دول الخليج، حيث هناك العديد من المطاعم المبتكرة التي انطلقت من الكويت وتوسعت في المنطقة، مما يدل على نجاح رواد الأعمال الكويتيين في هذا القطاع.
ولفتت إلى أن مجمعات المطاعم انتشرت مع ظاهرة جديدة تمثلت في التوجه بشكل أكبر لتقديم أفكار جديدة، ودمج المطابخ العالمية لتقديم مطبخ جديد (فوشيون) كدمج المطبخ اللبناني مع المطبخ الخليجي على سبيل المثال.
وأشارت إلى أن انتشار هذه المجمعات على الساحل يساعد في زيادة الأسعار على المستهلكين وتعظيم المردود، خصوصًا أن الأسعار تختلف باختلاف المواقع والأماكن؛ إذ أن أغلاها المطلة على البحر مباشرة.
بدوره قال مدير مكتب (الدليجان) العقاري سليمان الدليجان، إن هناك ثلاثة عوامل رئيسية لزيادة ظاهرة مجمعات المطاعم الساحلية في الكويت والرخص الترفيهية، تتمثل في انخفاض تكلفة البناء وزيادة العائد وانخفاض تكاليف الأراضي.
وأضاف الدليجان أن القوة الشرائية الكبيرة للمواطنين الكويتيين الذي يعمل 90 % منهم في القطاع الحكومي عامل رئيسي لتشجيع صناعة المطاعم بالتالي تشجيع هذا النوع من المشاريع.
وأشار إلى وجود عدد كبير من التراخيص لمجمعات مطاعم تم الحصول عليها وسوف يتم البدء في المستقبل العمل على تشييد هذه المجمعات.
من ناحيته رأى المدير العام لشركة (المؤشر.نت) العقارية أحمد النبهان أن انتشار ظاهرة مجمعات المطاعم يعود في جانب كبير منه بالدرجة الأولى إلى الشباب الكويتي الذي أنهى دراسته في الولايات المتحدة وأراد افتتاح عمل له في الكويت يتوافق مع الثقافة الأمريكية.
وأضاف النبهان أن الجمع بين فتح الأعمال والثقافة الأمريكية في الأعمال والنشاط الاجتماعي كان المحرك الرئيسي لهذه الزيادة في عدد مجمعات المطاعم، التي أصبحت ظاهرة للعيان أخيرًا، وكانت السبب في دفع الشركات العقارية للحصول على رخص ترفيهية لمواكبة الطلب المتزايد من الشباب على افتتاح مطاعم.
وذكر أن تشجيع الشباب على افتتاح الأعمال الصغيرة والمتوسطة كان له دورًا أيضًا، لاسيما أن معظم هؤلاء الشباب يتجهون إلى قطاع المطاعم لتأسيس أعمالهم.
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA= جزيرة ام اند امز