ألقى الرئيس خطبة جيدة موجهة للشباب وقد أشاد بها الكبار ولم يشاهدها الشباب لأن معظمهم يقاطعون الرئيس كما قاطعوا الانتخابات
ألقى الرئيس خطبة جيدة موجهة للشباب وقد أشاد بها الكبار ولم يشاهدها الشباب لأن معظمهم يقاطعون الرئيس كما قاطعوا الانتخابات. شعب مصر 60% منه عمره تحت 35 عاماً ومنهم حوالى 25 مليون شاب بين 18 و35 عاماً. هؤلاء الشباب هم مستقبل مصر الحقيقى وهم فى حيرة من أمرهم وفى حيرة من وضعهم فى الوطن ومستقبلهم. المشكلة معقدة ومتشعبة ولا بد من البدء فى حل لأن هذا الشباب الممتلئ بالحماس وحب الوطن أصبح فاقداً للثقة فى كل شىء وهناك مخاطر كبيرة جداً من تحول البعض إلى أفكار إرهابية مدمرة والبعض إلى الإجرام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
أولاً: الشباب لا يتعلمون إلا القليل فى المدارس الحكومية والجامعات الحكومية ثم ينضمون إلى طابور البطالة. وقد تضخم التعليم الدينى بصورة غير مسبوقة بمساعدات خليجية وهناك آلاف مؤلفة من العاطلين من خريجى الكليات الدينية وهو لا يصلح إلا أن يكون إماماً فى مسجد وهو أمر مستحيل بهذه الأعداد. وهذا مشروع إرهابى جاهز تحت ضغط البطالة والحاجة.
ثانياً: الشباب من الطبقة الوسطى يعلم ما يحدث فى العالم كله ويرى نفسه فى مصر مقيداً حريته بدرجة غير معقولة فلا هو يستطيع التعبير أو الكلام أو الاجتماع وعندما استطاعوا أن يحققوا نجاحاً شرعياً فى انتخابات اتحاد طلاب يمثلهم أحبطتهم الدولة وكأنها تدفعهم دفعاً لكراهية النظام والانضمام إلى جماعات إرهابية فى الداخل والخارج من فرط اليأس.
ثالثاً: يعتقد معظم الشباب أن النظام فى مصر لا يريدهم ولا يحب مشاركتهم وهذا كان واضحاً فى عمل حزب شبابى بالإجهزة ولا يمثل الشباب من بعيد أو قريب والنتيجة كانت غيابا كاملا عن الذهاب إلى صناديق الانتخاب، بالإضافة إلى عمليات القبض العشوائى على الشباب بدون تهم محددة وحبسهم احتياطياً مدداً طويلاً بقانون جائر لم يمر على البرلمان. وكذلك إغلاق كل أماكن الأنشطة الثقافية والفنية التى تمتص طاقة الشباب.
رابعاً: ما يسمى بدعم الدولة تريد أن تستولى به على المجالس المحلية بنفس الطريقة وتعزل الشباب تماماً عن المشاركة بينما لهم الحق فى 25% من المقاعد.
خامساً: السفر للخارج للعمل أصبح صعباً وفى كثير من الأحيان مستحيلاً، بالعكس يعود الشباب إلى مصر من بلاد الأزمات المحيطة بنا وكان هذا صمام أمان لفترات طويلة.
سادساً: الفجوة الاقتصادية والتعليمية والثقافية الهائلة بين قلة صغيرة من الشباب وبين الغالبية العظمى منهم مع وجود وسائل الإعلام المستفزة التى تزيد الشعور بالفقر، يؤدى إلى شعور بالإحباط سرعان ما يتحول إلى الغضب والانفجار وهذا أمر خطر على مصر ومستقبلها بأن تترك ما يقرب من 30 مليون شاب حانقين على كل شىء وترك أمرهم فقط للحلول الأمنية. حذار من هذا الخطر وعلى الأقل بطلوا استفزاز لهم.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة المصري اليوم وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة