تصريحات وزيرة خارجية السويد.. ترحيب فلسطيني واستياء إسرائيلي
لاقت دعوة وزيرة الخارجية السويدية لإجراء تحقيقات حول أعمال العنف التي ترتكب من جانب الإسرائيليين ترحيبا فلسطينيا وانتقادا إسرائيليا
بقدر الغضب الذي أثارته دعوة وزيرة خارجية السويد مارجو ولستورم لإجراء تحقيق في أعمال القتل والعنف التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أوساط حاكمي إسرائيل، فإنها لقيت ترحيبًا فلسطينيا واسعًا.
ووجد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، في دعوة ولستروم، فرصة للبدء بتحرك فلسطيني على المستويات العربية والإقليمية والدولية، من أجل النظر في جرائم القتل الإسرائيلية.
واستشهد 156 فلسطينيًّا بينهم 28 طفلًا و7 نساء منذ اندلاع الانتفاضة الحالية مطلع أكتوبر الماضي، في استهداف إسرائيلي، غالبيتهم كانوا ضحية إعدامات ميدانية واستخدام مفرط للقوة.
خطة تحرك
ودعا خالد إلى اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني للبحث في خطة تحرك، في ضوء ما وصفه بـ"المواقف السياسية والإنسانية الشجاعة، التي عبرت عنها يوم أمس الثلاثاء، مارغو فالستروم وزيرة الخارجية السويدية".
كانت وكالة أنباء "تي تي" السويدية نقلت عن ولستورم قولها خلال مناقشة برلمانية: "من المهم أن يكون هناك تحقيق متعمق في هذه الوفيات من أجل التوضيح والمساءلة."
وأعرب المسؤول الفلسطيني في بيان تلقت "بوابة العين" نسخةً منه، عن أمله بأن يقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية بزيارة فورية لمملكة السويد للإعراب عن دعم الجامعة لهذه "المواقف السياسية والإنسانية الجريئة".
ودعا إلى تحرك وزراء الخارجية العرب في اتجاه مجلس الأمن الدولي "من أجل نصرة الشعب الفلسطيني ودعوة المجلس إلى عقد جلسة فورية للنظر في جرائم القتل والإعدامات الميدانية، التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين على حواجز الموت المنتشرة في طول الضفة الغربية وعرضها، ومن أجل توفير نظام خاص للحماية الدولية للمواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال".
ترحيب رسمي من السلطة
بدورها، رحبت السلطة الفلسطينية رسميًّا فبي بيان أصدرته وزارة الخارجية اليوم (الأربعاء) وتلقت "بوابة العين" نسخة منه، بمواقف وزيرة خارجية السويد، مطالبة الدول كافة بتبني هذا "الموقف الشجاع والإنساني، الحريص كل الحرص على عملية السلام".
ودعت إلى الانضمام إلى هذا الموقف "بعيداً عن الخوف السياسي أو إرهاب الدولة المنظم الذي تعتمد عليه دولة الاحتلال في تعطيل إنفاذ القانون الدولي من قبل المجتمع الدولي، لعله يعيد حكومة (بنيامين) نتنياهو إلى رشدها".
وطالبت المجتمع الدولي بمساندة طلب القيادة الفلسطينية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والإسراع في تفعيل آليات مساءلة ومحاسبة الاحتلال، على جرائمه بحق شعبنا.
وعبرت فصائل المقاومة عن تقديرها لدعوة المسؤولة السويدية، مطالبة بأن يبنى عليها لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
المقاومة ترحب
وقال الناطق باسم لجان المقاومة، محمد البريم "أبو مجاهد" لـ"بوابة العين": "موقف وزير الخارجية السويدية مقدر، ويؤشر إلى أن العالم بدأ يدرك حجم الجرائم التي يقترفها الاحتلال، وأن التضليل الذي يمارسه بات مكشوفا وبدون سند؛ خاصة بعد أن وصلت الجرائم حدًّا لا يمكن السكوت عليه".
وطالب الدول كافة بأن تتبنى مواقف شبيهة، وتطورها إلى خطوات فعلية في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يخلق عوامل تفجير وأزمات تنعكس على المنطقة والعالم بأسره.
خطوة لإنهاء الإفلات من العقاب
كما رحب مسؤول الإعلام في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عبد الحليم أبو سمرة، بموقف المسؤولة السويدية، مطالبا بالبناء عليه، وتبنيه، ووصفه بأنه ضمير حي في ظل مؤامرة الصمت التي تشجع الاحتلال على اقتراف جرائمه.
وشدد في حديث لبوابة العين، على أن مطلب التحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال مطلب عادل، ويمثل بوابة لإنهاء حالة الإفلات من العقاب والحصانة التي حظيت بها إسرائيل في الفترة الماضية.
وأشار إلى أن المؤسسات الحقوقية، ماضية في توجهها إلى المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال، والتي توفرت دلائل عليها، وهو جهد بحاجة إلى دعم ومساندة.
إدانة الهجمة الإسرائيلية
وأدان الفلسطينيون الحملة الإسرائيلية على الوزيرة السويدية، ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الحملة بـ"الشرسة، والإرهاب السياسي الإسرائيلي" ضد ولتسورم، ورأت أنها "تعكس رغبة الاحتلال في التعتيم على جرائمه وضحاياه، كما يعكس حقيقة مواقف أحزاب المعارضة الإسرائيلية في تغطيتها على تلك الجرائم".
وتدهورت العلاقات بين السويد وإسرائيل بعد أن اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية بعد فترة وجيزة من فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تنتمي له ولستورم في انتخابات عامة عام 2014.
وعمّقت ولستورم الخلاف العام الماضي بوصفها لمعاناة الفلسطينيين بأنها من العوامل التي تقود إلى التطرف، لتأتي التصريحات الجديدة لتفجر الغضب الإسرائيلي.
منع مسؤولي السويد من زيارة إسرائيل
ففي تطورٍ خطيرة، أعلنت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي حوتوفيلي، أنه تقرر عدم الموافقة على قيام مسؤولين سويديين كبار بزيارات رسمية لإسرائيل، بحجة تصريحات ولستروم التي اعتبرت معادية للدولة العبرية.
كان زعيم المعسكر الصهيوني يتسحاق هيرتسوغ، زعم أن تصريحات وزيرة الخارجية السويدية "تدعم الإرهاب"، فيما ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي يقودها بنيامين نتنياهو نفسه بأن ولستروم "تنعش بتعليقاتها الإرهاب وتشجع على العنف".
وقال زعيم إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق: "إن العمل الوحيد الذي لم تفعله وزيرة خارجية السويد لإسرائيل، هو الانضمام للفلسطينيين والقيام بعملية طعن"، وفق تعبيره.
من جانبه، قال الوزير يوفال شتاينيتس للإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم الأربعاء: "إن الوزيرة السويدية تتفوه بدافع اللاسامية إما بوعي منها أو بدون وعي".
وأضاف: "إنها-الوزيرة- تشير إلى إسرائيل فقط وتتجاهل حقيقة إقدام دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا على قتل الإرهابيين أثناء قيامهم بالاعتداءات".
وتابع: "إن أكبر عدد من المواطنين الأوروبيين الذين يلتحقون بصفوف تنظيم داعش الإرهابي يأتي من السويد".
كما انتقدت وزيرة الخارجية السابقة، النائبة تسيبي ليفني تصريحات الوزيرة السويدية، قائلة: "إنه لا يمكن أن نقبل بأي مقارنة بين نشاطات قوات الأمن وبين ممارسات الإرهابيين"، في إشارة إلى منفذي العمليات الفدائية الفلسطينيين.
واعتبرت ليفني "أن أقوال الوزيرة فالستروم تدخلاً في الشؤون الإسرائيلية الداخلية".
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز