هو أفاق لا يهمه سوى مصلحته الشخصية لكنه يبيعها دائما فى شكل مبادئ ملفوفة بالعلم
هو أفاق لا يهمه سوى مصلحته الشخصية لكنه يبيعها دائما فى شكل مبادئ ملفوفة بالعلم.
الوطنطجى دائما عالى الصوت حتى لا يكون هناك من هم أكثر منه وطنجية.
الوطنطجى لا يمكن أن تجادله لأنه دائما صاحب حجة رائجة فى وقتها حتى لو تعارضت مع كل حججه السابقة.
الوطنطجى دائما منفعل وكثيرا ما تنتفش عروقه وتحمر عينه وهو يدافع عن «وطنجيته».
الوطنطجى يركز على وطنية الآخرين وينصب نفسه حكما عليها، ولكن لا يحق للآخرين الاقتراب من وطنجيته فهى ليست محل مناقشة.
لا تخالف الوطنطجى فلديه قائمة اتهامات جاهزة بالخيانة والعمالة يوزعها على من لا تتفق مصالحه معهم.
توزيع صكوك الوطنية واتهامات الخيانة ليس ثابتا لدى الوطنطجى بل يتغير حسب الظرف والطلب، فيصبح الخائن رمزا للوطنية، ويتحول الوطنى إلى خائن كان متخفيا وسقط عنه القناع.
الوطنطجى دائما مؤيد لمن بيده السلطة لكنه أول من يقفز من السفينة مع أول عاصفة.
الوطنطجى دائما يصدق نفسه فى كل مواقفه المتقلبة أو هكذا يبدو.
لا تذكر الوطنطجى بأى موقف سابق مخالف لما يقوله الآن فهو لن يسمح لك خاصة فى حضور الآخرين تساعده على ذلك ذاكرة انتقائية يعيد بها صياغة أقواله السابقة مع تقديم تفسيرات تجعله سابقا لعصره فى قراءة المستقبل.
الوطنطجى غالبا لديه معلومات سرية لا تتوافر إلا له.
الوطنطجى لا يتحدث بلغة حرة مباشرة، لكنها كثيرا ما يلفها الغموض بالإشارة إلى مصادر وكائنات مبهمة مع بعض الغمزات واللمزات التى يجب أن تتجاوب معها على أنك فاهم ما يعنيه.
لا بأس أن يرتب الوطنطجى أموره مع الشرق والغرب معا مادام قادرا على تحصيل عنب الشام وبلح اليمن فى نفس الوقت.
الوطنطجى لا يعنيه كثيرا أن تكتشف كذبه وتلفيقاته طالما لا تفضحه بها أو تعطل بها مصالحه فإذا ما فعلت دخلت فورا فى خانة الأعداء الخونة ممن سقطت عنهم الأقنعة.
الوطنطجى غالبا شخص حبوب ومسلى فى جلساته الخاصة حيث يهمه أن (ياكل القعدة) ولو بحكايات مكررة دون أن يدرى أن تفاصيلها تختلف فى كل مرة عن سابقاتها فيما يتعلق بعلاقاته مع الناس (اللى فوق) وكثيرا ما يوقعه ذلك فى ورطات لكنه يجد فى الأغلب مخرجا منها.
رغبة الوطنطجى فى الحديث والصوت العالى تتحول فجأة إلى صمت مهيب وأدب جم فى حضور من هم فى موقع سلطة أو مصدر منفعة (وطنجية طبعا).
الوطنطجى يريدك أن تهتف معه وتردد ما يقول ولكن إياك أن يرتفع صوتك ليقترب من صوته.
الوطنطجى يدهشك أحيانا بتطوعه ليكون ملكيا أكثر من الملك دون مقابل واضح لكنه يقدم السبت لعلمه أن الأحد قادم.
الوطنطجى هو وحده الحريص على المصالح العليا للبلاد التى تتجاوز كل المصالح السفلى للعباد.
الوطنطجى عادة لا يفهم ما تقول، ليس بالضرورة لأنه غبى ولكن لأن عقله تمت برمجته وتظبيط موجته بطريقة لا تسمح له باستقبال أى فكرة أو رأى مختلف.
الوطنطجى يهلل للوطن ويحتقر المواطن.
الوطنجية لدى الوطنطجى لا تُعنى كثيرا ببناء الوطن بل تقف عند تدمير أعدائه الذين هم فى الأغلب من يخالفونه الرأى.
الوطن عند الوطنطجى هو الحجارة وليس من يبنيها، هو الماء وليس من يشربه، هو الهواء وليس من يتنفسه.
لا تحذر الوطنطجى من المواقف الفاشية والعنصرية، فهى مفاهيم لن يستوعبها حتى وإن كان يعيشها ويتنفسها.
الوطنطجى يهلل لأى أجنبى نكرة يقترب ولو من بعيد من مواقفه ويخترع له صفات أو مناصب كبرى وهمية.
الوطنطجى تائه بين كراهية الخواجة وعقدة الخواجة، ولديه مزيج غريب من الشوفينية الصاخبة فى مظهره الخارجى مع نوع من الدونية تقترب من الانسحاق الداخلى.
الشعب المصرى عند الوطنطجى هو أعظم شعوب الأرض وصانع الحضارة، لكنه لا يستحق الديمقراطية التى تصلح فقط للشعوب المتطورة والمتعلمة بينما «نحن جهلة متخلفون».
الوطنطجى كثيرا ما يغنى ويرقص ويهز أردافه لحب الوطن، لكنه على استعداد للتضحية بمن فيه من مواطنين ماداموا لا يمتون له بصلة قرابة من الدرجة الأولى أو الثانية على الأكثر.
لا تحدث الوطنطجى عن حقوق الإنسان لأنها أدوات التآمر لتقسيم البلاد وتدميرها، ولا تعرض نفسك للسخرية بالإشارة أمامه لحقوق الحيوان (مش لما نشوف حقوق الإنسان الأول).
لا تستخدم المنطق مع الوطنطجى، فقواعد المنطق لديه تختلف حسب الوقت والطلب بشكل يجعلك (ما تحطش منطق).
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة الشروق المصرية وبوابة العين الإلكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة