"من الإمارات.. العالم يقرأ" حملة لوزارة التنمية والتعاون
مبادرة تأتي تحقيقًا لأهداف عام القراءة 2016 الذي أعلنته القيادة الإماراتية، وتهدف إلى تعزيز المكانة التنموية الفكرية لدولة الإمارات.
عشرة آلاف كتاب عربي ستجمعها مبادرة جديدة تنطلق من العاصمة الإماراتية أبوظبي وتوزعها في العالم، تحت عنوان "من الإمارات، العالم يقرأ". المبادرة التي أطلقتها وزارة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومشروع "ثقافة بلا حدود" في الشارقة، تأتي تحقيقًا لأهداف عام القراءة 2016، وتثبت مجددًا أن دولة الإمارات تعمل ليل نهار وبكل جدية على نشر الثقافة العربية والتحفيز على القراءة والنهوض باللغة العربية.
وأكدت نجلاء الكعبي الوكيل المساعد لوزارة التنمية والتعاون الدولي، في مؤتمر صحفي عُقِد اليوم الأحد، بمقر الوزارة في أبوظبي بحضور ممثلين عن الجهات المشاركة في الحملة "أن انطلاق هذه الحملة اليوم ولمدة شهر يأتي انطلاقًا من حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في أن تكون دولة الإمارات منارة للعلم وحصنًا للفكر ومهدًا للإبداع وموطنًا للخلق ومشعلًا للمعرفة في ركب الحضارة الإنسانية والتنموية، مستلهمة كل ذلك من فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
وأكدت الكعبي "أن هذه الحملة تأتي تحقيقًا لأهداف عام القراءة 2016 الذي أعلنته القيادة الحكيمة -حفظها الله- وتهدف إلى تعزيز المكانة التنموية الفكرية لدولة الإمارات".
وقالت: "إن تحقيق الآمال وتجسيد الرؤى لا يتمان إلا بالعلم والمعرفة وكثرة المطالعة والقراءة والبحث، ولذا عملت وزارة التنمية والتعاون الدولي بالتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين في أن يكون أفق الإمارات الفكري ساطعًا في أنحاء العالم".
وأوضحت نجلاء الكعبي أن الحملة تستهدف مبدئيًّا 10 آلاف كتاب، مؤكدة أن ميادين العلم والفكر والمعرفة لا سقف لها، وأن الوزارة ستعمل مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومشروع ثقافة بلا حدود وبالتنسيق مع الجهات المعنية والمؤسسات ذات العلاقة في الدولة في توفير الكتب "باللغتين العربية والإنجليزية" ومن ثم إيصالها إلى المكتبات العامة في بعض الدول الأوروبية، بالإضافة إلى المكتبات العامة ومراكز البحوث ومكتبات المدارس والجامعات والمعاهد العلمية في بعض الدول الآسيوية والإفريقية.
ومن جانبه قال راشد الكوس مدير "مشروع ثقافة بلا حدود في الشارقة" في إجابة على سؤال لـ"بوابة العين": "إن هذه الحملة ستسمح لنا بالتواصل مع المكتبات العالمية وخصوصًا في عدد من الدول الأوروبية ومنها ألمانيا وهولندا والسويد وغيرها من الدول التي طلبت تزويدها بالكتب الإماراتية والعربية والإسلامية للتعرف على الثقافة العربية والإسلامية، مؤكدًا أن هذه الحملة ستسهم في توفير الكتب ذات القيمة الثقافية والعلمية العالية للمجتمعات التي تطلبها".
وأضح الكوس: "أن الكتب المختارة عامة المحتوى، مع التركيز على كتب الأطفال واليافعين أولًا"، وقال: "لاحظنا في الآونة الأخير رغبة بعض المكتبات بالدول الأوروبية لطلب عدد من الكتب الخاصة بالثقافة العربية والإسلامية، وهو ما يعكس حاجتهم للتعرف على هذه الثقافة، بسبب الوجود العربي الذي أصبح كبيرًا في بعض الدول الأوروبية، ورغبتهم في توفير المتطلبات الخاصة بتعليم وتثقيف العرب المقيمين هناك".
وأكد أن "مشروع ثقافة بلا حدود في الشارقة" له تجارب واسعة في نشر الكتب والمعرفة بالخارج منها مشاركته في عدد من معارض الكتب العالمية مثل معرض فرانكفورت وباريس ولندن، لافتًا إلى أن اهتمام رواد جناح الشارقة في هذه المعارض يتركز حول اقتناء الكتب العربية وكتب الأطفال والكتب الثقافية.
وأشار الكوس إلى "أن الحملة ستقتصر في هذه المرحلة على الكتب الورقية وربما تنتقل في مرحلة لاحقة إلى توزيع الكتب الإلكترونية"، منوهًا بأن "عملية شراء حقوق النشر الخاصة بالكتب الإلكترونية وتوزيعها، هي عملية صعبة بحكم أن الناشر يلزم المشتري بعدد معين، بالتالي يكون سعر النسخة الإلكترونية مضاعفًا أكثر من سعر النسخة الورقية".
وفي سؤال حول وجود مانحين للكتب من خارج الإمارات، قال الكوس: "توفير الكتب حاليًّا يتم عن طريق الوزارة، لكننا متعاونون مع كل دور النشر العربية، لتأمين الكتب المطلوبة".
مؤكدًا أن "الكتب تركز على دعم المحتوى الثقافي العربي والإسلامي في الدول التي ستوزع فيها".
ولفت الكوس إلى أن "هذه المبادرة تتفق مع رؤية "مشروع ثقافة بلا حدود في الشارقة "داخل الدولة وامتدادها إلى خارج الإمارات وخصوصًا إلى الدول التي ترغب في التعرف على الثقافة الإماراتية والعربية، مؤكدًا أن "مشروع ثقافة بلا حدود في الشارقة" يهدف منذ بدئه عام 2008 إلى إنشاء مكتبة في كل بيت في الشارقة وتمكن حتى الآن من إنشاء 20 ألف مكتبية بيتية".
وأكد أن حملة "من الإمارات، العالم يقرأ" تنتقل بالمشروع إلى خارج دولة الإمارات وهو مشروع ثقافي يعزز القراءة بطرق غير تقليدية.
لافتًا في هذا الصدد إلى أن المشروع كان له تجربة ناجحة بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي في إنشاء مكتبة تضم 3 آلاف كتاب في مخيم اللاجئين السوريين في الأردن والذي أقيم بإمكانيات ذاتية بحتة.
وشدد على أهمية أن "تكون الكتب التي يتم التبرع بها لحساب هذه الحملة ذات نوعية عالية في قيمتها العلمية والثقافية، إضافة إلى تنوعها، وأن تكون بحالة جيدة بحيث يمكن تقديدمها إلى المكتبات في الدول التي سيتم تزويد مكتباتها بها".
كما أكد وجود تعاون مع مكتبة هامبورغ في ألمانيا سيمتد ليشمل مكتبات كبرى أخرى في عدد من دول العالم .
وبدوره أكد أحمد إبراهيم الطنيجي مدير إدارة الإعلام ومركز الاتصال بهئية الهلال الأحمر الإماراتي أهمية هذه الحملة، مشيدًا بوزارة التنمية والتعاون الدولي و"مشروع ثقافة بلا حدود في الشارقة" للتعاون الواسع مع هذه الحملة.
وأكد أن الهلال الأحمر سيضع كل إمكاناته لنجاح هذه الحملة، لافتًا إلى أن "الهلال الأحمر لديه 10 مراكز داخل الدولة سيتم من خلالها جمع الكتب ولديه مراكز في 15 دولة ستوظف في توزيع الكتب على طالبيها"، منوهًا بأن الهلال الأحمر سيقوم من خلال علاقاته مع سفارات الدول في الخارج بتوزيع الكتب على المكتبات العامة في عدد كبير من الدول".
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA= جزيرة ام اند امز