فيديو .. إمام يفتح مسجده لإيواء القطط.. وعالم أزهري: ينم عن سماحة الدين
وصفهم على حسابه بفيسبوك بـ " الضيوف"
انتشرت صورة إمام مسجد تركي، فتح أبوابه لإيواء القطط المشردة، على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتفت بها مواقع أجنبية، وكأنها ظاهرة غريبة.
انتشرت على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي صورة إمام مسجد في تركيا، فتح أبوابه لإيواء القطط المشردة، ليحتفي بها رواد هذه المواقع إلى جانب عدة مواقع أجنبية، وكأنها ظاهرة غريبة على المجتمعات الإسلامية.
ووفقا لخبراء استطلعت بوابة "العين" آراءهم، فإن النماذج المشوهة، والصور المغلوطة التي تصدرها الجماعات المتطرفة إلى الغرب، قد ساهمت في تحريف صورة الدين الإسلامي، ليصبح سلوك الإمام غريبا.
ويتميز الإمام "مصطفى إيفي"، بروح الدعابة وعشقه للقطط، بحسب ما ينقل عنه زوّار مسجد إمام "عزيز محمود هُداي" بمنطقة إسكودار التاريخية في إسطنبول، الذين نشروا صوره على مواقع التواصل.
وعلى حسابه على "فيسبوك"، نشر الإمام "إيفي" تسجيلا مصورا، لقطة تحمل صغارها في فمها وتشق طريقها داخل المسجد، علّق عليه قائلاً: "ضيوفنا ليوم الجمعة في المسجد، مفاجأة تنتظرنا في خطبة اليوم، القطة وجدت اليوم قلب الشفقة والرحمة ".
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف لبوابة "العين"، رأى د. كمال بريقع، رئيس وحدة الرصد باللغة الإنجليزية في مرصد الأزهر، والمدرس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن هذا الفعل ينم عن سماحة الدين الإسلامي، كما في قوله تعالى في سورة الأنبياء: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)).
وأوضح أن المقصود بـ"العالمين"، هنا كل شيء، الحيوانات والإنسان والنباتات، وفي ديننا أمثال كثيرة تحث على الرحمة بالحيوان، وتغلظ من عقوبة الإساءة، مثل السيدة التي دخلت النار بسبب قطة، والرجل الذي دخل الجنة بسبب كلب سقاه.
وأضاف "بريقع" أن هذه تعاليم الإسلام التي تستحق النشر، وتسليط الضوء عليها لنشر صورة الإسلام الصحيحة في مواجهة الصور المغلوطة التي يروجها "داعش"، وأمثاله، فالرحمة في مواجهة التطرف، والجهل أصدق من أي شئ.
أما الأستاذة منى خليل، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان (اسما)، فرأت مثل تلك الأفعال من شأنها تحسين صورة العرب والمسلمين بشكل خاص، لا سيما في ظل الانتهاكات التي تتعرض لها الحيوانات في بعض البلاد العربية.
غير أنها أعربت عن اندهاشها من الاحتفاء بمثل تلك الأفعال على أنها ظواهر غريبة، وغير دارجة، رغم أن ديننا أصله الرحمة، والتسامح، والحب.
ومضت قائلة: أظن أن الله سيحاسبنا على الإساءة لديننا أكثر ما سيحاسبنا عن الغش والكذب وما إلى ذلك، فالبعض أصبح يمارس العنف بشكل يومي على كل ما هو أضعف، وخصوصا الحيوانات، ولذا يجب أن نكون أكثر رحابة، وتقبلا للآخر أيا كان هذا الآخر.
وفي تعليق على الصور، كتبت الروائية أحلام مستغانمي على "فيسبوك": أجمل ما رأيت وما قرأت منذ مدة.. إنها الرحمة التي وضعها الله في قلوب المؤمنين من عباده... ما أجمله من مشهد.. ليتني أستطيع نشره في كل الصحف الغربية، وأقول (هذا هو ديننا لا ذاك الذي تخافونه)".