تحالف جعجع – عون.. ترحيب مسيحي وتيار المستقبل متخوف
الزلزال الذي أحدثه إعلان سمير جعجع المفاجئ عن تأييد خصمه السياسي الرئيسي للرئاسة أوجد صدى لدى القوى السياسية اللبنانية..
وأخيرا" خرج موقف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى العلن بترشيحه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر إقامته في معراب، فهذا الموقف شكل نوعًا من المفاجأة بعد أن تم تداوله في الأروقة السياسية إزاء العداء الذي قام بين الطرفين منذ 30 سنة.
تكاثرت المواقف السياسية حول هذا الموضوع بين مؤيد ومعارض، وقد سارع رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، إلى زيارة بكركي ليلاً، وأكد بعد لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي استمراره في ترشيحه للرئاسة قائلاً في هذا السياق، "أنا ما زلت مرشحًا ومن يريدني يعرف عنوان منزلي". في الوقت الذي أكدت فيه بكركي أن البطريرك مار رشارة بطرس الراعي ينظر بإيجابية إلى خطوة جعجع ويباركها، وهي خطوة يُبنى عليها لتحريك عجلة الرئاسة، وهو مع أي تقارب ماروني ومسيحي ووطني.
يشرح مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد الركن وهبي قاطيشة للعين سبب هذه المبادرة التي أطلقها جعجع بترشيحه لعون، مشيرًا "إلى أنها تعود إلى فريق 14 آذار/ مارس الذي لم يسارع إلى ترشيح الدكتور سمير جعجع، لا بل فضل النائب سليمان فرنجية عليه"، ويؤكد أن القوات اللبنانية تفضل أن تكون الرئاسة بيد العماد ميشال عون، ولا أحد سواه لكونه يمثل الأغلبية المسيحية على الساحة اللبنانية، ولكونه يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين، بعكس موقف حليفه تيار المستقبل الذي رشح النائب سليمان فرنجية.
وعن سبب عدم التوصل إلى مرشح واحد من قبل فريق 14 آذار، يؤكد قاطيشة بأن الحريري لم يستشر القوات اللبنانية بهذا الخصوص، واتخذ موقفه بمعزل عن رأي القوات، ويلفت قاطيشة إلى أن هذا الإعلان لن يغير في المشهد السياسي على الإطلاق، لكون القوات متمسكة بخيار 14 آذار، إلا إذا قرر أي طرف أن يغير موقفه. ويقول: "موقفنا في بناء الدولة ومن التدخل في سوريا واحد، وموقعنا مع الدول العربية واضح وهو مصير واحد".
أما النائب في حزب الكتائب اللبنانية ايلي ماروني فيبدي تفاؤله من المشهد الذي رآه بالأمس؛ لأنه آن الأوان للمسيحيين أن يتوحدوا، وأن يكون لهم موقف واحد من القضايا اللبنانية؛ لأنهم وصلوا إلى مرحلة كبيرة من التهميش في لبنان، ولناحية ترشيح عون، يطرح ماروني سؤالًا "حول الحروب التي دخل بها هذان الشخصان المسيحان منذ العام 88 فدمروا المجتمع المسيحي إزاء الحروب والنزاعات، وأدخلوا الجيش السوري إلى المنطقة الشرقية، ثم استمرت الخلافات السياسية. ويقول: "كلنا يتذكر المؤتمرات الصحافية لجعجع، حيث كان يعبر بأقبح العبارات عن ميشال عون وتعطيله للعملية الانتخابية. هذه كلها أسئلة تطرح بهذا الإطار، فهناك أسئلة بحاجة إلى أجوبة. صحيح نحن بحاجة لمصالحة، ولكن هذا لا يعني أن نسلم ذقننا لخصمنا السياسي".
ويطرح ماروني عددًا" من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة وهي: هل العماد عون سيلغي ورقة التفاهم مع حزب الله؟ هل العماد عون سيعطي موقفًا "سلبيًّا" من مشاركة حزب الله في الحرب السورية؟ وهل سيكون عنده موقف لصالح الدولة اللبنانية من سلاح حزب الله؟ هل سيلغي تحالفه من النظام السوري؟.
ويضيف ماروني : "لا أدري أن كان جعجع حصل على إجابات حول هذه الأسئلة، ولذلك هذه العملية كانت مستعجلة وغير مطبوخة جدًّا" وكأن الهدف منها البروبجندا الإعلامية لا أكثر. برأيي سوف تنتهي مع انتهاء الضجة التي رافقتها".
وعما إذا كان هذا التحالف سيغير في المشهد السياسي، تساءل ماروني أن كان عون سينزل إلى مجلس النواب لمواجهة فرنجية؟ وهل فرنجية سيستمر في المعركة إن لم يتعرض لضغوط من السوريين وحزب الله. فهل هذا التحالف هو استراتيجي وسيشمل الانتخابات البلدية والنيابية؟ إن كان نعم فالحسابات ستختلف من منطقة إلى أخرى لأن هناك مناطق لا يمكن أن يعملوا تحالفات دون تيار المستقبل. يختم بالقول: "هنا نريد أن نعرف الموقف الشيعي في حال تحالف مرشحي القوات مع التيار الوطني الحر. هذه العملية بحاجة إلى الكثير من التقويم والتقييم لمعرفة تطورات الأمور، وإلى اين ستتجه والأسئلة؟ يجيب عنها القيمون على الفلكلور الذي حصل بالأمس".
يبدي النائب في تيار المستقبل مصطفى علوش امتعاضه من هذه الخطوة التي قام بها جعجع، مشيرًا "إلى أنهم في التيار غير متحمسين للعماد عون لأن تجربتهم معه لم تكن ناجحة على كل المستويات، ولكن القوات اللبنانية لديها خياراتها، وتجتهد لملىء سدة الرئاسة بقناعاتها الخاصة؛ لذا يفترض هذا لأمر يدفع الجميع للنزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس.
بالنسبة لعلوش، هذا التحالف لن يغير بالمشهد السياسي وإن كان سيوسع علاقته بالنائب عون أكثر من قبل، ولكن في نفس الوقت "نتلهى في لبنان في قشور بالنسبة لما يحصل في المنطقة خصوصًا" إن حزب الله لا يهمه من كل ما يجري سوى تضييع الوقت، وهو يستغل الوقت الضائع بانتظار مصير المنطقة" يختم علوش. ولا يستغرب أن يقوم حزب الله بحركة عنيفة إن لم ينل ما يريده من أهداف.
النائب وليد جنبلاط أعلن أن مجلس قيادة "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"اللقاء الديمقراطي" سيجتمعان لاتخاذ القرار المناسب بهذا الاستحقاق. وفي اتصالنا بوابة العين الإخبارية به مع مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس رفض إبداء رأيه بانتظار اجتماع الحزب وإصدار موقف سياسي واضح.