"الجارديان": اتفاق جعجع- عون يخدم مساعي إيران لتعزيز نفوذها

الاتفاق بين الزعيم المسيحي اللبناني سمير جعجع، ومنافسه ميشال عون، "خطوة مفاجئة" يمكن تفسيرها في ظل مساعي إيران لتعزيز نفوذها.

الاتفاق بين الزعيم المسيحي اللبناني سمير جعجع، ومنافسه ميشال عون، "خطوة مفاجئة" يمكن تفسيرها في ظل مساعي إيران المستمرة لتعزيز نفوذها وسيطرتها على الشرق الأوسط، لا سيما أنها تأتي بعد أيام من تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وفي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم، قالت إن لبنان يوشك على انتخاب حليف مقرب من "حزب الله" الجماعة الشيعية المدعومة من إيران، كرئيس للبلاد.

واعتبرت أن إعلان الزعيم المسيحي سمير جعجع، في مؤتمر صحفي، تأييد ترشيح منافسه العماد ميشال عون، زعيم "التيار الوطني الحر" لرئاسة لبنان، خطوة مفاجئة قد تعوق تحريك هذا الملف، لا سيما بعد استمرار تعطيل جلسات مجلس النواب الانتخابية، وشل عملية اتخاذ القرار السياسي في بيروت لمدة عامين.

وأوضحت أن حالة عدم الاستقرار السياسي في لبنان، تعزى إلى كونها تشكل طرفاً محوريًّا وجبهة رئيسية في الخلافات الدائرة والصراعات الإقليمية  في المنطقة.

وأشارت إلى أن وصول ميشال عون إلى الرئاسة يتطلب أغلبية برلمانية، وهو ما يمكن تحقيقه إذا ما اتفقت التكتلات المسيحية جنبا إلى جنب مع النواب الآخرين، الذين يمثلون الطوائف الصغيرة.

ورجحت "الجارديان" أن الانتخابات اللبنانية قد تؤدي لتصعيد التوتر، لاسيما بعد الهجوم الذي شنته إيران على السفارة السعودية في طهران، وتنذر بوقوع حرب طائفية، اشتعل فتيلها مع بداية الحرب الأهلية في سوريا.

وعون جزء من تحالف "8 آذار"، الذي يضم "حزب الله"، وحركة "أمل" الشيعية بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، أما جعجع فجزء من تحالف قوى "14 آذار" بقيادة السياسي السني سعد الحريري.

ولفتت الصحيفة إلى أن تحالف "14 آذار"، الذي ما زال يستأثر بتأييد معظم السنة في البلاد، عارض ترشيح عون، ورجحت أن الأخير سيواجه صعوبات في إقناعهم بذلك.

ووفقا للصحيفة، يعد ميشال عون من أبرز مؤيدي دور إيران في المنطقة، كما سيشكل انتخابه امتداداً لنفوذ إيران، في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط  صراعاً مستمرا على السلطة والنفوذ.

والسبت الماضي، رفعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عقوبات منعت إيران من الانخراط في الاقتصاد العالمي لسنوات، وذلك بعدما صدقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التزام طهران بالاتفاق الذي يهدف لتقييد برنامجها النووي.