يلقي الرئيس الصيني، غدًا الخميس، خطابًا مهمّا من مقر جامعة الدول العربية فى القاهرة للعالم العربي والإسلامي ويفتتح العام الثقافي المصري
وصل إلى القاهرة الرئيس الصيني "تشي جين بين"، قادمًا من المملكة العربية السعودية، وذلك في زيارة تعد الأولى من نوعها لمصر منذ 12 عامًا، تستغرق يومين، وذلك بالتزامن مع مرور 60 عامًا على بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتأتي زيارة "بين" ضمن أول جولة بالشرق الأوسط للرئيس الصيني منذ توليه منصبه قبل 3 سنوات، ومن المقرر أن يعلن خلالها عن استثمارات وقروض بمليارات الدولارات بما يمثل دفعة قوية للاقتصاد المصري.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، حفل عشاء بقصر عابدين على شرفة نظيره الصيني في زيارته للقاهرة التي تعد ثاني محطة بجولته الإقليمية غير المسبوقة التي تهدف لتعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الآسيوي في الشرق الأوسط.
كما أقيمت حفلة موسيقية خاصة داخل القصر التاريخي على شرف تلك الزيارة، فيما تفقد الرئيس الصيني القصر.
ومن المقرر أن يجرى الرئيسان محادثات ثنائية، اليوم الخميس، بقصر القبة تتركز على الملف الاقتصادي.
وقال الرئيس الصيني "شي جين بينج"، خلال لقائه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، إن هذه الزيارة تُعد تحقيقًا لحلم قديم، خاصة أنها الزيارة الأولى لمنطقة الشرق الأوسط بعد تولى الرئاسة والتي قام بتخصيص أطول فترة وأكثر الفاعليات والنشاط بمصر.
وأكد الرئيس على العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين التي تعد ثمرة زيارة الرئيس المصري للصين، مضيفًا أنه حريص على إحياء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ومساندة مصر في استراتيجيتها التنموية الشاملة وكذلك تحقيق منافع متبادلة بين الشعبين.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن دعوته للرئيس السيسي لحضور مؤتمر مجموعة العشرين الـ G20هو حرص ودعم من جانب الصين لاستعادة مصر لنفوذها وقدراتها .
وأثنى الرئيس شي جين بينج على مجهودات رئيس الوزراء خلال رئاسته للجنة التنسيقية بين مصر والصين، وذلك للوصول للاتفاقيات التي يتم توقيعها خلال الزيارة لزيادة التعاون بينهما.
وأضاف أن هناك مشروعات كبرى في مجال البنية التحتية تشارك بها الصين، معربًا عن تطلعه لنتائجها الملموسة وكذلك في مجال الطاقة الإنتاجية.
وأعرب رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، عن شكره لقيام الرئيس الصيني بدعوة نظيره المصري للمشاركة في قمة مجموعة الـ20 المزمع عقدها هذا العام.
وأوضح أن زيارة الرئيس الصيني للقاهرة تأتي محفزًا على زيادة حجم الاستثمارات الصينية بمصر والتنسيق في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية.
على صعيد متصل يزور الرئيس الصيني، غدًا الخميس، مبنى البرلمان المصري للتهنئة باستكمال خارطة الطريق بعقد البرلمان المصري عقب إزاحة جماعة الإخوان عن الحكم في 2013.
كما يزور مقر جامعة الدول العربية وسيكون في استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووفد من الجامعة، ومن المقرر أن يلقي الرئيس الصيني لأول مرة من مقر الجامعة خطابًا مهمًّا للعالم العربي في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
ويشرح "بين" في الخطاب سياسات دولة الصين في العهد الجديد تجاه العالم العربي، ويطرح اقتراحات وخطط الصين لمساعدة الدول العربية على التخلص من حالات الضعف الاقتصادي والاجتماعي وإيجاد الحلول للنزاعات المزمنة والقضايا المعقدة.
كما يفتتح الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني، اليوم الخميس، بمدينة الأقصر، العام الثقافي المصري الصيني وسط احتفالات عالمية تنطلق من معبد الأقصر صعيد مصر بمشاركة أكثر من 500 فنان من مصر والصين.
ويتوقع مسؤولون مصريون أن تجّذب زيارة الرئيس الصيني لمصر قرابة 200 ألف سائح صيني العام الجاري.
و تتضمَّن الزيارة التوقيع على 50 مشروعًا استثماريًّا بين البلدين بقيمة 33 مليار دولار .
كما تشمل التوقيع على قرض للقاهرة من بكين بقيمة مليار دولار لسد عجز الموازنة العامة للدولة.
وتعد الزيارة للدول الثلاث زيارة للمنطقة بأكملها، نظرًا لما تتمتع به هذه الدول من ثقل سياسي وقدرة اقتصادية وقوى عسكرية وتأثير ديني في المنطقة.
وكانت الحكومة الصينية قد أصدرت، يوم الأربعاء الماضي، للمرة الأولى، وثيقة رسمية حول سياسة الصين تجاه الدول العربية، استعرضت خلالها الروابط التاريخية التي تجمع الصين بالدول العربية وآفاق التعاون المشترك بينهما.
وتُعَد هذه الوثيقة -بحسب الحكومة الصينية- خارطة طريق واضحة المعالم توطد للعلاقات الصينية العربية على الأمد الطويل".
والصين أصبحت تمثل ثاني أكبر اقتصاد في العالم في غضون العقود الثلاثة الأخيرة.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز