خبراء لـ"العين": مدفعية الاحتلال قرب غزة لاستفزاز المقاومة
العدوان الواسع يتوقف على رد فعل المقاومة الفلسطينية
محللون فلسطينيون قالوا لـ"العين"، إن نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بطاريات المدفعية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، لاستفزاز المقاومة.
قال محللون فلسطينيون، إن نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بطاريات المدفعية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، محاولة لاستفزاز فصائل المقاومة لاستدراجها لحرب جديدة، بهدف لفت الأنظار عن الفشل الإسرائيلي في وقف الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة منذ أكثر من مائة يوم.
وأشار المحللون إلى أن لجوء الإسرائيليين لأساليب قديمة جديدة في تبريرها أي عدوان على قطاع غزة، يتمثل أبرزها في تضخيم الإعلام الإسرائيلي قدرات المقاومة الفلسطينية، لتهيئة المجتمع الإسرائيلي والدولي لأي عدوان محتمل على غزة.
وأعلنت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، اليوم، أن جيش الاحتلال نشر بطاريات المدفعية على طول الحدود مع قطاع غزة بهدف الرد السريع على عمليات تفجير العبوات الناسفة التي يزرعها رجال المقاومة الفلسطينية.
وبينت الصحيفة، أن نشر وحدات المدفعية على حدود غزة تهدف للرد السريع على عمليات إطلاق النار من القطاع، مشيرة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة عثر الجيش على العديد من العبوات الناسفة على الشريط الحدودي الشمالي والجنوبي لقطاع غزة.
وأشارت إلى أن وحدات المدفعية انضمت لكتائب الجيش الموجودة في منطقة قطاع غزة، موضحةً أن نشر بطاريات المدفعية تأتي ضمن استعدادات الجيش لعمليات عسكرية واسعة كما هي العادة في نشر هذه البطاريات، والتي تسمح بالاستجابة السريعة في المناطق المفتوحة.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، د. مأمون أبو عامر، أن نشر المدفعية على طول الحدود الشرقية لغزة، محاولة من دولة الاحتلال للفت أنظار الإسرائيليين عن الفشل الذريع لسياساتها الأمنية والعسكرية لوقف الانتفاضة المتعاظمة في الأراضي الفلسطينية خصوصًا في الضفة الغربية.
وأوضح أبو عامر لبوابة "العين"، أن دولة الاحتلال تتحرك نحو حدود غزة، متذرعة بوجود تهديدات حقيقية من قبل حركة حماس، خصوصًا مع التهديدات الأخيرة التي أطلقها عدد من قادة حماس.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال عادةً ما تجهز للحرب بالتحريض على المنطقة المستهدفة من عدوانها، باستخدام أسلوب تضخيم قدرات العدو لتبرير أي عدوان قد تقدم عليه أمام المجتمع الدولي.
وتوقع أبو عامر أن يشهد قطاع غزة مع التحركات الجديدة ضربات محدودة من قبل المدفعية، في محاولة لاستفزاز حركة حماس التي تدير قطاع غزة، وجرها لمواجهة عسكرية محدودة على الحدود.
ويستبعد المحلل السياسي هاني حبيب، أن يكون نشر المدفعية تجهيز لعدوان كبير على غزة في المدى المنظور، متوقعًا أن تكون هناك ضربات محدودة. وربط الضربات بمواصلة قوى المقاومة بناء قوتها العسكرية على الأرض.
وقال حبيب لبوابة "العين"، إن الإعلان عبر وسائل الإعلام العبرية عن نشر بطاريات المدفعية شرق غزة، يؤكد أن الأمر "مجرد تلويح لردع قوى المقاومة عن مواصلة طريقها العسكري".
ونوه بما تناولته وسائل الإعلام العبرية من تقارير أمنية واستخباراتية حول تنامي قدرات المقاومة في غزة، لافتًا إلى أن تسليط الضوء على قدرات الفلسطينيين العسكرية "بات من الأساليب المكشوفة".
ونشرت وسائل الإعلام العبرية المختلفة، في الأسابيع الأخيرة، تقديرات أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية حول تطور قدرات المقاومة الفلسطينية في غزة. آخر المعلومات ما ذكره موقع القناة الإسرائيلية السابعة، اليوم الخميس، من أن التهديد المركزي الذي يواجه دولة الاحتلال يتمثل في حركة حماس سواءً بقطاع غزة أو بالضفة الغربية المحتلة.
ويقول المحلل السياسي طلال عوكل، إن الخطاب الإعلامي والسياسي والأمني الإسرائيلي، حاليًا، يعطي مؤشّرات قوية نحو ما تنوي حكومة الاحتلال القيام به.
وأشار في حديث لـ"العين" إلى تركيز الخطاب الإسرائيلي على ترميم المقاومة شبكة الأنفاق الهجومية، وترميم قدراتها القتالية، وإجراء العديد من تجارب إطلاق صواريخ في البحر، يفسر أن دولة الاحتلال تنوي القيام بعدوان كبير على القطاع لا يشكل مخرجًا لأزمتها وارتباكها إزاء كيفية التعامل مع الانتفاضة وإنما يوفر لها الفرصة، والذريعة للقفز نحو تنفيذ مخططاتها التوسعية.
وأضاف عوكل، أن دولة الاحتلال تنتظر حتى تحقيق مخططها، ردود فعل المقاومة في غزة على التصعيد الإسرائيلي الممارس يوميًّا ضد القطاع في البحر والبر ومن الجو. مرجحًا أن لا تبادر قوى المقاومة لإعطاء جيش الاحتلال هذه الذريعة، "لأنها تعلم بأن أي رد فعل سيوفر لدولة الاحتلال مبرر لشن عدوان واسع على غزة".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز