نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهامات إسرائيلية بالتهرب من العودة لطاولة المفاوضات، كاشفا عن رفض نتنياهو لقاءه
استهدفت بحرية الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، قوارب الصيادين الفلسطينيين في ثلاث مناطق قبالة قطاع غزة، فيما شنت قوات الاحتلال المزيد من عمليات الدهم والاعتقال بالضفة الغربية، على وقع اتهامات إسرائيلية للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتهرب من العودة لطاولة المفاوضات بعد كشف الأخير رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية لقاءه.
وقال نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش لـ"بوابة العين" إن "زوارق الاحتلال البحرية، أطلقت في وقت مبكر صباح اليوم، قذائف مدفعية تجاه قوارب الصيادين في عرض البحر قبالة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فيما فتحت نيران أسلحتها الثقيلة تجاه قوارب الصيادين قبالة خانيونس ورفح جنوبي القطاع.
وذكر عياش أن عمليات القصف الإسرائيلية استهدفت الصيادين الفلسطينيين رغم تواجدهم ضمن نطاق الصيد المسموح به، والذي لا يتعدى 6 أميال بحرية، متهما الاحتلال بأنه صعّد من اعتداءاته وحربه ضد الصيادين.
وأشار إلى أن الصيادين اضطروا إلى العودة للشاطئ دون إرجاع شباكهم، موضحا أنه لم يبلغ عن إصابات أو أضرار.
وفي الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال المزيد من عمليات الاقتحام بالآليات العسكرية، وداهمت عشرات المنازل تخللها عبث بمحتوياتها، واعتقال عدد من الفلسطينيين.
وقال مصدر محلي، إن قوات الاحتلال اقتحمت فجرًا، قرية سيرس جنوب جنين شمال الضفة، ومدينة قلقيلية واعتقلت الشاب سعيد سمارة (22 عاماً).
تبادل اتهامات
سياسيًّا، اتهمت إسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالسعي الى "التملص من مسؤوليته "عن عدم إجراء مفاوضات بين الجانبين.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن مصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهامات وانتقادات حادة للرئيس الفلسطيني الذي كشف في حديث للإعلام الإسرائيلي عن رفض نتنياهو طلب لقاءه.
وقالت مكتب نتنياهو إن الأخير وجه مجددا في كلمته أمام منتدى دافوس الاقتصادي الأخيرة الدعوة إلى عباس لاستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن هذا الموقف جاء عقب ما قاله عباس أمس خلال لقاء مع صحفيين اسرائيليين في رام الله من أن نتنياهو رفض مبادرة طرحت مؤخرا لعقد اجتماع بين الجانبين.
ووفقا للقناة الإسرائيلية العاشرة فإن عباس أبلغ صحفيين إسرائيليين أنه طلب لقاء نتنياهو، إلا أن الأخير رفض ذلك.
وقال عباس إن اتصالات جرت، قبل شهرين، بغية عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "لكنّ مكتب الأخير تهرّب من عقد اللقاء".
وأضاف عباس في لقائه، المعدّ لمخاطبة الرأي العام الإسرائيلي، أنه لا يحرّض على عكس ادعاءات الوزراء في حكومة نتنياهو، وقال "وأنا أدعوهم أن يظهروا لي أين حرّضت بالتحديد".
وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد أنه "ضد العنف وضد كل سفك الدماء"، لكنّه حذّر من "نسيان أن موجة العنف تنبع من غياب أفق سياسي ومسار للسلام".
وقال عباس إنه يدعم "النضال الشعبي السلمي فقط، وندعو الشعب الفلسطيني كل مرّة للتظاهر دون عنف".
وخاطب الإعلام الإسرائيلي بالقول "أنا أسمع بأنكم تدّعون بأني محرض على العنف، وبأني سياسي إرهابي، لكنني أعترض على التحريض، وأدعو لمفاوضات من أجل السلام".
وأضاف عباس في معرض حديثه "أن كل المنظمات تريد أن تكون هذه الهبّة غير عنيفة، لكن، بكثير من الأسف، العنف مصدره إسرائيل، حيث يتم إطلاق النار حتّى على الأطفال".
وشدد على أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية "حريصة على استتباب الأمن لأن السلطة الفلسطينية تريد أن تحمي نفسها وكذلك جيرانها لئلا يصل إليهم شيء".
وردا على سؤال حول إمكانية استقالته من منصبه أوضح عباس أن هناك مؤسسات تقوم بعملها في حال الاستقالة أو الغياب، فقال "عندما يحصل أذهب أو أموت فالمؤسسات هي التي تقوم بعملها".