الأندية تستدعي ذكريات الماضي في اختيارات المدربين
اتجاه عالمي للاعتماد على مدربين سابقين أو أبناء النادي في مهام تدريبية أملاً في تحقيق النجاح
تتبنّى بعض الأندية على مستوى العالم اتجاها فيما يتعلق باختياراتها للمدربين يغلب عليه طابع الحنين إلى الماضي واستعادة الذكريات.
فسواء كان الاختيار لنجم سابق في مهمة تدريبية جديدة، أو لمدرب سبق له النجاح مع الفريق ذاته يظهر ذلك الاتجاه في اختيارات العديد من الأندية.
ريال مدريد من بين أبرز الأندية التي استدعت ذكريات الماضي تجربة تدريبية أولى للفرنسي زين الدين زيدان نجم الفريق السابق.
"زيزو" الذي مثّل عملاق الكرة الإسبانية كلاعب وأحد أبرز نجوم الفريق الملكي على مدار تاريخه أتيحت له الفرصة من أجل لعب دور الرجل الأول في الريال خلفا للإسباني رفائيل بينيتيز الذي تم الاستغناء عنه لسوء النتائج.
وبدا واضحا أن الريال يفكر في إمكانية أن ينعكس نجاح زيدان وشعبيته الطاغية كلاعب عليه كمدرب، الأمر الذي منح زيدان دفعة قوية في بداية مشواره ليحقق انتصارين كبيرين على ديبورتيفو لاكورونيا وسبورتينج خيخون وإن كان المنافس ليس على قدر كبير من الصعوبة في هاتين المواجهتين.
في الدوري الإسباني أيضا استدعى فالنسيا ذكريات الماضي، ولكن ليس في تعيين المدير الفني وإنما في اختيار مساعده، ففي الوقت الذي لم تتحسن فيه النتائج مع الإنجليزي جاري نيفيل الذي يخوض تجربة تدريبية أولى مع "الخفافيش"، فقد جاء اختيار إدارة فالنسيا لنجم الفريق السابق فيسنتي رودريجيز ليكون المساعد الجديد لنيفيل.
اختيار فالنسيا لفيسنتي أحد أكثر اللاعبين وفاءً لعملاق الميستايا جاء ليثلج صدور المشجعين الذين يرتبطون به بشكل كبير، وليكون له دور في إنقاذ الفريق المُبتعد عن مناطق المنافسة على الصدارة فضلا عن فشله في تحقيق أي فوز مع نيفيل على مستوى الليجا.
وفي إيطاليا قرر روما استعادة مدربه الأسبق لوتشيانو سباليتي الذي سبق أن حقق معه نجاحات كبرى في الفترة من 2005 إلى 2009، فبعد تجربة شهدت نجاحات وإخفاقات على مستوى النتائج مع الفرنسي رودي جارسيا، استشعرت إدارة نادي العاصمة الإيطالية بضرورة التغيير واستعادة ذكريات الماضي، لا سيما أن ماضي روما مازال يحتفظ الفريق حالياً بجزء منه ممثلاً في القائد المخضرم توتي ولاعب الوسط دانييلي دي روسي.
لكن الوضع في روما قد يبدو أكثر تعقيدا حيث إن المنافسة على صدارة الكاليتشو تزداد صعوبة، فضلا عن المواجهة الصعبة أوروبيًّا أمام ريال مدريد بدور الـ 16 وهو المحك الأبرز لسباليتي مدرب الذكريات السعيدة.
أما في إنجلترا فقد لجأ تشيلسي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز إلى مدربه السابق الهولندي جوس هيدينك كمدرب مؤقت حتى نهاية الموسم بعد إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو من تدريب الفريق، فعلى الرغم من أن هيدينك لا يمتلك فرصة الاستمرار إلا أنه مصدر ثقة مالك النادي رومان إبراموفيتش الذي يراه رجل المرحلة الحالية لحين استقدام مدرب جديد، وسبق أن قاد هيدينك تشيلسي في 2009 وحقق معه بطولة الكأس الإنجليزية.
كذلك يبدو الويلزي الأسطوري رايان جيجز المدرب المساعد لمانشستر يونايتد قريباً من الجلوس على مقعد الهولندي لويس فان جال المدرب الحالي حال استقرار الإدارة بصفة نهائية على رحيل الأخير.
فكرة الاستعانة بجيجز تبدو مدعومة بتأييد جماهيري كبير من أنصار عملاق أولد ترافورد، خاصة أنه تولى المهمة في وقت سابق كمدرب مؤقت خلفاً للاسكتلندي ديفيد مويز وحقق نتائج جيدة.
وعلى المستوى العربي أيضا تكررت تلك التجربة، وتحديدًا بالدوري المصري الذي شهد نماذج عديدة، حيث استعان الأهلي بمدربه السابق عبدالعزيز عبدالشافي "زيزو" كمدرب مؤقت بعد رحيل البرتغالي جوزيه بيسيرو المنتقل لتدريب بورتو البرتغالي.
وفي الوقت الذي يمتلك فيه زيزو فرصة الاستمرار مدرباً لنهاية الموسم، فإن إدارة الأهلي أيضا تفتش في أوراق الماضي لاستحضار زمن البطولات سواء بالمرشح الأبرز حسام البدري مدرب الفريق السابق، أو المرشح الأسبق، البرتغالي مانويل جوزيه، بيد أن الأخير تبدو حظوظه أقل بسبب انتقادات سابقة وجهها لمجلس الإدارة.
على الجانب الآخر الزمالك أيضا استدعى ذكريات الماضية بالتعاقد مع لاعبه ومدربه السابق أحمد حسام ميدو، والذي قاد الفريق بمنتصف موسم 2013-2014 في أول تجربة تدريبية له ليحقق معه لقب كأس مصر بعد خسارة الدوري لحساب الأهلي، ويعود محملاً بآمال أكبر بعدما تولى المسئولية خلفا للبرازيلي ماركوس باكيتا الذي أُقيل لسوء النتائج.
كذلك منح سموحة فرصة أكبر للمدرب المؤقت ميمي عبدالرازق الذي يخوض الولاية الثالثة له مع الفريق السكندري بعدما عمل كمدرب مؤقت مرتين آخرها في الصيف الماضي وقاد الفريق عدة مباريات محلية وإفريقية قبل تولّي محمد يوسف المهمة، لكن تراجع النتائج دفع الإدارة للإطاحة بيوسف والاستعانة بعبد الرازق من جديد الذي يبدو مرشحا لاستكمال الموسم إذا تحسنت معه النتائج بشكل أكبر.
نفس الأمر قام به المقاولون العرب الذي أسند المهمة للمؤقت محمد عودة أحد أبناء الفريق السابقين والمدرب المساعد، وذلك بعدما أقال مدربين من الأسماء الكبرى هذا الموسم وهما حسن شحاتة ثم طارق العشري.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز