اشتكى الآلاف من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجني النقب وعوفر، من الظروف القاسية التي يعيشونها جراء المنخفض الجوي
اشتكى الآلاف من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجني النقب وعوفر، من الظروف القاسية التي يعيشونها جراء المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية منذ فجر اليوم الأحد، في وقت اشتكى فيه أسرى في سجون أخرى من إهمال أوضاعهم الصحية من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.
وقال مركز أسرى فلسطين للدراسات، إن الأسرى في سجني النقب وعوفر، يشتكون من البرد القارس وتلف أغراضهم جراء الأمطار المتسربة لغرف احتجازهم السيئة في السجنين.
وأفاد المركز في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، اليوم الأحد، أن معظم السجون الإسرائيلية لا تتوفر فيها وسائل الحماية من الأمطار الغزيرة والسيول والبرد القارس، وخاصة السجون التي لا تزال قائمة على الخيام كبعض الأقسام في سجن النقب، وأقسام في سجن عوفر.
وأشار إلى أن الأسرى يعانون من ظروف قاسية نتيجة تسرب الأمطار إلى أغراضهم وأماكن نومهم وإتلاف ملابسهم وأغطيتهم.
بدوره أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن مصلحة سجون الاحتلال لا تزال تمنع إدخال الأغطية الشتوية لآلاف الأسرى في السجون، إضافةً إلى وضع قيود على إدخال الملابس الشتوية للأسرى.
وتعتقل قوات الاحتلال حوالي سبعة آلاف فلسطيني، يتوزعون على ( 32) سجنا ومركز توقيف، لا تتوفر فيها مقومات الحد الأدنى من الحماية من مطر الشتاء أو حر الصيف.
وقال قراقع لبوابة "العين"، إن معاناة الأسرى تتضاعف في فصل الشتاء، وخصوصاً مع سقوط الأمطار بغزارة، وذلك لسوء غرف وخيام الاعتقال، مشيراً إلى الرطوبة العالية داخل الغرف، وانعدام وسائل التدفئة.
وتعيش الأراضي الفلسطينية تحت تأثير منخفض جوي عميق، يكون خلاله الجو شديد البرودة وعاصفا، حيث يطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، وتسقط الأمطار بغزارة على مختلف المناطق، وفق دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية.
ظروف مأساوية
واشتكى الأسرى الفلسطينيون في سجن "جلبوع" من الظروف المأساوية التي يعيشونها، بفعل السياسات الانتقامية التي تمارسها مصلحة سجون الاحتلال بحقهم، والارتفاع الكبير في أعداد الأسرى بفعل الاعتقالات خلال الشهور القليلة الماضية.
وأوضح محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين أشرف الخطيب، أن عدد الأسرى في السجن بلغ 580 أسيرا، وأن هذا الارتفاع في عدد الأسرى خلق العديد من الإشكاليات في الملابس والأغطية و"الكانتينا"، وأصبحت الأمور الحياتية تزداد صعوبة، خصوصا مع تصاعد سياسة العقاب والحرمان التي تنتهجها إدارة السجن، والتي تمنع الأسرى من إدخال الملابس والأغطية عن طرق الأهل.
وأضاف أن من بين هؤلاء الأسرى 70 أسيرا مريضا، يتعرضون لأبشع سياسات الإهمال الطبي، ولا يوجد هناك أي اهتمام أو رعاية لهم، ولا يقدم لهم أي نوع من العلاج، ولا يتم احترام حالتهم الصحية، ويتعرضون للابتزاز والتهديد المستمر.
وأشار الخطيب إلى أن الأسير سلام زغل المعتقل منذ ثلاثة أعوام والمحكوم بالسجن المؤبد و35 عاما، يمر بوضع صحي صعب. وأوضح أنه يوجد في جسده وبطنه أربع شظايا، إضافة إلى قصر في ساقه اليسرى، وبحاجة الى إجراء عملية جراحية، ولكن تماطل مصلحة السجون في تحديد موعد للعملية.
وأعلن نادي الأسير، أن ثلاثة أسرى في "عيادة سجن الرملة" يعانون من أوضاع صحية صعبة، ترافقها سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة مصلحة سجون الاحتلال.
وذكر النادي في بيان له اليوم، أن الأسرى مقداد الحيح (20 عاماً)، وماهر أشقر (19 عاماً)، وعلاء الهمص (42 عاما) يعانون من عدة أمراض، وآثار إصابات بالرصاص، وتماطل مصلحة السجون في تقديم العلاجات اللازمة لهم.
واشتكت الأسيرة عبلة العدم (45 عاماً)، لمحامي نادي الأسير الفلسطيني، إثر زيارته لها، في سجن "هشارون"، من تعرضها لإهمال طبي منذ أن تم نقلها من مستشفى "هداسا عين كارم" عقب إجراء عدة عمليات جراحية لها.
وتعاني العدم من آلام حادة في جميع أنحاء جسدها خاصة في الرأس، إضافة إلى نزيف في الأذن اليمنى، والتهابات مكان الإصابة، علاوة على "دوخة" تصاحبها بشكل مستمر.
وأصيبت بجراح بليغة في الرأس والعين، إثر اعتقالها على يد جيش الاحتلال في الخامس عشر من شهر ديسمبر الماضي، تسببت بفقدانها الرؤية في عينها اليمنى.
وطالبت العدم، وهي أم لتسعة أبناء، بضرورة نقلها مجدداً إلى المستشفى، حتى تتلقى العناية اللازمة والمطلوبة، وبضرورة عرضها على أطباء لمعاينة مكان الإصابة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز