اليمن: الحرب أغلقت 70% من المدارس.. والإمارات تبادر بإنقاذ التعليم
أكثر من مليوني طفل في انتظار استكمال تجهيز المؤسسات التربوية
"التعليم تحت النار".. هكذا وصفت "اليونيسيف" وضع التعليم في اليمن، حيث أدت الحرب إلى إغلاق 70% من المدارس في اليمن.
يعتبر قطاع التعليم في اليمن من أكثر القطاعات تضررا بسبب الحرب الدائرة هناك.
لا يخفى عن العالم آثار الحروب المدمرة منذ بدء غزوات ميليشيا الحوثي في المناطق والمدن اليمنية، وتشير معلومات حكومية في هذا الصدد إلى كارثة حلت بالتعليم في اليمن، وأن آلاف المدارس أخرجتها الحروب عن الجاهزية.
ويواجه قطاع التعليم في اليمن تحديات كبيرة إثر الفوضى التي تعيشها البلاد؛ حيث توقف معظم المدارس اليمنية بينما تحول عدد من المدارس إلى ثكنات عسكرية للميليشيا؛ حيث أدت الحرب في اليمن إلى حرمان أكثر من مليون طفل يمني من التعليم.
وحسب تقارير حقوقية محلية ودولية فإن الحرب في اليمن قد أدت خلال عام 2015 إلى ارتفاع نسبة غير الملتحقين بالمدارس من الأطفال من سن 6 إلى 14 سنة إلى 47%،، بينما أُغلقت 70% من إجمالي المدارس قبل نهاية العام الدراسي، الأمر الذي تسبب في حرمان 1.84 مليون طالب عن مواصلة تعليمهم.
وأضافت أن أكثر من مليون طفل محرومون من التعليم، وهو عدد يضاف إلى 1.6 مليون طفل آخرين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة أصلا.
كما أن الحرب الدائرة في اليمن دفعت آلاف الأطفال إلى التخلي عن الكتب والأقلام والذهاب للقتال في صفوف طرفي الصراع، وهذا ما رصدته المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان والأطفال بشكل خاص.
تحذيرات من عام دراسي جديد دون معالجة الأضرار
استهجن رئيس مبادرة "الوطن قضيتنا" عبده أحمد زيد المقرم،ي الحملات الداعية إلى تدشين العام الدراسي، دون النظر في الوضع العام للبلد هذا من جهة، ومن جهة أخرى دون حتى مجرد الحديث عن الوضع المأساوي ماديًّا لأكثر من 81% من اليمنيين، والمبادرة إلى إيجاد حلول لها، من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها، ومن ثم العمل على إزالة آثار الحرب.
وحذّر من الدعوة إلى بدء العام الدراسي دون معالجة البيئة المحيطة به.
وقال المقرمي في تصريحه لـ"بوابة العين" إن الدعوة إلى بدء العام الدراسي دون معالجة الأضرار التي لحقت بهذا القطاع أولًا، وثانيًا دون معالجة الآثار الناجمة عن الحرب الدائرة، وكذلك آثار المخلفات المتفجرة والآثار البيئية التي تعرضت لها الشريحة العمرية المستهدفة بالتعليم -كغيرها من الشرائح العمرية المختلفة- قد يزيد من تعاظم المشكلة التي يغض العالم الطرف عنها، وفي المقابل لا تتوقف منظمات عاملة في اليمن عن الدعوة إلى بدء العام الدراسي دون أن تسهم البتة في معالجة الآثار النفسية التي أصابت الأطفال من العمر 1 حتى 18 سنة.
ثلاثة آلاف مدرسة لا يمكن استخدامها للتعليم
وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الأطفال (يونيسيف) في تقرير لها إن الهجمات على المدارس هي أحد الأسباب الرئيسية لعدم تمكن أطفال كثيرين من الذهاب إلى الفصول الدراسية مع استخدام مثل هذه المباني كمأوى للأسر المشردة أو كقواعد للمقاتلين.
وتقول مصادر تربوية إن الحرب تسببت في عزوف الملتحقين بالدراسة من سن 7 سنوات إلى 15 سنة بنسبة 47%.
وحسب المصادر فإن 70% من إجمالي المدارس اليمنية أُغلقت قبل نهاية العام الدراسي بسبب الأحداث في اليمن.
وبسبب الفوضى التي تعيشها الوزارات والمؤسسات اليمنية إثر سيطرة ميليشيا الحوثي، تأخر بدء العام الدراسي شهرين إلى الآن.
بعض المدارس الحكومية فتحت أبوابها، إلا أن الآباء لا يزالون متخوفين من إرسال أبنائهم للدراسة بسبب الوضع الأمني المنفلت والقصف المفاجئ الذي قد يؤثر على نفسية التلاميذ إن لم يستهدف مباني المدارس.
وقال تقرير "اليونيسيف" إن أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة في اليمن لا يمكن استخدامها للتعليم.
وأدى الصراع في اليمن إلى إغلاق قرابة 3600 مدرسة في المدن والمحافظات التي شهدت مواجهات، وتلك التي نزح إليها السكان، علمًا بأن عددًا كبيرًا من المدارس والمرافق التعليمية في عدة محافظات تحولت إلى مأوى للنازحين الفارين من جحيم القتال أو ثكنات عسكرية للمسلحين.
وأضافت "اليونيسيف" أن الخوف دفع آلاف المعلمين إلى التخلي عن وظائفهم وهو ما يمنع أيضا الآباء من إرسال أطفالهم إلى المدارس.
التعليم تحت النار
ويتناول تقرير "اليونيسيف" وعنوانه "التعليم تحت النار" تأثير العنف على أطفال المدارس في تسع دول من بينها سوريا والعراق واليمن وليبيا، حيث ينمو جيل خارج نظام التعليم، مشيرا إلى أن الصراعات في بعض دول المنطقة العربية تمنع أكثر من 13 مليون طفل من تلقي التعليم في المدارس وهو ما قد يحطم آمالهم ومستقبلهم.
في مدينة عدن هناك محاولات حثيثة لإعادة العافية إلى التعليم بعد دحر ميليشيا الحوثي منها بعد تدخل قوات التحالف لتحرير المدن اليمنية من غزو ميليشيا الحوثي والرئيس السابق علي صالح بعد سيطرتها على السلطة بانقلاب مسلح في سبتمبر 2014.
وتعرض معظم المدارس في مدينة عدن للتخريب من قبل الميليشيات الانقلابية التي حولت بعضها إلى مخازن أسلحة وثكنات لجنودها، والبعض الآخر في المدن التي لم تسيطر عليها الميليشيات الحوثية تحولت إلى مساكن للنازحين أيام الحرب وهو ما تسبب في تعرض كل المدارس في عدن لأضرار إما جزئية وإما كاملة، إلا أن هناك أملا في تعافي التعليم هناك خصوصا بعد تدخل دولة الإمارات المتحدة بدعم وتمويل هذا القطاع لإعادة الحياة إليه.
الإمارات تعمل على إعادة تأهيل 153 مدرسة في عدن
ودشّنت دولة الإمارات العربية المتحدة في عدن، جنوبي اليمن، برنامج تأهيل وترميم عدد من مدارس المدينة التي تضررت جراء الحرب التي شنها المتمردون الحوثيون وصالح، وذلك ضمن جملة المساعدات المقدمة لتصحيح مسار العملية التعليمية في إطار عملية "إعادة الأمل".
وتعهدت الإمارات العربية المتحدة وعن طريق الهلال الأحمر الإماراتي وضمن مساعيها وجهودها لعودة الحياة إلى طبيعتها في عدن، بإعادة تأهيل أكثر من 153 مدرسة تعرضت للتدمير الكلي والجزئي بسبب الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح على المحافظة.
وقال مدير عام مكتب التربية والتعليم "سالم مغلس": "إن دولة الإمارات العربية المتحدة كان لها دور بارز في تحمل وتمويل إعادة تأهيل أكثر من 110 مدارس من إجمالي مدارس محافظة عدن التي تزيد على 143 مدرسة".
وأكد مسؤولون في إدارة التربية والتعليم في عدن أن عملية تأهيل المدارس تتم بوتيرة عالية في ظل الدعم السخي المقدّم من دولة الإمارات، وأن تطبيع الحياة التعليمية والبدء بالعام الدراسي الجديد مطلع أكتوبر القادم، كما هو مقرر له.
كما أكدوا أن عملية التأهيل والترميم في المدارس بدأت في وقت واحد من أجل الإسراع في تجهيزها وتحضيرها لاستقبال الطلاب، وأن نسبة الإنجاز في بعض المدارس وصلت إلى أكثر من 50%، حيث جرى ترميم بعض المباني المتضررة وطلائها وتجهيزها بالأثاث المدرسي، استعدادًا لبدء العملية التعليمية.
أولياء أمور الطلاب يشكرون الإمارات..
عبّر أولياء أمور الطلاب عن شكرهم وتقديرهم لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة التي بذلت جهودًا مضاعفة خلال الفترة السابقة لحصر المدارس المتضررة ومن ثم البدء في صيانتها، وقالوا إن هذه الجهود ستظل محل تقدير واحترام لكل أبناء اليمن وعدن بشكل خاص.
ويعود أكثر من 138 ألف طالب وطالبة من مراحل دراسية عدة للانتظام في صفوفهم المؤهلة بعد حرمانهم من استكمال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الماضي جراء حرب الميليشيات المتمردة على المدينة أواخر مارس الماضي، وتحويل بعض المدارس إلى ثكنات عسكرية.
مدارس خارج الجاهزية..
وكشف تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام التربوي عن أن هناك قرابة 1000 مدرسة في محافظة تعز غير جاهزة لبداية عام دراسي جديد.
وفي محافظة تعز يبدو أن قطاع التعليم أكثر تضررا من بقية المحافظات، نظرا إلى ما تعرضت له المدارس من تدمير ولاستمرار الحرب القائمة هناك والقصف العشوائي الذي تشنه ميليشيا الحوثي على الأحياء السكنية.
وقال المركز إن أكثر من 160 مدرسة في تعز تعرضت للانتهاك منها: 60 مدرسة تعرضت للقصف المباشر وتضررت بشكل كلي أو جزئي، و62 مدرسة تُستخدم مراكز لإيواء النازحين، و38 مدرسة تُستخدم في أعمال عسكرية.
وأشار إلى أن 92 من مدارس مدينة تعز لم تستكمل نتائج امتحانات طلاب النقل للعام الدراسي الماضي 2014- 2015م وتوصلها إلى الإدارات التعليمية في المديريات أو المحافظة.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg
جزيرة ام اند امز