إثيوبيا تصرّ على بناء سد النهضة بارتفاع كبير وسعة كثيفه لتخزين المياه وذلك وسط اعتراض من الجانب المصري خشية التأثير على تدفق المياه
تبدأ في العاصمة السودانية الخرطوم الأسبوع المقبل جولة مفاوضات جديدة بين ممثلي دول مصر والسودان وإثيوبيا حول العروض المالية المقدمة من المكتبين الاستشاريين الخاصين بسد النهضة الإثيوبي لمناقشتها وإعداد مسودة الاتفاق الفني والمالي النهائي حول السد.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن بلاده لن تضر مصلحة مصر وستحافظ عليها وذلك في إشارة إلى أزمة سد النهضة. وتعترض القاهرة على ارتفاع جسم السد والسعة التخزينية للمياه خلف السد والذي ينوي الجانب الإثيوبي القيام بهما.
وتخشى أن يعمل تخزين المياه الذي سيستمر عامين على خفض حصة مصر السنوية من مياه النيل التي تقدر بـ55 مليار متر مكعب سنويا وفقا للاتفاقيات التاريخية.
وقال مستشار وزير الري المصري في ملف مفاوضات سد النهضة علاء ياسين إن المكتبين الاستشاريين الخاصين بدراسات سد النهضة قدما عروضهما قبل الموعد المحدد، موضحًا أن خبراء الدول الثلاث يدرسون حاليا العروض وتقييمها.
وأضاف أن إثيوبيا تصرّ أن يكون السد بارتفاع 145 مترا، وبسعة تخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب، لكن القاهرة تعترض على ذلك ولا توافق عليهما، مشيراً إلى أن "في ذلك مبالغة وليس له مبرر فني أو اقتصادي".
وأعرب مستشار وزير الري للسدود، عن قلق مصر من تسارع العمل في بناء سد النهضة وسعته التخزينية.
من جانبه قال وزير الموارد المائية والري حسام مغازي إن مصر والسودان وإثيوبيا اتفقوا على إعطاء الخبراء الفنيين بكل دولة مهلة أسبوعا، لدراسة العروض الفنية المقدمة من المكتبين الاستشاريين "بي.آر.إل" و"ارتيليا" المعنيين بإجراء دراسات سد النهضة الإثيوبي المطلوبة، والتي من المقرر أن تنتهي نهاية الأسبوع الحالي.
وأضاف على هامش جول تفيدة اليوم السبت أن انتهاء المهلة يعقبه اجتماع لمدة 4 أيام بالعاصمة السودانية الخرطوم يضم الخبراء الفنيين بالدول الثلاث وأعضاء اللجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة، لمناقشة العروض الفنية واستيضاح عدد من النقاط الفنية للوصول لاتفاق فني نهائي بين المكتبين والدول الثلاث.
ولفت إلى أن وزير الري السوداني السفير معتز موسى، قدم الدعوة لأعضاء اللجنة الفنية وممثلي المكتبين الاستشاريين للاجتماع الأسبوع القادم بالخرطوم، لافتا إلى أنه من المقرر أن يتم فتح العروض المالية المقدمة من المكتبين الاستشاريين لمناقشتها ورفعها بعد اضطلاع وموافقة وزراء الدول الثلاثة للمكتب القانوني البريطاني الذي يعد حاليا مسودة الاتفاق الفني والمالي النهائي، وأوضح أن تمويل الدراسات ستتحمله الدول الثلاث.
على صعيد متصل التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، بالرئيس السوداني عمر البشير على هامش أعمال قمة الاتحاد الإفريقي في أديس ابابا.
وقال المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف: إن الرئيس أكد خلال اللقاء على اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمعها بالسودان الشقيق، مؤكداً أهمية الارتقاء بمختلف مجالات التعاون بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
كما شدد الرئيس السوداني على وقوف بلاده إلى جانب مصر وحرصها على عدم إلحاق أي ضرر بمصالحها -في اشارة إلى سد النهضة- مشيداً بالدور الرائد الذي قامت به مصر على مدى التاريخ في الدفاع عن مقدرات الأمة العربية.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز