حالات الانفلات الأخلاقى والظواهر المرضية الغريبة التى تحمل سلوكيات شاذة تحتاج إلى وقفة أمينة وحاسمة لأن الأحوال تسوء يوما بعد يوم..
حالات الانفلات الأخلاقى والظواهر المرضية الغريبة التى تحمل سلوكيات شاذة تحتاج إلى وقفة أمينة وحاسمة لأن الأحوال تسوء يوما بعد يوم.
وعلينا ان نتابع كيف تصاعدت الأزمة من كلمات بذيئة على مواقع التواصل الاجتماعى إلى أصوات متدنية على شاشات الفضائيات ثم إلى سلوكيات منحرفة في الشارع المصرى.
ان هذه التحولات في الشخصية المصرية تحتاج إلى دراسات نفسية واجتماعية بعد ان فلت الزمام..لقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحة واسعة للبذاءات والشتائم باقذر وأحط الألفاظ وفى الوقت الذى يرى البعض انها تفتح ابوابا للحوار وخلافات الرأى تحولت إلى مستنقعات للبذاءة..والأسوأ من ذلك ان السباق على الشهرة والانتشار جعل البعض يزايد كيف يكون أكثر انحطاطا بدلا من ان يكون أكثر رقيا لأن الانحطاط في الفكر والسلوك والمواقف والحوار يكون أحيانا اقرب طريق إلى الشهرة.
وهناك من لم يحقق الشهرة في مجاله فلجأ إلى معارك وهمية وصراعات شخصية لكى يسمع الآخرون صوته..وعلى شاشات الفضائيات كانت التجاوزات الكبرى في لغة الحوار وبرامج الصراعات والمعارك وهناك أيضا برامج لم تراع أخلاقيات المجتمع ومقدساته فكان الشطط والاعتداء على كل شئ.
وبعد ذلك جاءت لعنة المسلسلات والتى انتشرت فيها الأفكار الشاذة والحوارات الغريبة والشتائم بكل أنواعها وسلوكيات دنيئة من شباب واعد.
وسط هذه الأوبئة الفكرية والنفسية لم يكن غريبا ان تظهر سلوكيات مريضة في الشارع المصرى حيث لا حساب ولا عقاب ولا رقابة من أسرة أو مجتمع أو دولة.
ان الأخلاق تحتاج من يحميها وإلا تحولت المجتمعات إلى غابات موحشة والإنسان هذا الكائن الجميل يمكن ان يحمل باقة ورد ويمكن ان يكون صندوق زبالة يحمل رأسا وقدمين وحين تغيب الأسرة والمدرسة والجامعة والأب والمدرس والأستاذ وتحل مكانهم مواقع التواصل الاجتماعى تنشر القبح والرذيلة وحين تتحول الشاشات إلى أشباح تطارد الأطفال بالكلام الساقط والسلوك المنحرف وإعلانات ومسلسلات المخدرات والدم والقتل والجنس والعفاريت لا تسأل عن الأخلاق والسلوك الراقى والإنسان المترفع حين طفحت المجارى على شبكات النت وشاشات الفضائيات والحوارات بين الناس في الشوارع فسد كل شىء.. في طفح المجارى لا تنتظر أشجار الياسمين.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة الأهرام وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة