اقتربت المعارضة في ميانمار من اكتساح أول انتخابات حرة في البلاد منذ ربع قرن، في حين تعهد الجيش بالتعاون مع الحكومة المنتخبة، الأمر الذي يفتح الطريق أمام الديمقراطية في البلد ظل الجيش يلعب فيه دورا بارزا في النظام السياسي الموروث عن النظام العسكري الحاكم حتى 2011.
واكتسح حزب (الرابطة القومية من أجل الديمقراطية) المعارض بزعامة المعارضة أونج سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، من تحقيق أغلبية مطلقة، وفقا لنتائج الفرز الأولية للانتخابات العامة التي أجريت الأحد الماضي في ميانمار.
وبعد تأكيد مسؤولي الانتخابات حصول الحزب على 95 مقعدا من إجمالي 116 مقعدا في المجلس الأعلى من البرلمان، فإن "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" أصبح الآن في وضع يمنحه حق اختيار مرشح هذا المجلس للرئاسة. وتعني أحدث النتائج أيضا أن الحزب المعارض لم يعد يحتاج إلا إلى 38 مقعدا من إجمالي 329 مقعدا في مجلسي البرلمان حتى يضمن فوز مرشحه المفضل بالرئاسة في تصويت برلماني.
وتعهد قائد الجيش في ميانمار، بالتعاون مع الحكومة الجديدة، التي ستشكلها زعيمة المعارضة أونج سان سو تشي، عقب فوزها التاريخي. وقال الجنرال مين أونج هلاينجن الذي يتمتع بنفوذ كبير، في خطاب أمام عسكريين كبار، إن الجيش سيبذل ما بوسعه للتعاون مع الحكومة الجديدة، كما دعا العسكريين إلى الطاعة والانضباط. وبادر قائد الجيش بتهنئة سو تشي، على فوزها.
ويلعب قائد الجيش في ميانمار دورا بارزا في النظام السياسي الموروث عن النظام العسكري الحاكم حتى 2011. ويعين الجنرال 25% من النواب العسكريين غير المنتخبين، مما يخوّل الجيش حق تعطيل القرارات في البرلمان، كما يعين وزراء أساسيين مثل وزيري الدفاع والداخلية.
وبينما أقر الحزب الحاكم في ميانمار -الدولة التي عُرفت سابقا باسم بورما- بهزيمته في أول انتخابات عامة حرة تشهدها البلاد منذ ربع قرن، رحبت الولايات المتحدة بالانتخابات ووصفتها بأنها "انتصار للشعب".
واتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما برئيس ميانمار ثين سين، أمس، لتهنئته على إجراء الانتخابات العامة التاريخية التي فاز فيها حزب أونج سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل بنصيب الأسد.
وقال المتحدث الرئاسي في ميانمار ووزير الإعلام يي هتوت في صفحته على موقع "فيسبوك": "هنّأ الرئيس الأمريكي أوباما الرئيس والحكومة بأكملها على تمكنها من إجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة، وقال إن "أمريكا ستواصل التعاون مع حكومة ميانمار".
وقال رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي للانتخابات في ميانمار ألكسندر لامبسدروف، إن عمليات التصويت في هذا البلد مضت بصورة أفضل مما توقعها كثيرون. وأضاف لامبسدروف أنه ما زالت هناك حاجة إلى المزيد من الإصلاحات لضمان إجراء انتخابات خالية من العيوب في المستقبل. وأشار إلى أنه في ما يتعلق بعملية التصويت فإن "95% من التقديرات التي توصلنا إليها كانت تشير إلى أنها جيدة أو جيدة جدا، وهذا رقم مرتفع".