نعيش الآن في فترة الانفتاح التقني والإلكتروني، ونواجه كمجتمع عالمي -وبالأخص المجتمع العربي- صعوبة مراقبة كل ما يصل إلى أبنائنا
يأتي النسيم على مياه البحر فتتشكل الأمواج الهادئة، ثم إذا هبت عاصفة تتلاطم الأمواج وتدمر وتجر كل شيء يواجهها في طريقها، من خلال هذا الأمر نستطيع أن نقيس بعض الأحداث الجارية في وقتنا الحالي، وكيف هم أبناؤنا في طفولتهم وكيف يصبح بعضهم إذا انجر وراء الإغواءات الطائفية أو الإرهابية والمتطرفة.
أطفالنا في نعومة أظافرهم، وفي بداية نشأتهم يكونون كالنسيم نسعد بهم ونفرح بهم، وننتظر اليوم الذي نراهم فيه قد أصبحوا كبارًا ليفيدوا وطنهم ومجتمعهم، فجميعنا يتمنى أن يكون ابنه أو ابنته عنصرًا فاعلًا في مجتمعه وفي وطنه، ولكن ذلك لا يتحقق إن لم تكن هناك متابعة جلية من أولياء الأمور في جميع متطلبات الحياة والتربية، ويجب أن نكون لهم قدوة صالحة وفاعلين في مجتمعنا ونتابعهم في مدارسهم ودراستهم وتصرفاتهم ونعرف أصدقاءهم.
الآن ونحن نعيش في فترة الانفتاح التقني والإلكتروني نواجه كمجتمع عالمي، وبالأخص المجتمع العربي صعوبة في التحكم ومراقبة كل ما يصل إلينا وإلى أبنائنا من خلال التقنيات الحديثة، والتي أصبحت أجهزتها في متناول الجميع وبسهولة متناهية، مما أدى إلى تغير أفكار بعض الشباب وأخذ منحنى متطرف أو أفكارًا هدامة للمجتمع وللشاب نفسه؛ لذلك وجب التنبيه على هذه المخاطر، ويجب علينا جميعًا أن نتكاتف ونتعاون لكي نسيطر على الأوضاع؛ لأن أي فكر منحرف يدخل المجتمع، فإنه يضر بالمجتمع بشكل عام وعواقبه تكون وخيمة جدًّا.
وفي هذه الفترة من الزمن تستغل الجماعات الإرهابية من أمثال "داعش" وبعض الجماعات الحزبية الأخرى مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية لتجنيد الشباب والفتيات من مختلف الأعمار، إما ليلتحقوا بهم أو أنهم يكونوا أفرادًا يعملون لصالحهم عن بعد مما يتم تسميتهم بـ (الذئاب المنفردة) ليقوموا بأعمال إرهابية بشكل منفرد في أي مجتمع وأي مكان وتتم الهيمنة عليه فكريًّا، ويطبق كل ما يملى عليه لكي يفجر نفسه ويقتل الأبرياء، ويسبب الذعر والخلل الأمني في المجتمع.
لذلك يجب أن نكون على وعي كافي بهذه المخاطر وننشر الوعي بين أبنائنا وأسرتنا ومجتمعنا، حتى لا يتفاقم الأمر ويصل لمرحلة اللاسيطرة ونفقد كل من نحب، ويصبح ابنك عدوك الأول بدلًا من أن يكون عوْنُك الأول، عندها لن تكون إلا أمام خيارين أحلاهما مر، فلا تجعل نفسك في هذا الموقف المرير، وانتبه عزيزي ولي الأمر لابنك وابنتك وجميع أفراد أسرتك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة