400 علم مخملي وحريري من "من بيروت إلى العالم"
ما إن يدخل الزائر معرض الفنان مروان رشماوي حتى يصطدم نظره بأعلام التي ترمز إلى الأحياء والمناطق اللبنانية..
المعرض غير تقليدي ولا يرتكز على اللوحات الزيتية أو التشكيلية أو التجريدية بل يتألف من 400 علم مخملي وحريري و59 درعا.. هو معرض الفنان اللبناني الشاب مروان رشماوي الذي انطلق بعنوان "من بيروت إلى العالم" رغبة منه في تسليط الضوء على جغرافية العاصمة اللبنانية بيروت وتاريخها المعقد والمتعدد الثقافات.
ما إن يدخل الزائر المعرض القائم في جاليري مديدة في منطقة بيروتية صناعية حتى يصطدم نظره بعشرات الأعلام المتعددة الألوان متدلية من سقف الغرفة الكبيرة المقسمة إلى جزءين متوازيين، وقد علقت الدروع على أحد جدران الغرفة الثانية.
ويستدل على الأحياء البيروتية من خلال الأعلام أو من خلال أسمائها المكتوبة بالحبر أو من خلال معالم أو شخصيات تاريخية مصورة ترمز إليها. ودونت على الدروع أسماء المناطق في العاصمة اللبنانية وأرقامها كما تورد في الجداول الرسمية للمناطق والشوارع.
ويجسد رشماوي في المعرض واقع حال اللعبة السياسية التي يعيشها اللبناني بشكل يومي بالرغم من انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما وانتهت عام 1990.
وبالنسبة إليه فإن الدروع المعروضة على الجدار هي أشبه ب59 فريقا سياسيا، بحيث يعيش كل فريق لعبته على طريقته وانطلاقا من المبادئ التي يؤمن بها.
يقول رشماوي لرويترز شارحا فكرته: "أعطيت لكل فريق لونه على الأعلام التي تمثله ووضعت المنطقة الكبرى التي تنتمي إليها الشوارع والأحياء - المتدلية من السقف على شكل أعلام - على الدروع المعلقة على جدار واحد طويل".
ويرى رشماوي أن هذه الأعلام المتدلية من السقف تعيش افتراضيا مفاوضات مستمرة في ما بينها تماما كالمناطق اللبنانية.
يعلق: "المعرض أقرب إلى لعبة افتراضية. وأنا لا أنظر إلى المدينة وفقا للمعايير التقليدية للتخطيط المديني بل أشير من خلال الأعلام والدروع إلى الانتماءات السياسية والاجتماعية التي تحاصر المواطن اللبناني".. ومن هذا المنطلق فإن المعرض أقرب إلى خريطة جديدة للعاصمة اللبنانية" ويقول": "السير وسط الأعلام المتدلية من السقف لا يعتبر نزهة تراثية بقدر ما هي نزهة تحليلية".
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز