6 أزمات عالمية على مائدة الدورة الـ56 لمؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة

تتصدر فعاليات المؤتمر نقاشات حول سياسات حماية المناخ، وتفشي فيروس كورونا، والتعاون عبر الأطلسي "العلاقات الأوروبية الأمريكية"

يفتتح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الجمعة، مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ56، في تمام الـ2 عصرا بالتوقيت المحلي (13 بتوقيت جرينتش).

وينطلق المؤتمر بمشاركة 39 رئيس دولة وحكومة، و100 وزير دفاع وخارجية، و500 باحث وخبير أمني. 

ويتضمن برنامج الدورة الـ56، 48 ساعة مكثفة من الفعاليات والندوات وجلسات النقاش التي يحضرها قادة وممثلو دول العالم.

• مؤتمر ميونخ للأمن.. أجندة حافلة بأزمات العالم
•  ألمانيا تدرس مراقبة جوية أوروبية لمنع وصول السلاح إلى ليبيا

ويسعى المؤتمر هذا العام إلى تقديم إجابات وحلول للعديد من الأسئلة الملحة من خلال معالجة قضايا مثل المشروع الأوروبي والتعاون في مجال الدفاع ووضع النظام الدولي الليبرالي.

كما تتصدر فعاليات المؤتمر نقاشات حول سياسات حماية المناخ، وتفشي فيروس كورونا، والتعاون عبر الأطلسي "العلاقات الأوروبية الأمريكية"، وتداعيات تجدد التنافس بين القوى الكبرى، فضلا عن ملفات الشرق الأوسط، وخاصة ليبيا.

وبصفة عامة، يناقش المؤتمر في دورته الحالية 6 أزمات كبرى في العالم، هي:

حرب أفغانستان

قتل 90 ألف شخص بسبب النزاع في أفغانستان، فضلا عن تسبب الوضع الأمني المتردي في تهاوي الاقتصاد، واضطرابات سياسية.

ولكن هذا العام هناك فرصة لتحقيق سلام حقيقي، حيث يجري الدبلوماسيون الأمريكيون مفاوضات مع حركة طالبان، حاليا، لوضع نهاية للصراع في أفغانستان.

وأمس، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في حديث مع صحفيين يرافقونه في رحلته لحضور مؤتمر ميونيخ، إن المفاوضات مع طالبان حققت تقدما لكنها معقدة.

جاء ذلك بعد يوم من تأكيد مسؤولين أمريكيين وأفغان لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على معاهدة سلام مشروطة مع طالبان.

ووفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن بومبيو سيستغل منصة مؤتمر ميونيخ لحشد التأييد الأوروبي لاتفاق السلام المنتظر مع طالبان.

الهدنة المتعثرة في ليبيا

لا يزال الوضع في ليبيا محور اهتمام العالم، رغم توصل مؤتمر السلام في برلين، قبل أسابيع، لاتفاق لتثبيت الهدنة، ووقف تصدير السلاح لأطراف الصراع.

حيث تواصل تركيا إمداد مليشيات فايز السراج بالسلاح والمرتزقة، ما أدى إلى استمرار القتال، وفق صحيفة "ذود دويتشه تسايتونغ" الألمانية.

ووفق الصحيفة، فإن ملف ليبيا سيكون أحد محاور المباحثات في مؤتمر ميونيخ، ولا يستبعد أن تكون هناك محاولات لتوافق على فرض الهدنة بشكل كامل.

عقوبات إيران

ازداد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، ثم اغتيال الإرهابي قاسم سليماني قبل أسابيع.

وتستعد الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على طهران، بسبب برنامجها النووي والصاروخي، وكذلك دورها المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، حسب "ذود دويتشه تسايتونع".

ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، من المقرر أن تكون حزمة العقوبات الجديدة محور محادثات بومبيو مع المسؤولين الأوروبيين على هامش مؤتمر ميونيخ.

برنامج بوينج يانج النووي

ووفق صحيفة "دي فيلت" الألمانية، فإن مؤتمر ميونيخ يتناول في جلساته على مدار يومين، الملف النووي الكوري الشمالي، والوضع القاتم الذي وصلت إليه مفاوضات نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، حيث لم تعد بوينج يانج ملتزمة بوقف التجارب النووية والصاروخية، ولم تحقق اجتماعات دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي، كيم جونج أون نتائج ملموسة.

توترات كشمير

تتصارع الهند وباكستان على منطقة كشمير التي تم تقسيمها منذ الحرب الهندية الباكستانية الأولى في 1947-1948. لكن التوتر اشتد في أغسطس/آب الماضي، عندما ألغت الحكومة الهندية وضع كشمير كمنطقة حكم ذاتي وأرسلت عشرات الآلاف من الجنود إلى المنطقة، ما وضع المنطقة على حافة الحرب.

ويناقش المجتمعون في مؤتمر ميونيخ هذا العام، إعادة إطلاق مباحثات سلام بين الهند وباكستان حول كشمير، وفق "ذود دويتشه تسايتونغ".

الصراع في أوكرانيا

أدخل الرئيس الأوكراني وولوديمير سيلينسكيج، الذي تم انتخابه عام 2019، طاقة جديدة في المفاوضات مع روسيا لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا.

وخلال قمة في باريس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحدث الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين عن "ذوبان الجليد" في الأزمة الأوكرانية.

وينتظر أن يتناول مؤتمر ميونيخ سبل حل الصراع الذي أودى بحياة 13000 شخص منذ عام 2014.

ويملك مؤتمر ميونيخ، أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست.

ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط إلى ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة للقاءات الدبلوماسية السرية.