الكفراوي لـ «العين»: سليمان فياض أحد آباء الكتابة الجديدة
الحضور الجماهيري الغفير، أمر ليس جديداً على معرض القاهرة لكن الجديد هو الإقبال أيضا على حضور الفعاليات الثقافية يوميا..
على هامش مشاركته في فعاليات معرض القاهرة للكتاب الـ 47، قال الكاتب والقاص سعيد الكفراوي في تصريحات خاصة لـ «العين»: إن معرض هذا العام يتميز بحضور جماهيري غفير، وهو أمر ليس جديدا على معرض القاهرة بحال، لكن الجديد بالنسبة لي هو الإقبال أيضا على حضور الفعاليات والمشاركة بقوة في معظم اللقاءات والندوات المقامة يوميا في المعرض.
الكفراوي أضاف: إن معرض القاهرة ملتقى المثقفين المصريين والعرب، وهو مهرجان سنوي حقيقي، يأتيه الكتاب والمثقفون من كل مكان، وفيه "ألتقي وجوه أحباب وأصدقاء عمر ورفقاء كتابة من كل البلدان العربية"، وعن حجم مشاركته كمتحدث في فعاليات وأنشطة المعرض، قال سعيد الكفراوي إنه يشارك في أكثر من 3 لقاءات متفرقة هذا العام، منها ندوة عن المشروع الروائي للكاتب الراحل جمال الغيطاني، وأخرى عن نجيب محفوظ، والندوة الثالثة عن الراحل سليمان فياض.
«ساعة في حب سليمان فياض»، عنوان الندوة التي تحدث فيها سعيد الكفراوي، بمشاركة الناقد إيهاب الملاح، وأدار اللقاء الكاتبة سمر إبراهيم.
الكفراوي، تحدث عن علاقته بفياض وصداقته له عبر ما يزيد على أربعين عاما، رافق خلالها الكاتب الراحل سنوات طويلة في الحياة والأدب.. فـ "سليمان الكاتب وباحث اللغة، كتب أهم برامج اللغة العربية، وأبدع أكثر من 70 كتابا، وأمضى عمره مدافعًا عن القيم الرفيعة، والخلق السامي، وتجسد ذلك في حياته كشخص وفي أعماله كأديب".
قطَّر الكفراوي مشروع فياض الإبداعي؛ الروائي والقصصي، في شهادة ربما كانت الأهم من بين الشهادات التي ألقيت أو كتبت عن المبدع "الأزهري المجاور"، موضحا أن تجربة سليمان الأدبية تنطوي في جوهرها على الدفاع عن الروح المصرية الأصيلة، مشيرا إلى أن سليمان كان أحد المعابر المهمة التي عبر من خلالها هو (أي الكفراوي) وجيله نحو الحداثة، وكان بحق أحد الآباء الكبار الذين أسسوا لوعي كتابي مغاير، وكان أيضا من الذين عالجوا القرية المصرية في إبداعاتهم في كل تجلياتها، وقدم رائعته الروائية «أصوات» فكانت من الروايات الرائدة في معالجة العلاقة بيننا وبين الآخر.
وقال الملاح: إن الكاتب الكبير سليمان فياض ترك لنا روائعه الروائية والقصصية؛ «أصوات» و«القرين» و«بعدنا الطوفان» و«أيام مجاور»، فضلا عن كتاباته الفكرية والثقافية مثل «الوجه الآخر من الخلافة الإسلامية» و«وجوه من الذاكرة».. وغيرها من الأعمال الإبداعية والدراسات التاريخية واللغوية، مضيفا أنه كان صوتا خاصا ومتفردا في مشهدنا الأدبي المعاصر..
الملاح أضاف: "لعل السمة البارزة في كتابات سليمان فياض أنها تجمع بين خطين يبدوان متباعدين في الظاهر مع أنهما من تقاليد الثقافة العربية في مصر الحديثة؛ الخط الأزهري في عنايته باللغة وتاريخ المعرفة وسير النبلاء من العلماء الأوائل من ناحية. والخط الإعلامي المعني ببرامج الإذاعة والصحافة ومناخ الإبداع الحديث من ناحية أخرى".
ودلل الملاح على هاتين السمتين بقوله: "يكفي أن نذكر أن لسليمان فياض برنامجه الإذاعي اليومي «قاموس المعرفة» الذي امتد لقرابة نصف قرن من الزمان حتى ندرك أنه كان آخر العنقود في سلسلة الأزهريين الكبار الذين أثروا عصر المعلومات الجديد بزبدة خبرتهم المعتقة في المعارف القديمة.. وإن كان رفاقه القدامى يعتبرونه "أزهريا فاسدا" لخروجه عن النهج السلفي خاصة في كتابته الإبداعية وقد كان لا يدخر وسعا في كشف مثالبهم بروحه النقدية العالية".
أما سمر إبراهيم التي أعدت كتابا توثيقيا مهما بعنوان «سحر السرد مقالات عن إبداعات سليمان فياض»، صدر عن الهيئة العامة للكتاب، فقالت إن "سحر السرد" يكشف عن عالم سليمان فياض المتعدد في القصة والرواية، وسير الناشئة، والفكر، واللغة، وكيف تتشابك كتاباته مع واقعنا الآن؟ ما زالت هذه الكتابات تدلي بدلوها في قضايا معاصرة ما زالت تحتاج لوقفة، ومن أبرزها: التخلف، الجهل، الخلافة الإسلامية، الفتوى.. إلخ.
ويرسم هذا الكتاب، بحسب سمر، علاقات سليمان فياض برفاق جيله، والأجيال التالية، وتطور فن القص لديهم، موضحة أنه يضم أكثر من خمسين مقالا لكبار النقاد والمثقفين والصحفيين المصريين والعرب، ومنهم: جلال أمين، جورج طرابيشي، سامي خشبة، سلوى بكر، سيد خميس، شعبان يوسف، صبري حافظ، صلاح فضل، علي الراعي، فاروق عبد القادر، فؤاد قنديل، غالب هلسا، محمد بدوي، محمود أمين العالم، وغيرهم.
كما استطردت سمر: "بالطبع هذه المقالات ليس كل ما كتب عن سليمان فياض، فليس هناك كتاب أو مقال أو دراسة علمية عن القصة القصيرة والرواية أو تاريخ السرد، أو وصف لاتجاهاته الفنية لم يرد فيها ذكر لسليمان فياض، ولكنني كما ذكرت في المقدمة اعتمدت في هذا الكتاب المقالات التي خصصت لعمل واحد من أعمال سليمان فياض أو مجمل أعماله، أي أنها لم تعرض في الكتاب للأخبار أو العروض الصحفية القصيرة، أو المقالات أو الشهادات أو البورتريهات عن سليمان فياض الإنسان بالرغم من كثرتها، فهذا الجانب سأغطيه في جزء ثان قريبًا. وقد جاء تكوين الكتاب تبعا لطبيعة إنتاج سليمان فياض المتعدد ما بين القصص والروايات، والبورتريهات، والسير للناشئة، والأعمال الفكرية".
aXA6IDMuMTQuMjUwLjE4NyA= جزيرة ام اند امز