القوات الإسرائيلية تقمع وقفة احتجاجية للمقدسيين الممنوعين من دخول المسجد الأقصى، الذي اقتحمه اليوم عشرات المستوطنين
قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقفة مقدسية شارك فيها عشرات المقدسيين والمقدسيات الممنوعين من دخول المسجد الأقصى، بقرار من جهازي الشرطة والمخابرات الإسرائيليين، في وقت اقتحم فيه العشرات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى بحراسة تلك القوات.
وقال عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس جمال عمرو، إن العشرات من الممنوعين من دخول الأقصى شاركوا في وقفة احتجاجية نظمت أمام أحد أبواب الأقصى.
وسلمت سلطات الاحتلال، المسؤول المقدسي جمال عمرو، أمس الاثنين، قرار منع دخول المسجد الأقصى لستة أشهر، ليلحق بـ61 مقدسيا تمنعهم سلطات الاحتلال من دخول الأقصى.
وقال عمرو لـ"بوابة العين" إن المحتجين المقدسيين طالبوا بحقهم في دخول المسجد والصلاة فيه، ورفعوا لافتات كُتب عليها "من حقي أن أصلي في الأقصى" و"الأقصى يستصرخ يا أمة المليار" و"الأقصى مسؤوليتي"، قبل أن تفض قوة كبيرة من جيش الاحتلال والشرطة وعناصر المخابرات الإسرائيلية الوقفة بالقوة.
وأوضح أن عناصر المخابرات قاموا بتصوير المحتجين خلال الوقفة، فيما هددهم عناصر الشرطة بالاعتقال إن لم يغادروا المكان فورا.
وشدد عمرو على أن قرارات الاحتلال بمنع الفلسطينيين من دخول الأقصى "غير قانونية" وأنها محاولة ستبوء بالفشل أمام خطوات الممنوعين المضادة التي دشنوها بوقفة اليوم، مشيراً إلى أنهم بصدد اتخاذ سلسلة خطوات لمواجهة سياسة الإبعاد الإسرائيلية عن المسجد الأقصى.
يذكر أن سلطات الاحتلال وضعت قائمة "سوداء" تضم 62 فلسطينياً معظمهم من المقدسيين، تمنعهم من دخول المسجد الأقصى، وذلك وفق قرار اتخذه الاحتلال منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، فيما وصل عدد المبعدين عن الأقصى إلى 173 شخصا.
وعبّر عمرو عن غضبه إزاء سياسات الاحتلال وممارساته العنصرية، التي تقوم على فتح المسجد الأقصى لليهود المتطرفين، مقابل تجفيف الوجود الفلسطيني الإسلامي في المسجد الأقصى.
ونبه إلى أن سياسات المنع والإبعاد عن المسجد الأقصى لا تستهدف الفلسطينيين كأشخاص، وإنما تستهدف المسجد الأقصى كمكان مقدس، وتحاول أن تبعد عنه كل المدافعين عنه لتنفرد به، وتنفذ مشروعها التهويدي الضخم في المسجد ومحيطه.
وتابع "أن المسجد الأقصى دخل مرحلة الحسم وكسر الأيدي لكل من يريد أن يتقدم للدفاع عنه"، وقال "الاحتلال يريد الأقصى خالياً من المصلين والمدافعين عنه لتنفيذ مآربه الخطيرة".
اقتحام الأقصى
من جهته، أفاد مدير المسجد الأقصى عمر كسواني أن أكثر من 30 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال اليوم الثلاثاء، وبحماية مشددة من عناصر الشرطة والجيش والمخابرات الإسرائيلية.
وقال كسواني لـ"بوابة العين"، إن عشرات المصلين الفلسطينيين وطلبة العلم الشرعي، تصدوا لمحاولات بعض المستوطنين تأدية طقوس تلمودية في ساحات الأقصى.
وحذر مدير الأقصى سلطات الاحتلال من تصعيد ممارساتها العسكرية بحق المسجد الأقصى وروداه، وحملها المسؤولية عن الاعتداءات الواسعة التي تستهدف الأقصى.
هدم منزلين
وغير بعيد عن المسجد الأقصى، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، على هدم منزلين فلسطينيين، أحدهما في قرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، والآخر في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وذكر مركز "معلومات وادي حلوة" أن قوات الاحتلال داهمت صور باهر، وحاصرت محيط منزل إياد أبو محاميد، وشرعت في عمليات الهدم بحجة البناء بدون ترخيص.
وأشار إلى أن أبو محاميد انتهى من عملية بناء المنزل بالكامل، وكان يستعد للسكن فيه يوم غد الأربعاء، قبل أن تهدمه قوات الاحتلال قبل ظهر اليوم.
كما هدمت سلطات الاحتلال، ظهر اليوم، منزلا ثانياً، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحجة عدم الترخيص.
بدورها أدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات هدم الاحتلال المنزلين، وأشارت إلى أن هدم منازل المقدسيين وغيرها من المباني بحجة عدم الترخيص ضمن تدمير الممتلكات المحظورة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.
واعتبر الأمين العام للهيئة حنا عيسى أن سياسة هدم المنازل تعد انتهاكاً للقوانين الدولية التي تحظر العقوبات الجماعية من جهة، وستؤدي الى المزيد من التوتر والتأزم وعرقلة الجهود والمساعي الدولية التي ترمي إلى تحقيق السلام في المنطقة من جهة أخرى.