أما آن الأوان لمجلس الأمن أن يتحرك تجاه الحوثي ومن يموله بإضافة إجراءات وعقوبات أكثر حزماً وصرامةً تجاههم لعدم تطبيقهم القرار 2216؟.
نتساءل منذ تسعة أشهر مضت عن قرار مجلس الأمن 2216 الذي تم التصويت عليه بالإجماع مع امتناع روسي عن التصويت.. هل هذا هو أقصى مدى يمكن للأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يصلوا إليه لحفظ الأمن والسلم الدوليين وليوقفوا المتمردين والمخلوع من الاستمرار في سفك الدماء وقتل الأبرياء وتشريدهم وحصارهم حتى يموتوا جوعا ؟
أما آن الأوان لأن يقف العالم وقفة صادقة مع نفسه ويسأل مجلس الأمن عن تناقضاته في التعامل مع مزعزعات الاستقرار والأمن والسلم الدوليين ؟
الأمر المحير هو أن ترى مجلس الأمن ومبعوث الأمين العام لليمن يتلمسون ودّ الحوثي وعفاش وقد ترسخ في عقيدتهم أن من قتل شعبه ودمر وطنه له عقلٌ أو ضمير يدفعه للجلوس على طاولة ولد الشيخ الذي يجوب الدول مقترحاً ومعتقداً ومتأكداً في بعض الأحيان بأن الحل السلمي هو مطلب الحوثي وعفاش، اللذين كل ما ضاقت عليهم دائرة الحرب صدحوا بالتفاوض ثم كسباً للوقت لإعادة تنظيم صفوفهم، ويزعمون أن ولد الشيخ يبذل جهده للوصول إلى الحل الأنسب في التعامل مع الأزمة اليمنية بينما هو في الحقيقة لازال متمهلا في رفع تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي يفيد فيه عدم تطبيق الحوثي والمخلوع للقرار الأممي وعدم امتثالهم للحوار بل المماطلة و الهروب منه .
وفي الوقت الذي تدعو فيه السلطة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي وبدعم من دول التحالف العربي للوصول إلى حل سلمي يعيد الحياة الكريمة إلى الشعب اليمني نجد أن هذا الحل السلمي تبحث عنه الحلقة الأقوى وتماطل وتتحاشاه الحلقة الأضعف بين أطراف الأزمة .
أعتقد بأنه يجب على مندوب الأمم المتحدة أن يقف وقفةً صادقةً مع نفسه وأن لا يكرر ما فعله سلفه من قبل حين كان يطمئن الشارع اليمني والخليجي بأن المفاوضات جاريةٌ على قدم وساق وأنه على وشك الإعلان عن مصالحة وطنية بين الأطراف في اليمن في وقت يشاهد العالم انتهاكات الحوثي وتواطؤ وغدر المخلوع واحتجاز الرئيس واختطاف وزير الدفاع وانتهاك حقوق الانسان وكذلك الخطف التعسفي والاختفاءات القسرية في حق أبناء جلدتهم .
أما آن الأوان لمجلس الأمن أن يتحرك تجاه الحوثي ومن يموله مادياً وعسكرياً وكذلك المخلوع عفاش بإضافة إجراءات وعقوبات أكثر حزماً وصرامةً تجاههم لعدم تطبيقهم القرار 2216.
أما آن الأوان لمجلس الأمن أن يقف بوجه الانتهاكات الدولية لسيادة الدول وزعزعة استقرارها التي تتضح للعالم من خلال الدعم الإيراني اللامحدود للحوثي .
وإن كانت السياسة تبنى على المصالح فهل من مصلحة الدول التي تتغافل عن التجاوزات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة أن يعم الشرق الأوسط الإرهاب والطائفية النتنة ؟
أم أن تغيير الأسطوانة التي كانت تصدح بها طهران بضرب إسرائيل وأمريكا وتحرير فلسطين إلى اسطوانة تمزيق الجزيرة العربية ونشر الطائفية والإرهاب وقتل الأبرياء بهمجية ووحشية له وقعهُ الموسيقي الرنان في آذان الدول العظمى ؟
أم أن مجلس الأمن غير قادر على تحديد مدى وخطورة التدخل الايراني في الشأن اليمني ناهيك عن التدخلات الواضحة والجلية في الشأن الداخلي لعدد من الدول العربية ؟
الحوار لازال مستمرا بالسلاح إلى أن يفقد ويستنزف الحوثي وعفاش ما يقتلون به أبناء شعبهم وسيضيق الخناق عليهم يوما بعد يوم ولن تتحقق مآرب ايران التي تدير الحوثي وتستخدمه كـدُمية تحركه كيفما شاءت في إطالة أمد الحرب.. ظناً منها أنها تستنزف قوات التحالف العربي، ولكن المدرك والمتأمل للوضع الداخلي لدول التحالف العربي يلاحظ مدى قدرة هذه الدول على الحفاظ على وتيرة العمل داخلياً وخارجياً سواء سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو حتى أمنياً.. علاوةً على الدقة العالية التي تتمتع بها قواتهم في ضرب أهدافها وإلحاق الخسائر في صفوف الحوثي وقوات المخلوع مما يدل على أن استنزافهم ليس بالأمر الهيّن وأنها قادرة على مجاراة أمد الحرب .
إن كان ولد الشيخ لا يزال يراهن على قدرته في إقناع الحوثي وعفاش للجلوس على طاولة الحوار فلابد من أن نتساءل عن أي حوار سيقبل أن يجلس على طاولته أولئك الخونة لشعبهم وأرضهم وعن أي حوار يبحث مندوب الأمم المتحدة قبل أن يلتزم الحوثي وعفاش بتطبيق القرار الأممي 2216 ؟
وهل لمن تجاهل تسليم السلاح والانسحاب من المدن الرئيسية وغيرها من البنود التي لم تطبق أن يلتفت للأمم المتحدة وسيده في إيران يضرب بقوانينها وأعرافها عرض الحائط ؟
أخيراً على الحوثي وعفاش أن يدركا بأن طاولة الحوار هي الطاولة الأقرب إليهم من طاولة ستسحب من تحت أقدامهم ليشتد على أعناقهم حبلٌ غليظ ربط عقدته الشعب اليمني !!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة