السرطان في فلسطين .. مرض قاتل يتفشى بفعل الاحتلال
مقذوفات الحرب بغزة ومخلفات المستوطنات ترفعان الإصابات نقص في الأجهزة والأدوية الاستراتيجية لمكافحة المرض بغزة
يبدي الفلسطينيون قلقًا متزايدًا لارتفاع أعداد المصابين بمرض السرطان سنويًّا، وسط شعور ومعطيات متزايدة عن تأثير الاحتلال الإسرائيلي على زيادة أعداد المصابين بالمرض، ففي الضفة يبرز تأثير مخلفات المستوطنات، وفي غزة تتجلى الخطورة في المقذوفات الحربية الإسرائيلية.
ووفق مركز نظم المعلومات في وزارة الصحة الفلسطينية، فإن كل عام تسجل 82 حالة لكل 100 ألف مواطن في الضفة، و77 حالة لكل 100 ألف مواطن في قطاع غزة، فيما تشير معطيات أخرى بأن أعداد المصابين في قطاع غزة أكثر من ذلك بكثير.
ويأتي الكشف عن هذه المعطيات في اليوم العالمي للسرطان الذي يوفق الرابع من فبراير كل عام، حيث شهدت الأراضي الفلسطينية العديد من الفعاليات اليوم للتذكير بخطورة المرض.
واقع مؤلم:
وينبه الدكتور خالد ثابت، رئيس قسم الأورام في مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، أن الواقع مؤلم جدًّا، لافتًا إلى التداعيات الخطيرة للتلوث البيئي في غزة، خاصة ما يرتبط الحروب السابقة.
وأشار ثابت في حديثه لـ"بوابة العين" إلى تقرير البعثة الفرنسية إبان حرب 2008/2009 جاء بإشارة واضحة إلى أن قطاع غزة به (70 طنًّا) من اليورانيوم المنضب، وهذا بالنسبة لعدد سكان قطاع غزة ومحدودية المساحة فهو رقم خيالي.
ولفت إلى أن الاحتلال في الحرب الأخيرة عام 2014 لم يسمح بإجراء أي إحصائيات بخصوص تلوث البيئة رغم أن الدمار كان أضعاف ما سبق ولم يتم السماح للبعثات الأجنبية بالدخول للقطاع حتى لا يتم الكشف عن استخدام أسلحة محرمة دوليًّا.
تأثير الحروب:
وشنت إسرائيل 3 حروب على قطاع غزة (2008-2009، 2102، 2014) ألقت خلالها عشرات الأطنان من المتفجرات والمقذوفات، بعضها محرم دوليًّا وفق خبراء أجروا فحوصات لبقايا القذائف والأماكن المستهدفة.
ويقول ثابت :"هناك 4 حالات تضاف يوميًّا لمرضى السرطان في غزة .. 120 شهريًّا"، مؤكدًا أن العدد مرشح للزيادة خصوصًا في ظل المتغيرات الحالية من الحروب على غزة والاستخدام الخاطئ في الزراعة إضافة إلى تلوث المياه والتربة.
ويرى ثابت أن هذه الزيادة تستدعي تشكيل لجان مختصة للبحث في أسباب زيادة أمراض السرطان بقطاع غزة ومدى تأثير العدوان الإسرائيلي المتكرر خلال السنوات العشر الماضية والتي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا والتي لربما ساهمت في هذه الزيادة .
وبحسب وحدة نظم المعلومات الصحية بقطاع غزة، فقد بلغ عدد حالات السرطان الجديدة التي تم رصدها وتسجيلها في القطاع في الفترة ما بين 2009-2014 (7069) حالة جديدة وفي عام 2014 وحده تم تسجيل 1502 حالة جديدة بمعدل حدوث (83.9/100 ألف شخص) بينما كان في عام 2009 (945 حالة) ومعدل حدوث (65.6/100 ألف).
إحصاءات ومعطيات:
ويوضح الدكتور جواد البيطار من مركز نظم المعلومات التابع لوزارة الصحة في السلطة الفلسطينية، أن 59% من المصابين بالسرطان بالمرض ما بين 15 إلى 64 عامًا، و35% من كبار السن فوق الـ65 عامًا، و6% للأطفال أقل من 15 عامًا.
وأشار إلى أن 49.3 % من حالات السرطان المسجلة لدى الفلسطينيين هم إناث، و50.7% ذكور.
وتابع البيطار أن سرطان الرئة هو المرض الأكثر انتشارًا بين الذكور والإناث، فيما أن سرطان الثدي هو الأعلى بين الإناث يتبعه سرطان الكولون، وبالنسبة للذكور يعتبر سرطان الرئة الأعلى ثم سرطان الكولون، لافتًا إلى أن سرطان الدم هو الأكثر شيوعًا بين الأطفال أقل من 15 عامًا.
ويأتي مرض السرطان كمسبب ثانٍ للوفاة في فلسطين بعد أمراض القلب، حيث توفي في عام 2014، 1589 مريضًا بالسرطان في الضفة والقطاع.
نقص الأجهزة الطبية بغزة:
وأشار ثابت إلى وجود طواقم طبية على كفاءة عالية في الأورام بغزة، لكنهم يواجهون نقص بعض الأجهزة الطبية والأدوية المهمة لعلاج مرضى السرطان.
وأوضح أن مرافق غزة الطبية تفتقر لجهاز العلاج الإشعاعي، وهو الجهاز الذي يحتاجه نحو 60% من مرضى السرطان في غزة، لذا نضطر إلى تحويل هذا العدد من المرضى لتلقي العلاج الاشعاعي في الخارج.
وتابع ثابت، أن 30% من الأدوية الاستراتيجية لمكافحة مرض السرطان غير متوفرة في مخازن وزارة الصحة، مؤكدًا أن توفر تلك الأدوية والأجهزة يساهم في الحد من تغول المرض.