نحو أفق جديدة نُحَلِّق كدولة لتحقيق تنمية ونمو مستدام للأجيال المقبلة، ونتفق جميعًا أن الإمارات بحاجة إلى تصورات مختلفة
نحو أفق جديدة نُحَلق كدولة لتحقيق تنمية ونمو مستدام للأجيال المقبلة، ونتفق جميعًا أن الإمارات بحاجة إلى تصورات مختلفة ومناقشة سيناريوهات محتملة لـعالم ما بعد النفط، وتحقيق معادلة جديدة من خلال إضافة قطاعات جديدة تدعم المجتمع بكل مكوناته، ونعم سنحتفل بآخر برميل نصدره من النفط دون مفاجآت وسيناريوهات غير مخطط لتعامل معها وفق آليات عمل شمولية تستكشف حقول العقول المبدعة وتطورها لتحول من اقتصاد الخدمات والعمليات اللوجستية والتحويلية، وجعل الدولة ككل ميناء ومطار معرفي ذكي، تصنع فيه مواد ومنتجات التصدير التي يتحصل على موادها الخام محليًا، وتصبح الدولة مكتفية ذاتيًا مقارنةً مع أفضل الممارسات العالمية، وهو حلم جميل قابل للتحقيق، ولكن ضمن خطوط عرض وطول الواقعية وإيجاد البيئة المناسبة لذلك .
فتخطي أكبر عقبة في وجه التنمية المستدامة هو الاستقرار السياسي في المنطقة ككل، وإحداث نقلة نوعية في عقليات وممارسات السكان في رحلة الألف ميل التي بدأت فيها الخطوات الأولى بنجاح منقطع النظير، مدركين أن المقارنة المعيارية وحدها غير كافية إن كنا لن نأتي بممارسة هجينة نحن من يصممها والخبراء فيها وبما يتلاءم مع خصوصية تحدياتنا .
واذا ما تحدثنا عن المستقبل يجب أن يكون البحث العلمي هو الركيزة الأساسية بجانب القضاء على الروتين والمحسوبية بكل أنواعها والرجل الخارق، ناهيك عن الشخصية الاستثنائية التي تشرف على مكتب شخصية مهمة، وتوجه من يضعون الميزانيات والمخرجات والقرارات واحتكار توصيات الترشيح للمناصب القيادية وفق ما يعتقدونه هم الصحيح والوطني، فتلك الآفة يجب أن تنتهي بلا رجعة، فهي ضد كل خطوة مستقبلية نحو التميز والريادة والقضاء على التخلف والجهل لا يعني نشر التعليم والقراءة فقط، بل هو أسلوب حياة يرتقي به معظم أفراد المجتمع ضمن نظام دقيق لا يشخصن، ويحمل خارجيًا مزايا النظم الحديثة، وفي جوهره حجر عثرة أمام التقدم وكذبة تعميم عدم العدالة هي عدالة بحد ذاتها والظلم المقنن وتوزع التركة، وبعدها تصبح القوانين مقدسة دون إصلاح أعطاب الماضي، وهي تعتبر جريمة ومطيه لاستمرار نفوذ الفساد بالتلاعب باللوائح والاستغلال الوظيفي، والتركيز على أن سرقة المال هو وحده الفساد.
ورجوعًا لمستقبلنا كدولة في مرحلة ما بعد النفط، فكل ما نحتاجه الإرادة الالتزام الكلي من القيادة العليا بالعمل الجاد الذي يبدأ من الآن لتأمين مستقبلنا، وفي الحقيقة تلك الصفتين هما مصدر قوتنا الرئيسيتين، وقد بدأت الدولة الكثير من المشاريع التي تهدف لتأمين مستقبل الدولة في مرحلة ما بعد النفط، ويشكر أصحاب السمو الشيوخ ذوي الرؤية الثاقبة الذين وضعونا على الطريق السليم لمستقبل أفضل وسنصل بفضل الله ثم فضلهم، لنصبح ضمن الدول التي تعتمد بصفة أساسية على الطاقة المتجددة، وسنراهن على الطاقة النووية السلمية والنانو تكنولوجي والطاقة الشمسية ...الخ، فهناك دول مثل البرتغال تحصل على ما يقارب من 40 % من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة المتجددة، والنظر لتجربة السويد في استخدام النفايات في المزارع، ولكن مهما ذكرنا من التجارب المذهلة كلمة السر في ذلك مراكز البحث العلمي والدراسات المنتشرة لديهم كانتشار البقالات لدينا، ولذلك هم يسبقوننا في تلك المجالات، ويبدو لي أن لدينا الوقت الكافي للعمل الجاد للوصول لما وصلوا إليه، ولكن لا تتوقعوا أن نفكر أو نعمل أو نخطط كما هو الحال عليه في الوقت الحاضر ونتوقع نتائج مختلفة فذلك جنون، ولهذا يجب أن نلتف حول حكومتنا بكل ما أوتينا من قوة وفكر لإحداث النقلة المرجوة، فتميز القيادة وتفردها وحدها غير كافي، فالشعب ككل يجب أن يكون متميزًا واستثنائيًّا، ولماذا لا نتعلم من الأمريكان، فهم يشكلون فرق العمل المستقلة لتخليص الولايات لمتحدة من التبعات والاعتمادية الغير متكافئة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي كالتبعية النفطية، ونكون من جانبنا فرق عمل دائمة تعمل نحو عدم الاعتمادية والتبعية المعرفية والتكنولوجية والمقايضة لمشاركة مباشرة في الاقتصاد المعرفي لنتعلم من البريطانيين الدهاء للبقاء ضمن دوائر القوة، فبعد أن فقدوا قوتهم كإمبراطورية قلصوا إمبراطوريتهم إلى الكومنولث، فلماذا لا ننسى حلم الوحدة الخليجية لوحدة ثلاثية أو رباعية مبدئيًا، أو حتى ثنائية تكون تكاملية وتحقق الربح لطرفين، فالواقعية هي تذكرة سفرنا لمستقبل مبهر ما دام البعض غير قابل للتكيف المرن مع متغيرات قادمة ولا محالة من ذلك .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة