ليستر يزحف نحو لقب الدوري الإنجليزي بتوليفة سيميوني
ما يلفت الانتباه في تكتيكات فريق ليستر مع الإيطالي رانييري تشابهها الكبير مع الطريقة التي اتبعها الأرجنتيني سيميوني مع أتلتيكو مدريد
رغم الاتفاق المبدئي على أن ليستر سيتي ليس أفضل فرق الدوري الإنجليزي فنيا ولا تكتيكيا، إلا أن إنجازه الحالي وتفوقه المستمر على كبار البريمييرليج أمر يستحق التوقف.
ما يلفت الانتباه في فريق ليستر وتوليفته التكتيكية التي اعتمد عليها العجوز الإيطالي رانييري منذ بداية الموسم، تشابهها الكبير والملفت مع الطريقة التي اتبعها الأرجنتيني سيميوني مع أتلتيكو مدريد ونجح بها في الفوز بالدوري الإسباني متفوقا على فرق تتفوق عليه فنيا وتكتيكيا.
ملخص خلطة الفوز للفريقين المكافحين يكمن في عبارة واحدة "الاندفاع البدني الهائل" حيث يعد الفريق خلية نحل متكاملة تخلو من النجوم الكبار أو الذين يصطلح على تسميتهم سوبر ستارز.
يرتكز التكتيك في مجمله على لاعبين يملكون لياقة بدنية فوق العادية تسمح لكل منهم بالجري طوال دقائق المباراة التسعين، وتمكنهم من تنفيذ فكرة الضغط الدفاعي بطول الملعب طوال المباراة، مثلما تمنحهم فرصة التفوق على منافسيهم في الكرات المشتركة خصوصا الهوائية، وكل هذه مميزات ترهق بشدة الفرق واللاعبين المهاريين، كما تعزز إصابتهم بحالة من الإحباط في حال تأخر الفوز، أو تلقت شباكهم هدفا من الفريق المقاتل.
يبدأ الفريق عملياته الدفاعية من المهاجم الأساسي المتقدم وهو في ليستر جيمي فاردي بينما كان في أتلتيكو دييجو كوستا، وتكشف الإحصاءات تشابه المهاجمين في الاندفاع البدني الكبير في ممارستهما للضغط الدفاعي، حيث إن فاردي هو ثالث أكثر لاعبي ليستر ارتكابا للأخطاء (25 خطأ)، يسبقه اثنان من لاعبي الوسط هما داني درينكووتر ونجولو كانتي.
بينما في موسم 2013/ 2014 كان كوستا أكثر لاعبي أتلتيكو ارتكابا للأخطاء (61 خطأ) متقدما على لاعبي الوسط جابي وراؤول جارسيا اللذين تجاوزا المدافعين في عدد الأخطاء المرتكبة.
إلى جانب المهاجم المقاتل الفعال يمتلك الفريق لاعبَ وسطٍ مهاريًّا يمكنه نقل الهجمة بسرعة وفعالية (رياض محرز في ليستر وأردا توران في أتلتيكو) وظهيري جنب يجيدان القيام بوظيفة الجناح (فليبي لويز وخوانفران في أتلتيكو، سيمبسون وفوتشسن في ليستر).
التشابه ربما يتضح أكثر من مقارنة إحصاءات ليستر سيتي في مباراته الأخيرة مع منافسه المباشر مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، مع إحصاءات أتلتيكو مدريد في مباراته مع منافسه المباشر برشلونة في الكامب نو.
تكشف الإحصاءات تفوقا كاسحا للفريقين أصحاب الملعب في عدد التمريرات (487 لمانشستر سيتي مقابل 180 لليستر)، (406 لبرشلونة مقابل 177 لأتلتيكو)، وفي نسبة الاستحواذ (62% للمان سيتي، مقابل 61% لبرشلونة)، مع تفوق في عدد الأخطاء المرتكبة من ليستر (15-9) وأتلتيكو (14-11)، ما يعطي مؤشرا على شكل كلا المباراتين.
في المقابل تميز الفريقان الضيفان (ليستر وأتلتيكو) بالفعالية أكثر من مضيفيهما، فنجح الروخي بلانكوس في تسجيل هدف التعادل من تسديدتين فقط على المرمى بنسبة نجاح (50%) ثم الحفاظ عليه ليفوز بالدوري، بينما فشل برشلونة في تسجيل هدف ثانٍ من 4 تسديدات على المرمى.
كما تمكن الثعالب من تسجيل ثلاثية كاملة في من 7 تسديدات على مرمى جو هارت، بينما أخفق اجويرو ورفاقه سوى في تسجيل هدف واحد من 4 تسديدات على المرمى.
الفعالية ظهرت أيضا في الإحصاءات الخاصة بالتمريرات العرضية التي تعتبر في أدبيات كرة القدم مظهرا من مظاهر اللعب غير الفعّال، حيث مرر فريق ليستر 23 تمريرة عرضية مقابل 37 لمانشستر سيتي، أما أتلتيكو فمرر 19 تمريرة مقابل 31 تمريرة لبرشلونة.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز